الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزي الرجل الشرقي

سوزان التميمي

2014 / 2 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عزيزي الرجل الشرقي:
عليك الانضمام الآن إلى معسكرات لاجئي الحب، و مطالبة مجلس الأمان وجمعيات حقوق الإنسان بمساواتك بالمرأة، بل وعليك عمل جمعيات لنصرة قضيتك... و لكن ....
أما آن الأوان لتنظر ولو لمرة واحدة إلى مرآة الصراحة والواقع، لتتساءل عن عدد المرات التي جرحت فيها كبرياء نسائكم، و نزفت شرايين الحنان في عروقهن، ألم يعاملن كجوارٍ لسنوات ؟؟!
أما تساوت في غرف نومكم كل اللواتي دخلنها عشقا ً أو حتى قهرا ً على حدٍ سواء ؟؟!
أما كن لكم المتعة و كنتم لهن سوط الجلاد؟ ألم تكن الثقافة السائدة لمعاملة بنات حواء هي منطق (اكسر للبنت ضلع يطلعلها 24 ) ؟ ألم تكن القسوة بلا مبرر ولا غرض ٍ إلا (ذبح القطة من أول ليلة )؟ و غيرها من أساليب العقاب و الردع لا لذنب ٍ إلا أنهن خلقن بناتٍ لحواء !!
و كن هن أحيانا ً سياطا ً لأنفسهن.. فنجد الأم و الجارة والأخت والصديقة محفزاتٍ دائمات على الاستكانة والاستسلام بغرض الردع استشهادا ً بالعبارة الشهيرة (الناس تقول إيه ؟؟ّّّّّ!!!)
من هم هؤلاء الناس ؟! أليس الناس هن أنفسهم ومعهن هذا الآخر الذي يفتح علي كل أنثي أو أمرأة بابا ً من الجحيم إذا فكرت فقط أن تحلم بآدميتها؟ حتى لو لم تمارسها- أو أن تقول أنها إنسان و لا فرق في ذلك بين ذكرٍ أو أنثى ؟
إن هذا التصنيف النوعي تصنيف ٌ ظالم، فالدين الإسلامي والديانات كلها.. بل و الحضارات قد كرمت المرأة مما يدعو للتأمل فى هذا والاحتذاء به ، فنجد مثلا أن المرأة قد كان لها دورً فعالً في الغزوات و الحروب، و كانت تعمل كأي رجل ٍ ، ولها دورٌ أساسي في الوقوف إلى جواره، و كانت له السكن و السكينه مما لا يحط من قيمتها و منزلتها و مقدرتها أو يجعلها مواطنا ً من الدرجة الثانية مثلا ً...
و كان فرض الحماية واجبا ً على (ناقصات العقل و الدين) و هو بالمناسبة حديث اختلف حوله علماء الفقه و التفسير و لم يُتفق عليه، و لكن ترديده أصبح إنعكاسا ً لثقافة ذكورية سائدة في شعب يحاول دعم أفكاره بإثبات ديني لمحاولة فرض سلطويته عن طريق التقليل من الآخر، أما في حالة صحة هذا الحديث الشريف فقد شرحه الفقهاء بشكل مخالف تماما ًً عما هو متداول لدى من يستخدمونه، فهذا الحديث-إن صدق- فهو يعطي المرأة حقها في أن تُحترم ككيان ، و لا ينتقص أبدا ً من قدرها ، والسبب في نقصها في العقل اذا فرضنا صحة الحديث ليس إلا لغلبة الشعور والإحساس، أما نقصان دينها فهو تصريحٌ من الخالق عز و جل بهبةٍ قد اختصها بها ، فهي التى تحتضن داخلها سر استمرار الكون، أما عن النقص في القوى العضلية للنساء فإنني أؤكد عكس هذا تماما ,,, ً فقد أكد العلماء و الأطباء أن الآلام التي تتحملها كلُ امرأةٍ تضع طفلا ً هي آآلامً لا يتحملها أعتى الرجال، و تدعيما ً لهذا الفكر المبني على الاحترام نجد حديثا ً شريفا ً آخر يحث على أن تتقي الله في القوارير ،وأن يكون التعامل معهن برفق , وقد حثت أيضا ً الديانتان المسيحية و اليهودية على احترام المرأة بنفس القدر ، فرب الأديان وحده اختصها بهباته .
و كانت كل الحضارات التي استمر نورها إلى يومنا هذا تكفل للمرأة مكانة لا تضاهيها سوى مكانة ُ الآلهة في الحضارات القديمة، و لم تكن تلك الحضارات لتستمر ليوم ٍ واحد لو كان بها شبهة عدم احترام لنصف مجتمعها...ألم تكن حتشبسوت و نفرتيتي ملكاتٍ سبقن عصرهن في حضارتنا الفرعونية ؟ بلي: و كانتا معتزتين بأنوثتهن و كان سداد رأيهما قدوة لكثير ٍ من الرجال .
إذا ً فالمسألة ليست بالنوع و لكنها بالآدمية و رجاحة العقل بعيدا ً عن الأهواء الذكورية و الثقافات المجتمعية السائدة.
و حتى حين قرر الرجال غرس فكرة المساواة في عقول النساء، كان ذلك لخدمة مصالحهم الشخصية في تحميل المرأة بعضا ً من المسئولية المخوّلة إليهم ، بل و في وجهة نظر ٍ أخرى فإنهم يستمتعون بظهور النساء في محافلهم و سماع صراخهم بالمناداة بمساواتهم بالرجل في الحقوق و الواجبات.. و لكن..
عزيزي..آدمية المرأة ليست منحة منكَ لكنها ملكٌ لخالقها. و الآن حين انقلبت الموازين و اعترفت الدنيا بأنهن المجتمع كله –إن صح التعبير- فهن أساسه في البداية و هن مسك الختام و على أهدابهن يقبع الكون بثوراته و في أيديهن هدوءه و استسلامه..الآن و قد انفلت الزمام من بين أصابعكم أعزائي أبناء آدم، تهللون بعودة المرأة لتقر في المنازل و تصبح دمية اللاعب الواحد حتى يكون في يده وحده قرار كسرها وقتما يحلوا له.. هيهات..
لقد جُرِحَ النمر عزيزي، فلن تعلم أبدا ً إلي أين سيصل عقابه ..فلكم جُرحت الكبرياء و لكم جُلدت المشاعر و صُلبت على مرأى و مسمع منكم جميعا.. و الأغرب أنه ما من صوت ٍ واحد من تلك الحناجر صرخ و نادى بصدق (إنهن بشر).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا


.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة




.. LBCI News(04-05-2024)- شبكة اغتصاب الأطفال.. شبهات عدة وقضاء


.. حملة توعوية لمحاربة التحرش الجنسي في المغرب




.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام