الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولاية الغريب

عباس ساجت الغزي

2014 / 2 / 12
المجتمع المدني



كثيراً ما ترددت هذه الكلمة على السن ابناء المدينة بل كثيراً من الاحيان تكون مخارج حروفها مصحوبة بزفير ساخن يحرق شوارب رجالاتها بعد ان يمزق احشائهم لفرط حزنهم وكثرة همومهم نتيجة الواقع المرير الذي يعيشون .
الناصرية المدينة السومرية الجميلة الغافية على شاطئ الفرات امتزجت اخلاق ابنائها بين الطيبة في المعشر والكرم في الضيافة وحسن الخلق في المصاحبة وبذلك امتازوا بين ابناء الوطن , فارتبط اسم الناصرية بكل تلك الصفات الحميدة دليل الانسانية الحقة التي يتمتع بها اهلها .
النسيج الاجتماعي المترابط الاواصر كان عنوان التعايش السلمي بين الابناء حتى باتت كأنها بيت واحد وليست مدينة مترامية الاطراف نتيجة التواصل حتى وصفت بانها مدينة قبلية من بعض الذين يفتقدون تلك الاواصر و أواشج المحبة .
ونتيجة تلك الطيبة في المعشر من ابنائها كانت تسمى ( ولاية الغريب ) فهي تبخل على اهل بيتها في سبيل اطعام الضيف وتجلس الابناء على الحصائر من اجل اكرام الضيف بالجلوس على الارآئك وفرش الحرير , بل وتجعل من ابنائها مشاريع خدمة وتضحية لتوصل رسالة الى الانسانية بان اهلها اهل معروف وتاريخ اصيل رسم حضارة لا زالت شاخصة للعيان .
حين يستوطن الاغراب في بلدي يعيثون في الارض فساداً , لانهم لا يشعرون بقيمة هذه الارض واهمية ارثها الحضاري المتمثل بالقيم والاخلاق والعادات والتقاليد , مدينتي طالها هذا التغير في الخارطة الانمائية والإدارية مما اثر على النسيج الاجتماعي , وصار من الصعوبة ان تصادف ابن مدينة ( ابن ولاية ) في طريقك وانت ذاهب الى العمل او السوق او حتى التنزه في المناسبات .
وتغير بذلك الزي الشعبي للمدينة وغابت الحشمة في كثير من المناسبات للرجال والنساء على حد سواء , ابناء المدينة الذين اعتادوا على العيش بسلام والتمتع بالقيم التي تمنعهم من ممارسة المهن التي تساهم في تمزيق المجتمع ونشر الفساد فيه , اصبحوا بعيدين عن مركز المدينة نتيجة المد الهادر لتجار الحروب وبياعيي الضمير الانساني والنازحين من المحافظات الاخرى والعائدين من الهجرة الغربية .
ليستبيح الشارع الناصري الشباب المنفلت الذي اصبح يجوب الشوارع بسيارته الفاخرة والملابس الغربية المستوردة غالية الثمن وهو يتحرش بذوات المفاتن وهن يبرزن الكواعب من اجل ارضاء غرورهن والسحق على انوف ابائهن من اصحاب المال الحرام والرزق المخدراتي والمفخخاتي , وامهاتهن اللاتي اعتدن العيش في احضان القنوات الفاحشة والانوف التي تشم رائحة الحرام النتنة على بعد اميال .
وصارت حيرة الابناء بحجم مراراتهم الصغيرة لتنفجر من القهر ويتساقط الشرفاء كأوراق الشجر بعد اصفرارها لتبقى الناصرية ( ولاية الغريب ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية