الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخ الخصيان – 5

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما أعلنت الدكتورة سناء فلمبان مديرة البرنامج الوطني السعودي لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة السعودية و من بعدها الدكتورعادل العثمان مدير قسم الأمراض المعدية في مدينة الملك عبد العزيز الطبية و من بعدهما أيضاً الدكتور حسني الجوشعي رئيس الفريق البحث العلمي للشيخ نفسه أن علاج الإيدز الذي يدعي ابتكاره ما هو إلا علاج "ترحيل" إلى العالم الآخر و لكن عن طريق الخط السريع استشاط الشيخ غضباً و هدد في مؤتمر صحفي أنه سيقاضي المُشكيين جميعاً و لكنه بالطبع لم و لن يفعل..فلكي تقاضي يجب أن تثبت صدقك و هو الأمر الذي يرفضه الشيخ و الذي يبدو أنه تعلمه من يوري غيلر..فهو يتعامل مع الآخرين من واقع أن الآخرين "يجب" أن يؤمنوا بصدقه و هو الذي درس علم الصيدلة لمدة عامين فقط قبل أن يتركه لأنه كان أكبر منه.."يجب" أن يؤمنوا بصدقه و بلا برهان و هو ما لم يقدم عليه حتى الرسول الكريم مع من هم حوله من كفار قريش!!..كفار قريش الذين لم يكن العلم برهانهم فما بالكم بكفار اليوم الذين يتخذون من العلم خليلا!!.

الشيخ يتعامل مع الجميع على أنهم حمقى مع وقف التنفيذ..لهذا عندما حصل على شهادة الملكية الفكرية لعلاجه المزعوم من المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" تجاهل حقيقة أن هذه المنظمة تمنح شهادة الملكية الفكرية لتسجيل أي منتج باسم صاحبه و لا تعطي شهادة على صدق إدعائه بما يقدمه ذلك المنتج..لم تكن المهزلة في أن يفعلها الشيخ بمن حوله فلقد اعتدنا استخفافه بالعقول في أمة لا تقرأ و لكن كانت المهزلة فيمن هم حوله من خصيانه الذين أغرقوا مواقع التواصل الاجتماعي بتلك الكذبة ليحولوها إلى يقين لا يقبل الشك و من شك فقد كفر!!.

و عندما طالب الرافضون و المشككون لدجل الشيخ بأن يعرض خطته العلاجية الهُلامية على أي جهة محايدة رفض و قال:"سيسرقون علاجي قبل أن أحصل على براءة الاختراع"..و حين حصل عليها كما يزعم قالوا له:"إذاً الآن أعرضه على معامل منظمة الصحة العالمية" فرد قائلاً:"سينسبونه إلى أنفسهم" و لا أعلم كيف سيفعلون بعد حصوله على براءة إختراعه و نشرها من قِبله أمام العالم أجمع!!..و عندما قالوا له:"إذاً أعرض علينا من عالجتهم و أنت تدعي أنهم بالمئات" قال:"في وقت لاحق" و عندما قالوا له:"خصصه على الأقل بشكل علني و من دون الرجوع إلى مركزك الذي يستنزف العلاج فيه مئات الآلاف من الريالات" قال:"سأعالج به من يثبت لي أنه انتقل إليه عن طريق الدم و ليس عن طريق ممارسة الرذيلة"!!.

و هكذا يتعامل معنا الشيخ و كأنه معنا في مباراة للتنس!!..كلما وجهنا له سؤالاً أو طلباً لإثبات صدقه رده علينا إما بممارسة هوايته في الدوران من حوله و إما بالتسويف و إما بانتزاع حق رب العباد في أن يُحيي و يُميت من يشاء!!..فالشيخ في آخر تصريح له حدد أنه سيمنح علاجه المزعوم لمن يثبت أنه لم يخطيء..و كأني به نصب نفسه إلهاً..فأصبح يحي و يميت و لا يقبل توبة و لا يغفر..و هو رب لو كان موجود في السماء لما آمن شخص به و لكفر به الجميع.

عندما بدأت الحديث عن قصة حياة الشيخ قلت أنها تصلح لأن تكون إلهام للآخرين..و لكن أي نوع من الإلهام؟؟..أنه ذلك الإلهام الذي يجعلك تبدأ في فقدان معالم إنسانيتك لو بدأت في السير وراءه..فهو إلهام يجعلك في البدء تصبح كفتاة الليل تهب فتاويك لمن يدفع أكثر..و من ثم يجعلك تقنع الآخرين بأن يؤمنوا بظالم كحاكم و تمنحه الأعذار لكل ما يقوم به بل و تجعل أفعاله من أركان الإسلام التي لا يستوعبها الجهلة من أمثالنا!!..و من ثم يجعلك ترى الإسلام محصوراً فيك..و من ثم نجدك بدأت بالصراخ الهستيري و الذي هو نتيجة للكراهية التي تشعر بها تجاه كل مختلف عنك و السبب لأنه "كافر" حتى و أن كان يصلي مثلك و لكنه نسي أن يعقد يديه على صدره ليأمن شر رصاصاتك التي تنتظر أن يمد يديه بجانبه لتستقر في ظهره.

إنه إلهام يجعلك تجد أن الوحشية و إنتهاك الإنسان من الإسلام..فتصبح مؤمناً بأنك مختلف و لكن ليس عنا بل مختلف بكونك أفضل منا..و من ثم تجد أن موت المئات بيديك أو عن طريقك لا يشكل أي أهمية بقدر ما يمثل لك تقربك من الله و رسوله بإتباعك لغريزتك الجنسية التي دوماً هي في نظرك "من الإسلام"!!..و من ثم تؤمن بأن الجنة لك فلقد كتب الرب عقود إيجارها لك و لأصحابك منذ زمن..و من ثم تؤمن بأنك قادر على إحياء الموتى فتصبح تحيي و تميت من تشاء..ثم تُكَّفر كل من يطلب منك برهانك على صدقك فكيف يسمح لنفسه بالتشكيك فيك أنت "ربنا الأعلى"!!.

و أخيراً ستصبح الشيخ و يصبح من هم حولك "خصيانك" الذين لك "فعلياً" هم ساجدون..ستصبح الشيخ الذي ألغى عقول الكثيرين و ألغى من أجله الكثيرون عقولهم..ستصبح الشيخ الذي يحمل الشيطان بداخله و لكنه يرتدي مسوح الرهبان..ستصبح الشيخ الذي سيجعل أي شخص يحترم إنسانيته قبل عقله عندما يراك و يصغي لحديثك يقول مُرغماً:"رحم الله إبليس"..فهل هذه الحياة التي لنفسك تريد؟؟..و هل هذا هو الإلهام الذي تريد عن طريقه أن تُخلَّد في ذاكرة الآخرين؟؟.

و لم يعد للحديث بقية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة


.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8