الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب

محمد عبعوب

2014 / 2 / 13
المجتمع المدني


في ظل تصاعد موجة الارهاب بكل تمظهراته العنفية، المادية والمعنوية التي تعبث بأرواح وأمن واستقرار وحرية المواطنين والوطن في ليبيا، اتوجه بالدعوة الى كل تنظيمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والروابط المهنية في كل المدن الليبية وفي مقدمتها نقابات وروابط وتجمعات الصحفيين والمثقفين والادباء واساتذة الجامعات والقانونيين، الى تنظيم ملتقيات عامة كل في مدينته يكون محوره (لا للارهاب وقمع الحريات، ونعم للحوار والسلم الاجتماعي) وذلك في غضون الاسبوع المقبل على ان يعقبه مباشرة الاتفاق على تنظيم يوم صمت إعلامي شامل يشمل كل المؤسسات الاعلامية من قنوات فضائية ومسموعة وصحف ورقية والكترونية مملوكة للدولة او خاصة، وذلك لتوصيل رسالة لمن يمارس الارهاب وقمع الحريات مفادها ان تكميم الافواه وإزهاق الارواح على خلفيات حزبية او فكرية او سياسية سيحرمهم من عامل مهم لاستمرار الحياة وهو وجود الآخر المختلف الذي يحفز روح التنافس السلمي والابداع والبحث الضروري لاستمرار الحياة.
كما يُمكِّن هذا الصمت الاعلامي كل فرد في هذا المجتمع الذي دخل مرحلة خطيرة من الصراع العبثي، من الاستماع الى نفسه ومساءلتها يوما كاملا ، وتأمل الواقع المريع الذي وصلت له البلاد ودوره في ذلك سواء السلبي الذي يجب تصحيحه او الايجابي الذي يجب تطويره ودعمه.
إن الاعلام في تقديري المتواضع هو سلاح ذو حدين، يمكن ان يكون سلاحا لحماية القيم وتقويم السلوك والرقي بالاخلاق وتعزيز الانتماء للمجتمع، كما يمكن ان يكون سلاحا هداما لكل هذه القيم والاهداف التي تجمع عليها الغالبية العظمى من شرائح المجتمع. ولعل يوم من الصمت الاعلامي يعطي الفرصة لكل مفكر ومثقف وصحفي وكاتب وناشط سياسي ومواطن عادي، للتفكير فيما يقوله ويكتبه وينشره ويردده في حواراته من افكار ورؤى قبل الادلاء بها لما يمكن ان تشكله من تأثير سلبي على مشاعر الآخر الشريك له في هذا الفضاء. كما أن يوما بلا تلفزيون ولا إذاعة ولا صحافة وطنية سيعطي راحة للمتلقي الليبي الذي تشتت وتشوشت واضطربت افكاره وقناعاته إزاء ما يعيشه كل يوم من ترويع وارهاب وتبديد معنوي ومادي لمكاسب هذا الوطن، ينقل له عبر قنوات إعلامية يفتقر الكثير منها للمهنية والمصداقية والحياد، غاب في خطابها اي أثر للانتماء الوطني، تجند كل مساحاتها لخدمة أجندات تتنافى والمفهوم الوطني الجامع لكل الاطياف والذي يعد وجود الآخر المختلف ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لاستمرار الحياة.
هذا الصمت سيعطي لكل مواطن الفرصة لمراجعة الواقع ومحاولة استشراف رؤية سليمة للخروج بالبلاد من هذا المختنق الخطير الذي وصلت له نتيجة تردي حالة الوعي لدى الانسان الليبي بالمفهوم الوسع للوطن والانتماء الذي يتجاوز كل الانتماءات الضيقة ويسمو فوقها من أجل غد أفضل لأبنائنا..
نتمنى على كل هذه الاجسام والتنظيمات -التي في تقديري لا زالت خارج دائرة الفعل الحقيقي فيما يجري في ليبيا وتمارس حيادا او صمتا مريعا إزاء أحداث جسام تمر بها البلاد- ان تبدأ فورا في تنظيم هذه الملتقيات وان تفكر بشكل جاد في وضع رؤية قابلة للتطبيق وشد انتباه المواطن للخروج من هذا المنزلق ، على أن يبدا هذا الحراك بيوم من الصمت الاعلامي الشامل يعطي للانسان فرصة للتفكير والتأمل الحر فيما يجري حوله، علنا نصل الى حالة وعي شامل وحقيقي يدفعنا لاتخاذ القرارت الصحيحة لانقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من هذا الوطن الذي اصبح على حافة الانهيار والاندثار..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون