الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوصاية في الثقافة الاسلامية

يونس حسني

2014 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الوصاية في الثقافة الاسلامية
لا شك أن معظم المسلمين يستعينون بكتب صفراء, أو شيوخ و أئمة لازالوا يسبحون وسط تلك الكتب, في جل المسائل المتعلقة بحياتهم, و يمكن جليا أن نرصد قلة ذكائهم من خلال البرامج التلفزية التي تروج لفكر معين, أو من خلال اقتراحات محرك البحث جوجل مثلا.
الجلي أن هذه الوصاية منبثقة من فهم ما للنصوص الدينية, هذا الفهم يمأسس لما يسمى بمبدأ الخوف في الحياة الدينية. فالتعامل مع المواقف و الحياة اليومية في نظر الكل مرتبط بنصوص من القرآن أو السنة, هذه النصوص في الفهم الديني الحديث, أو بالأحرى فهم شخص معين أو تيار فكري بذاته لهذه النصوص يجعل منها الطريق الوحيد للنجاة من عذاب الآخرة, أي أنه من الواجب على المؤمن المرور من تلك الطريق التي رسمها مفكرو ذلك الفكر من أجل النجاة.
هذا ناتج من سكيزوفرينيا يعيشها العقل الإسلامي, الذي ربما يفكر بطريقة ما و يتصرف بطريقة أخرى, فالمسلم يعرف جيدا أن الأصل هو الحِلّ ما لم يرد نص قرآني قطعي و واضح الدلالة و غير قابل للتأويل و غير منسوخ, أي أن الأصل هو الجنة ما لم يسلك طريق النار بيده, إلا أن مبدأ الخوف يجعله يتصرف عكس ذلك كما ذكرنا سالفا.
الفكر الإسلامي الحديث تأصل في العقل المسلم منذ العصر العباسي مع ظهور مفكري التيار السلفي و على رأسهم أحمد ابن حنبل, هذا الشخص الذي رسموه مريدوه بطلا, لأن التخلف الذي تعيشه الأمة تمنع أفرادها من الإطلاع على كتبه المليئة بالهلاوس. إلا أن البصمة القوية كانت لأبي حامد الغزالي الذي أصّل لفكر جديد, مستنبط من الفكر المسيحي الأوربي خلال سنوات الجمود الفكري فكان للفكر التكفيري لهذا الشخص تأثيرات كبيرة على العقل الإسلامي أبرزها,
- الرجوع إلى "مبدأ الخوف" في الفكر الديني, كما ذكرنا, والتركيز على وجود الخالق في مركز الوجود الإنساني بحيث يسير كل شيء مباشرة دون وساطة بعد أن كانت الصوفية تدعم مبدأ "الحب الإلهي".
-الدفاع عن الفكر الديني الأورثودكسي ضد الفلسفة و العلوم.
-إضعاف الفلسفة و العلوم التي عرفت أوجها في عصره, و ذلك بسبب التكفير.
هذا التأثير الكبير للغزالي كانت له أسباب عدة, أهمها,
-القوة و الجرأة و النفس الطويل الذي تجسد في أزيد من خمسين مؤلفا, أهمها "إحياء علوم الدين" و "تهافت الفلاسفة" و "المنقذ من الضلال", هذه الكتب مازالت تدرس ليومنا هذا.
-كانت آراؤه متوافقة مع العامة, لأنه يستعمل منطقا "ساذجا" بسيطا يتمحور حول الأحاديث و الآيات و تأويلاتها.
بعد الغزالي دخل الفكر و المجتمع الإسلامي في حقبة طويلة من الجمود و التصلب الفكري, عرفت ندرة المفكرين الكبار, و هذا يدل على أن فكر الغزالي ظل حيا و مؤثرا في العقل الإسلامي.

يعيش العقل الإسلامي اليوم نوعا من الصحوة نتيجة الاصطدام بحضارة أخرى تعرف أوجها اليوم, اصطدام كان جراء موجات الاستعمار الذي عرفته كل الدول المتخلفة. الا انه لم يتبنّ بعد نقدا بناءا للفكر الديني الموجود حاليا و الذي كان في يوم ما سببا في السبات الذي يعيشه. و ذلك راجع أساسا إلى سببين أساسيين كان قد طرحهما المفكر الدكتور محمد أركون و هما ما سماه بالجهل المقدس و الجهل المؤسس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز