الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخ الخصيان – 3

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حرب 94 م كانت نوعاً من أنواع التطهير الذاتي لكل من يعاني من عقدة ما خاصة من جماعة المرتزقة المتعبدين للشيخ..فهزيمة المجاهدين "كما يدعون أنفسهم" نفسياً على يد الجارة الكريمة بعد أن توقفت عن دعمهم هي و الولايات المتحدة جعلهم يبحثون عن مكان آخر ليمارسوا فيه هوايتهم بقطع أعناق المخالفين..و كانت اليمن المحطة التالية لهم..و أيضاً و مرة أخرى ببركات الشيخ و دعواته.

فحرب 94 م كانت أفضل مثال لكيفية تحويل حرب هدفها التفرد بالسلطة إلى حرب مقدسة..فهي كانت حرب إلهية لدى العديدين من أتباع الشيخ..فالعدو أصبح بقدرة الشيخ يمت بصلة قرابة لأبي لهب و أبي جهل و أصبح علي صالح الذي أمعن في اختلاس وطن بأكمله سادس الخلفاء الراشدين..و لكن هذا هو الشيخ أسطوانة مؤجورة لمن يدفع أكثر..و لقد كان علي صالح سخياً جداً مع "مُفتيه".

القتل كان عشوائي و لن أبالغ أن قلت أنه كان همجي..فالآخر هو العدو هو الكافر هو الخطر الذي يجب إبادته و أن شعرت قليلاً بأي ذنب تجاهه و بدأت تشعر أن هناك خطأ ما كونك ما زلت تملك ذلك الجزء الرابض بداخلك و الذي يُدعى "الضمير" فقد كان يتكفل الشيخ بإخراسه و إخراسك بأنك من جند الله و تقاتل في سبيله فهل تخذله ضد أعدائه؟؟..و لهذا لم نجد متخاذلين كُثر في تلك المجازر عن القيام بها.

تلك الحرب عرَّت الكثيرين إنسانياً و أولهم الشيخ الذي لم يتوانى عن إصدار فتوى تهدر دم الكثيرين من الحزب الشيوعي الجنوبي فقط لكي يُرضي سيده "حينها" علي صالح..فالشيخ يؤمن بأن قضيته تستحق التضحية بها بعدة أرواح لا قيمة لها أمام مشروعه الإسلامي الكبير..فجامعة الإيمان و التي تعتبر مكافأة صالح لشيخه الوفي تستحق أن نهدر و نقتل المئات في سبيل إنشائها و إستمرارها طالما أنها ستؤسس صرح لإخصاء العقول قبل القلوب..صرح يدين كل ساكنيه بالولاء للشيخ قبل الرب.

حتى على صعيد الاعتراف بالخطأ كان الشيخ مؤمناً أن الجنوبيين لا يستحقون الاعتذار..فبعد استبدال نظام علي صالح بنظام علي صالح بنسخته المُعدَّلة أعتقد الشيخ أن الموتورين بسبب جرائمه قد نسوها بالتقادم فلم يفكر حتى مجرد تفكير بالاعتذار عنها بل قام بإنكارها بكل جرأة بالرغم من أنها موثقة بالصوت في ذاكرة الملايين.

كان الجنوبيون ينتظرون من الشيخ اعتذار فحصلوا منه على إنكار..و الغريب أن هذا الإنكار أتى بعد عشرين عاماً و بعد تخلي علي صالح عن السلطة..و لا أعلم لماذا تأخر هذا الإنكار؟؟..هل كان الشيخ منشغلاً لهذه الدرجة بتلميع سيده فلم يكن يُصغي لمطالبات الجنوبيين بتفسير لفتواه بهدر إنسانيتهم قبل أرواحهم!!..و كأن بالشيخ يعتقد أنه بإنكاره هذا سيصدقه ملايين الجنوبيين الذين فقدوا أحبتهم بسببه و بسبب عشقه لتنظيف أحذية السلاطين.

الشيخ يُعاني من عقدة نقص تجبره على اعتقاد التفوق في ذاته..متناسياً أنه بشر..يخطئ و يصيب..يتملق و يلعق..يكابر على الخطأ و لا يراه..لعل لهذا أصبح كل فترة يتحفنا بفتوى حسب لون المناخ السائد حوله..فعندما رأى أن سيده الجديد علي صالح يحتاج إلى حرب دينية وهبها له دون تردد كما فعل عندما طالبته الجارة الكريمة بحرب مُقدَّسة في أفغانستان فلم يخذلها..و لكنه عندما رأى سيده علي صالح يسقط "و لو ظاهرياً" هب مُسرعاً لنقده مُفتياً و منتظراً من سيكون السيد القادم ليبدأ فيجَّهز له ترسانة الفتاوي الإستباحية قبل الولائية.

الشيخ بجانب عشقه للقب "مُفتي السلطان" حتى أصبح مرجعاً ممتازاً عند التعريف عن هذا المصطلح يعشق أيضاً تنظيم العلاقات الإنسانية بين الذكر و الأنثى كما يعشق اقتناء السلاح و علاج الأمراض المستعصية بالتخاطر..لهذا لنا وقفة بالتأكيد مع عدد مع إنجازاته الإنسانية و الطبية.

و للحديث بقية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم


.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8




.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟