الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المس و السحر في الإسلام بين الخوارق و الموضوعية

ضياء البوسالمي

2014 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ملاحظة : إن كنت من الذين يقدسون النص الديني و كتب الحديث ( كالبخاري و مسلم و غيرهم ) فإمض و لا تلق بالا بهذا النص.

قد يتساءل الكثير عن سر طرح هذا الموضوع في هذا الوقت و عن مدى أهميته في هذا العصر ( بما أن مثل هذه الأمور قد تجاوزتها الأحداث )
في الحقيقة، أريد أن أشير أن تسليط الضوء على هذا الموضوع بالذات يسمح لنا بتشخيص الوضع المتردي الذي وصلت له معظم شعوب البلدان المسلمة و التي سلمت أمرها للخرافات و الجهل.
إنتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة شيوخ التلفزيون و أصبح معظمهم نجوما تتنافس الفضائيات لنيل رضاهم و من أغرب المواضيع التي لاقت رواجا لدى العامة المس و السحر، و وصل الأمر حد إنشاء قنوات خاصة بهذه المواضيع و يعالج فيها( كما يدعون ) حالات على الهواء مباشرة.
المصيبة أن هذه الظاهرة مستمرة و أن هذه القنوات في إزدياد، و قد ترى الشيخ المصنف الأول على العالم ( دون أن نعلم من صنفه و ضمن أية مقاييس ) يدعي إخراج الجن من جسم المريض مع موسيقى تضفي على المشهد بعدا عجائبيا و تساهم في التأثير على المشاهدين.


السحر و المس في القرآن ؟
لنتفق أولا أنه في الموروث الإسلامي لا مشيئة فوق مشيئة الله، و أن مشيئة المخلوق من مشيئة خالقه {‏‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}‏‏ ‏ هنا يتبادر إلى الذهن سؤال منطقي إذا كان الساحر ( كما يصوره الكثير من الشيوخ ) يغير قدر الله فإنه يستحق أن يعبد. و لنكتشف معاني السحر في القرآن وجب علينا أن نعود إلى آيات قصة موسى و فرعون ( بما أن مملكة هذا الأخير قامت على السحر ) و المعروف أيضا أن هذا العصر هو من أكثر العصور التي إزدهر فيها السحر.
فما المقصود بالسحر ؟
{ فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم} من خلال هذه الآية يمكن أن نستنج تعريفا للسحر و هو لا يتعدى التييل و خفة اليد و تركيز الساحر على نفسية المتلي لإيهامه، لذلك لم تنطل حيل السحرة على موسى بما أنه يتلقى وحيا من السماء و قد لقى عصاه بتأييد إلاهي و تغلب على السحرة.
عصا موسى و يده ليستا سحرا و إنما معجزات ربانية لإفحام فرعون، وقد أشار الدكتور محمد هداية ( الداعية المصري ) إلى نقطة مهمة هنا هي أن العصا و اليد لم يكن إختيارا إعتباطيا و أن العصا كانت ردا على سؤال من الله ( الألوهية ) و اليد كانت ردا على سؤال ما الله ( الربوبية ) هذه إحدى النقاط المهمة التي تحثنا على الإجتهاد و مزيد البحث و محاربة جهل الدجالين ذلك أن السحر و بتعريف من القرآن لا يتعدى التخييل.
حديث سحر الرسول، وهم كبير !
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ ، حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا ، وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ . قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ . قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ . فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ . فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا ، أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ ، وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا ، ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ ) رواه البخاري (3268) ومسلم (2189)

من البداية أؤكد أن أي إنسان عاقل سيرفض تصديق مثل هذه الخرافات و الأكاذيب، كيف لا و الحديث يصرح أن الرسول سحر فمن من يتلقى الوحي من السماء و خاتم الأنبياء إنطلى عليه السحر أي أن الإسرائيات نجحت في ضرب العقيدة في مقتل ( وهذا هو هدفها ). و قد رد الحديث الكثير من العلماء أذكر منهم عبد الحميد كشك، الغزالي، عبد الجليل عيسى، محمد هداية و القائمة تطول.

خرافة الجن و جسد الإنسان
إن القول بالمس لهو من أكثر مظاهر إنحطاط المجتمعات الإسلامية، وهو أمر خيالي لا علاقة له بالدين لا من قريب و لا من بعيد و الآية التي يستشهد بها معظم الشيوخ في هذا الموضوع
الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
من الواضح أن الدجالين تجاهلوا أن المس سابق لتخبط الشيطان، و المعروف أن المس هو الجنون أي أن آكل الربا في الآيه وصف بالمجنون لأنه خالف شرع الله و كان ضحية وسوسة الشيطان. أين المس في الآية ؟
يبدو أن تجميد النص القرآني و الإستناد إلى أحاديث ملفقة إضافة إلى تجريم الإجتهاد هي الأسباب الرئيسية للوضع المزري الذي نعيشه و هي كذلك من الأسباب التي ساهمت في تغييب العقل و إعطاء الفرصة للعديد من الشيوخ للتأثير على البسطاء و نهب الأموال بإسم الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التلصص على الناس الكترونيا اوسخ
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 2 / 14 - 16:24 )
يظهلر بان الاخ ضياء لم يعش او يزور الغرب
او لم يتابع حلقات السحرة العالمين المشهورين
هي محض خفة يد وتلاعب بتعامل الدماغ مع الخذاع البصري او السمعي
اما الموضوع الاخر موضوع العوالم الاخرى، فلكل كيميائتيه ولم تكن مجبرا او بالعكس منهي عليك كمؤمن الاستعانة بمن يرهقون انفسهم للتقاطع مع اجناس اخرى نجهلها وبمنطقنا الغير محسوس هو غير موجود
واول من يطلب تغيير الكيمياء البشرية هم الملحدون باول طلب يطلبونه بان يتحولوا باداة تمكنهم من مشاهدة فوق بشرية،وقد كلبها بنو اسراشيل ومن قبلهم موسى فصعقوا كيميائيا وليس كعقوبة
واسباب البحث البشري فهي لتغيير سنة الله في الكون ليتحكم ببني جنسه بقوة حصرية لصالحة ومن هنا اتى التحريم والنهي
وطالما اننا في عالم المادة وهي غير مكتشفة بالكامل بل ما اوتينا من العلم الا قليلا، فليس كل ما لا تراه غير موجود، الفيروسات والاشعة النووية والاخرى متى ادركناها واحسسنا بها
نتفق ان ما يهمنا ما نلمسه ونتعامل معه وما لا نحسه لا يعنينا ،ونحن مطمئنون الى عدم السماح بتفوق عناصر الجنس البشري على بعض الا بالاجتهاد والفتح العلمي،والله الحامي والمستعان ولا يكلف الله نفسا الا وسعها

اخر الافلام

.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah


.. 178--Al-Baqarah




.. 170-Al-Baqarah