الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«خالة سجليني الله يخليكي»

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2014 / 2 / 12
المجتمع المدني


عزيزتي أم بدر

في البداية ، أسمحي لي أن أشاركك طلب اللعنة على السرطان.

قرأت رسالتك المؤثرة وشعرت بأن معركتك القادمة ستكون معركة غير متكافئة !.

لابأس ، كما تعلمين ان عدم التكافؤ في المعارك والحروب هو من سمات العصر الحديث حيث تجتمع القوى العظمى لمحاربة دولة صغيرة كان يكفي ان يتم احتلالها من قبل فرقة واحدة لأحد جيوشها.

أعلم أن دلع المفتي لاتملك دبابات ومدافع وطيارات وصواريخ وراجمات وأسلحة كيمياوية وجرثومية.

أعلم أيضا انك تملكين قلماً يعادل ماتملكه كل القوى العظمى من اسلحة مدمرة وفتاكة. وأن قلمك متميز بنظافته وحسن تعبيره وقدرته على رسم خرائط طرق تنويرية في عصر ظللته وخيمت عليه مصابيح مظلمة!.

أعلم انك إمرأة تملك عقلاً متكاملاً نيرا معطاءً ، يستمد قوته من الأحداث والكوارث اليومية الدائرة في فلك الأمة.
سيدتي ، اثبتت التجارب أن هذا العدو الشرس لن يتمكن الأطباء منه دون ان تعلني الحرب عليه قبلهم. فعقاقيرهم صناعية. عليك ان تحاربيه بـ " الكثير من الضحكات" و " الكثير من الأفراح " و " الكثير من القبلات " التي ينتظرها الكثير من محبيك لطبعها على وجوههم. . . خاصة "اطفال اللاجئين" الذين ينتظرونك بكل شوق ولهفة . . . لاتتأخري عليهم ، فهم يحلمون بك كل ليلة وينتظرونك على أبواب خيامهم وأكواخهم.

قبل أن تفكري بمحبيك ومتابعي كتاباتك والأصدقاء والأقارب والجيران . . ضعي في أعلى القائمة الأسماء التالية:

ليال . . . لينة . . . وبدر.

اليسوا هم زينة الحياة الدنيا؟ لاتتركيهم قبل أن تتأكدي من وصولهم للهدف الذي رسموه لحياتهم. لاتتركيهم قبل أن تنعمي برعاية احفادك ففي ذلك متعة مابعدها من متعة.

ختاماً ، أسمحي لي أن اشاركك وإلى الأبد طلب اللعنة على السرطان
------------------------------------------------

عزيزي السرطان

دلع المفتي

عزيزي السرطان.. بداية وقبل كل شيء.. لعنة الله عليك.
ربما حضرتك لا تعرفني جيدا، فلقد التقينا منذ مدة قصيرة فقط. انا لا أحب كثرة الحكي وأكره «اللت والعجن»، فدعني أقولها لك على بلاطة: لست مستعدة للرحيل بعد.
مازال عندي الكثير من الضحكات التي سأضحكها والدموع التي سأذرفها، الكثير من الأفراح التي سأحضرها والكثير من الأتراح التي سأقاسم أهلها بها، والكثير الكثير من القبلات التي سأزرعها على وجوه من أحب. لدي الكثير من الأهل والأحباب والـ «الفولورز» الذين يعزون علي ولن أكبدهم عناء الجلوس في عزائي بعد.
عزيزي السرطان، بالرغم من تطمين الأطباء أنك «سريطن» تافه «مقدور عليك»، ولكن هل بامكانك تخيل جسامة مهمتي كي أقنع أمي بتفاهتك! ومع يقيني أنك مندحر لا محالة، أنا لست مستعدة أن أضيع وقتي معك، فسأهبه إلى العارف ما في قلبي، مالك الأرواح القادر على كل شيء الذي سيساعدني على قهرك. فهناك الكثير من أطفال اللاجئين في حملة «ليان» بانتظاري كي أسجلهم في المدارس اللبنانية، فلو سمعت توسلاتهم لتأمين تعليمهم «خالة سجليني الله يخليكي»، لأمهلتني عمرا فوق عمري كي أفرحهم بقلم وورقة ومعلم. هناك أيضا العشرات من قدور الـ «ورق عنب والشش برك» التي علي أن أعدها من أجل حملة نداء الياسمين لجمع ما يمكننا جمعه لشراء حليب لأطفال سوريا الذين يموتون جوعا.
من الجانب الأدبي، هناك الكثير من الكتب التي سأقرأها، المقالات التي سأكتبها، الأفلام التي سأراها، والكثير من الأغاني التي سأغنيها. ثم علي أن أنهي روايتي التي ما زلت أعمل عليها منذ أكثر من عام، والتي سأنشرها غصبا عنك. وبالمناسبة.. هناك كم جائزة صحفية علي أن أفوز بها: جائزة الصحافة العربية، جائزة البوكر، ان شاء الله (حتى) لو جائزة نوبل... سأفوز سأفوز.
على الجهة الأخرى «السياحية»، هناك أمور وعدت بها نفسي، وعلي أن أفي بوعودي، سوف اخذ دلع إلى اليابان في فصل الربيع لأشهد تفتح زهر الكرز على الأشجار. وهناك كرنفال ريو.. حلمي منذ الصغر، أسمعك تسخر متسائلا: ألم تكبري على الكرنفالات؟ لا يا عزيزي لم أكبر، وسأذهب للبرازيل. ثم الحلم الأكبر، فلسطين، فليكن في علمك أني لن أرحل عن هذه الدنيا قبل أن أزورها.
أما على الصعيد الشخصي، فهناك أمور لا يمكنني الرحيل دون انجازها.
عليك عزيزي السرطان أن تنتظر لأحتفل بتخرج ليال «آخر العنقود، سكر معقود»، في الجامعة وبتفوق كعادتها، وسأكون هناك لأفخر بها، وأحرجها بدموعي كما فعلت مع إخوتها من قبلها. ثم عليك أن تنتظر كي أريك كيف ستترقى أميرتي لينة بعملها الذي تسلمته منذ أسابيع قليلة فقط، بعدها لنرى على من سيقع اختيارها ليكون شريكها وأكون حماته.
ثم لا يمكنك أن تتصرف قبل أن أرى بدر وقد أصبح من أكبر رجال الأعمال ومليونيرا، كما قال لي منذ ان كان طفلا. ولن أتحرك قيد أنملة قبل أن أرى أول حفيد لي على ذراع فهد، بكري، الذي تليق به الأبوة.
في النهاية، عليك أن تمهلني المزيد من الوقت، لأنكد على هذا الرجل الذي تحمّلني عمراً بأكمله، لا لسبب إلا كي أضمن له الجنة التي يستحقها.
عزيزي السرطان، منذ عشرة أيام دخلت المستشفى بابتسامة، وخرجت منها بعد أسبوع بابتسامتين، واحدة على وجهي وواحدة على رقبتي. سأحتفظ بهما ذكرى انتصار. لن تهزمني، لن تضعفني، وستخسر حربك ضدي. فاذهب إلى الجحيم!
دلع المفتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب


.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط




.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24


.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن




.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م