الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاق التشبيح بين الثورة والنظام

محمد الشمالي

2014 / 2 / 14
المجتمع المدني


40 سنه من حكم الأسد 40 سنه من الكبت ...40 سنه من دولة التشبيح


الديموقراطية ليست ثوب تشتريه من شوارع لندن وباريس . الديمقراطية هي ممارسة وأخلاق نرضعها مع الحليب ونمارسها في المدرسة والحي والعمل .
مايحصل على الفيس بوك (باعتبار أن الناس تحررت من عقدة الخوف خاصة من يكتبون باسماء مستعارة ) ليس دوما ممارسة لحرية الكلمة العادلة الواعية المسؤولة .بل تصريف لشحنة كبت مزمن . فالمحاور يتصور أنه يملك الحقيقة ويتهجم على من يخالفه الرأي ، ويدخل في مرحلة من ممارسة التشبيح العنفي : الشتم ونبش الكلمات السوقية في قاموس أفلام السكس .

تشبيح المواليين لبشار ورامي ومخلوف الذي يتمثل بقتل السوريين بجنون صرف يقابله تشبيح فيسبوكي ليس أقل عنفا وجنونا على مستوى الكلمة ( لعدم امكانية المستوى الآخر حتما ) .إنه تشبيح هؤلاء وتلك الذين يحمون ظهر بعض الفنانات الثوريات ويدافعون عنهن وكأنهن وليات عهد وذلك باستخدام كلمات وألفاظ يندى لها الجبين من السباب والشتم والنتكيل . فيتحول النقد إلى جبهة ويصح الناقد خلال ثواني وسط رهط من الكلاب المسعورة ينهشون في لحمه ولحم أمه وأخته وعرضه .فعلا وقع عواء الكلمات القذرة يسيقظ الأب المتوفي منذ عشرات السنين وترتعش عظام الأمهات ف قبورهن : هل التشبيح مقترن حقيقة بالطائفة الكريمة مواليين ومعارضين ؟ أنا لا أعتقد . أم أنه محاولة لضرب اسفين أبدي في قلب الثورة وتشويه صورة لطائفة كانت دوما مقتنعة بالحد الأدنى من حقوقها ضمن طبيعة وبيئة جغرافية قاسية، طائفة تمتعت نساؤها بالبساطة والهدوء والعفة الجبلية ؟

هنك ايقونيات في الثورة ( يعني زعيمات مثل الإله) فوق النقد وفوق الثورة وفوق المألوف . إنه مرض النظام الذي انتقل إلى الثورة التي كان من أهم طموحاتها المساواة في الحقوق والواجبات .
إيقونيات الثورة يا بشر هم هؤلاء الذين قضوا شهداء برصاص العدو الطائفي الأسدي البغيض .إنهم هؤلاء الذين يموتون يوميا تحت التعذيب وتحت قصف البراميل ويقاتلون جيش الإحتلال بلا طعام فاخر ولا رواتب من جهات غير معروفة ولا ينامون في فنادق 5 نجوم .

علينا محاربة هذا النوع من السلوك الشاذ وتوجيه هؤلاء المتطفلين على قيم الثورة بقصد نهشها وتمييعها ورمي حلم السوريين في سلة الطائفية البغيضة والحقد على الآخر . لا للغلط من أي جهة كانت ...لا للتشبيح ...40 سنة من التشبيح الأمني ألا يكفيكم . عندما نغير موقعنا وخندقنا علينا بتغيير أخلاقنا أيضا . فالشبيح يبقى شبيحا إن كان في خندق الثورة أو خندق النظام . إنه ( ا ) ظالم لا يستحق الإحترام والتقدير ويد الثورة ستطاله عاجلا أم آجلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين