الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علنا لا ننسى شهداء اليسار اللبناني

سامر سليمان

2005 / 6 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


سمير قصير ثم جورج حاوي.. هل نحن بصدد موجة جديدة من الاغتيالات التي ستطول الشخصيات المحورية لليسار اللبناني؟ لماذا ومن هو الجاني؟

بعد طول كمون عاد اليسار اللبناني إلى الساحة السياسية بقوة. وقد شارك العديد من فصائله في النضال لطرد القوات السورية من لبنان. لم يكن اليسار القوة الأكبر عدداً في فعاليات النضال من أجل الاستقلال والحرية، ولكنه يمتلك العديد من الخصائص التي تجعله هدفاً للتصفية.



أولاً: هو قوة غير طائفية: فبالرغم من أن العديد من كوادره كانت تأتي من بعض الطوائف بالذات، مثل المسيحيين الأورسذكس أو الشيعة، لكنه بالايدولوجيا وبالبرنامج قوة معادية للطائفية. وهو ما يجعل العديد من التيارات الطائفية في خصومة معه. هذا ما حدث على سبيل المثال في بداية ظهور حزب الله، الذي قام بتصفية العديد من القيادات الشيوعية التي تنتمي للطائفة الشيعية، مثل مهدي عامل وحسين مروة. كان حزب الله في تلك الفترة يريد إحكام تمثيله للطائفة الشيعية. لذلك كان عليه تصفية الشيعة النشطين في اليسار، لأن باستطاعتهم اجتذاب قطاعات واسعة من هذه الطائفة لصالح الحركة التقدمية.

اليسار إذن مقلق لكل القوى الطائفية، لأنه يثير حالة من البلبلة داخلها بتقديمه نموذج لحركة سياسية تستطيع احتواء مناضلين من طوائف متعددة، يستطيعون الخروج من سجن الطائفية والتفكير في مصلحة لبنان ككل، وخاصة مصالح الفئات المهمشة والمهضومة منه.



ثانيا: اليسار اللبناني له تاريخ طويل من النضال ضد إسرائيل، وقدم العديد من الشهداء في تلك المعارك، قبل مرحلة التسعينات التي كاد حزب الله أن يحتكر فيها المقاومة المسلحة للدولة الصهيونية. لذلك فاليسار هو إحدى القوى القليلة في لبنان التي تستطيع أن تتخذ موقفاً مناهضاً للهيمنة السورية على لبنان، بدون أن تستطيع سوريا والقوى الموالية لها أن تتهمه بالعمالة لإسرائيل، كما تفعل مع الكثير من القوى الأخرى.



ثالثا: اليسار اللبناني ليس محمياً بأي قوة إقليمية أو دولية، مثل اليمين المسيحي الذي يحظي بحماية فرنسا والولايات المتحدة، أو حزب الله الذي يحظى بحماية إيران، وحركة أمل التي تحظى بحماية سوريا.



رابعاً: اليسار اللبناني لا يقتصر فقط برنامجه على الديمقراطية السياسية، ولكن أيضاً على الديمقراطية الاجتماعية. لذلك فهو قوة غير مرغوب فيها من الملاك، ومن أمراء الطوائف.



اليسار اللبناني إذن مستباح للقتل والتصفية. وهو الشيء الذي يجب أن يقلقنا جميعاً، لأن اليسار اللبناني كان له دور تاريخي ومحوري في تأسيس اليسار العربي. وإذا كان لليسار العربي أن يعود بقوة للساحة بعد فترة طويلة من هيمنة التيارات القومية والإسلامية، فإن الرفاق اللبنانيون سيكون لهم دوراً كبيراً. لم تظهر أصوات تضامن في مصر مع اليسار اللبناني بعد مقتل الشهيدين سمير قصير وجورج حاوي. يبدو أننا غارقون تماماً في معركتنا مع النظام الاستبدادي هنا. علنا لا ننسى أن معركتنا واحدة، وأن هزيمة الطائفية والرجعية في بلد عربي، هو انتصار لليسار العربي ككل. علنا نجد طريقة نستطيع بها أن نعلن غضبنا على كل من شارك أو تواطأ في اغتيال شهداء اليسار اللبناني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم