الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -

جاسم محمد كاظم

2014 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أروع ما اكتشفه كارل ماركس بان الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي وليس العكس لكن والدي كان يخالف هذه القاعدة لأنه لم يعرفها أولا أو لان وجودة الطبقي مشوشا بالتخيلات لذلك عالما افتراضيا رائعا نقشه بثنايا العقل يحلم من لحظات الزمان يوما بتحقيقه .
امن والدي بنوع من البشر لهم القدرة الهائلة لتغيير مسار الكون وحمل من قبورهم أحجارا بقيت ثابتة في طيات ملابسة وأوراق تحمل طلاسم ملفوفة بقطع من الجلد خبئها في طيات الملابس بقناعة منة أنها تحميه من رشقات الرصاص المتساقط مثل المطر حينما تسربل بملابس الخاكي في بداية مشوار حياته وأوقعه الدهر ببقعة متلاطمة في شمال ميسوبوتاميا .

أصبحت جبهته سوداء لأنها لامست قطعة من الحجارة يضعها مقدما في فرشاة سجادته ويذكر أسماء بصلاة تختلف عما قراناه في كتب المدرسة بدين آخر يحمله معه في الصدر وحكايات عن فارس ابيض يخرج في نهاية الزمان يملى الأرض عدلا قسطا بعدما ملئت ظلما وجورا .
ينادي على أسماء تتوقف عند الرقم الرابع عشر 14 تنسل الواحدة من الأخرى وتنتهي بألقاب تساير كلمات الصدق . الأمانة والتقوى .
علق صورهم على جدران غرفة الضيف واحدا تلو الآخر يقبلهم بعض الأحيان ويتمسح بألوانهم يمسح جبهته بصورهم كلما اعتراه الصداع وأحس ببوادر الوهن ومقدمات المرض .

مسيرة طويلة من تثقيف الذات بكتب لا تزال رغم اصفرار الأوراق وتكسرها من أول أيام الراتب ببقعة كركوك بأخر عام على حكم الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وقصة واقعية رددها دائما بأنة صافح الزعيم يوما حين مر من باب النظام
.
ومع هدوئه بتحقيق حلمة في آخر الزمان بتلك الدولة الموعودة على التاريخ يفقد زمام نفسه بتشنج أمام شاشة التلفاز الذي عرفناه بعمر الثمان سنوات أيام مونديال "ماريو كامبس" تساءلنا بخوف رهيب لماذا يسب والدي ذلك الشخص المسمى رئيس الدولة وتحمر عيناه وتتمعج شفاهه بالغضب كلما سمع أسمة يتنفس بصعوبة يتلفظ كلمات مثل الكلاب على تحذيرات إلام الهامسة " لا تلقي نفسك في المهلكة بادي هؤلاء الظلمة ".

ومن شدة إعجابه يلوي الكلمات يردد بالسخرية على أتباع البعث وينعتهم بالعفالقة لأنهم ناوئوا أمام الأمة " القادم من الشرق قبل وصول هذه المفردة إلى إذاعات المعارضة في منتصف التسعينات .

حلم تحقق في آخر مطاف العمر بدخول "أبرامز" وراهبها "بوش الابن ارض الأولياء وفرحة ارتسمت أخيرا على تلك العظام المتهرئة في نهايات مطافها ومن شدة الفرح بأول حكم الأولياء الصالحين وعدوة بأنة سوف يرى " إمام العترة " حين يضع ورقته في صندوق الاقتراع موشحه بأحفاد قالع باب اليهود بخيبر .

ومن شدة العنفوان صاح بعلو الصوت أين هو الأمام لماذا لم أره أين هو "فارس الميمون " لقد وعدوني برؤيته .

ومع تقدم العمر صدئت عظامه كثيرا ولم تصلحها دولة الأولياء الصالحين وتجرعت أنفاسه الضعيفة الغصة تلو الغصة وهي تنتظر تحقيق الحلم وهي تشاهد كيف أن التاريخ لا يتغير أبدا بالمسميات .

وبدا الوالد في آخر أيامه يدرك الواقع وينقده بنفسه بدل رسم العوالم الافتراضية وفهم أن السلطة متشابهة في كل فصولها وان الجالسين على الكرسي هم أنفسهم لا يتغيرون إلا بالمسمى وان التاريخ لا يحوي أولياء صالحين ينحني لأسمائهم الرصاص احتراما .

في آخر أيامه اخذ يبكي بعدما وجد نفسه صغيرا إمام أطفاله الكبار لأنة فشل في تحقيق عالمة المثالي الموعود أمامهم ولم تتحق قصص كتبة إلى حقيقة بدولة الأولياء الصالحين الذين نهب أحفادهم كل شي وأصبح راتبه لا يكفي لشراء علاج للضغط والسكر وهو يرى أن تلك القصص ضحكت على "شيباتة " وان كل الأولياء الصالحين كانوا وهما أو خرافة مثلما تقول كتب النقد والموسوعات الفلسفية ومصادر التاريخ وأنة أضاع سبعين سنة في عبادة وانتظار وهم لن يتحقق أبدا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 2 / 14 - 16:42 )
تفضل :
https://www.youtube.com/watch?v=qNOkOkgfzbM
و
https://www.youtube.com/watch?v=llsqz-rW1QU


2 - إختشوا
د/ سالم محمد , , دكتوراه فى تاريخ مصر ا ( 2014 / 2 / 14 - 17:42 )
ملا عبدلله خلف
او عبدالحكيم عثمان
ايها الملالى فى جميع الازمنة
فى جميع البلاد حيث عقيدة رب الرمال
إختشوا


3 - لا تعليق
نور ساطع ( 2014 / 2 / 14 - 20:01 )


http://www.youtube.com/embed/xRXs354ldBw


: )


4 - الشعب الذي ينتظر غودو لا رجاء فيه!!
عامر سليم ( 2014 / 2 / 15 - 05:47 )
ومن شدة العنفوان صاح بعلو الصوت أين هو الأمام لماذا لم أره أين هو -الفارس الميمون - لقد وعدوني برؤيته !!
وهذا ماقاله عملاق مسرح العبث صاموئيل بيكت على لسان فلادمير واستراغون
اين هو غودو لماذا تأخر! ينتظرون منقذا او مبشرا او شخصا يستطيع مساعدتهم وهم بثياب رثه وسط ارض جرداء قاحله !!
اذا بكى ابوك ووعى بان ليس هناك غودو او صالحين او مبشرين او موعودين او امام منتظر فان ابطال بيكت اصروا على وهمهم حتى النهايه بان غودو قادم لا محال كما هو حال ملايين المغيبين من شعبنا وبتشجيع من صانعي وهم غودو ليتسنى لهم سهولة قيادة القطيع دون ازعاج!!!
يقول نزار القباني في قصيدة خبز وحشيش وقمر
في ليالي الشرقِ .. لمّا
يبلغُ البدرُ تمامهْ ..
يتعرّى الشرقُ من كل كرامه
ونضالِ ..
فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ ..
والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ ..
وفي يومِ القيامهْ ..
الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِ .. إلا في الخيالِ
والتي تسكنُ في الليلِ بيوتاً من سعالِ ..
أبداً .. ما عرفتْ شكلَ الدواءْ ..
تتردّى ..
جُثثاً تحتَ الضياءْ ..
تحياتي لابي نصيف الورد مقال هادئ وجميل


5 - تحية للدكتوز سالم
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 2 / 16 - 08:56 )
وشكرا جزيلا للرد


6 - الاخوة عبد اللة خلف ونزر ساطخ
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 2 / 16 - 08:57 )
الف تحية وشكرا جزيلا على الاضافة


7 - الاخ عامر سليم الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 2 / 16 - 09:01 )
ويال روعة هذا الرد المزين بقصيدة الرائع نزار قباني الف تحية وشكرا جزيلا ايها الاخ العزيز مع اسمى تحية الا


8 - تحية للاخ كنعان
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 2 / 16 - 16:44 )
والوالد يهديك الف تحية والف شكر واسمى تحية


9 - تحية للاخ كنعان
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 2 / 16 - 16:44 )
والوالد يهديك الف تحية والف شكر واسمى تحية


10 - تحية للاستاذ ناجي عباس
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 2 / 16 - 16:47 )
وهية هم هيج صارت ههههههههههو الف تحية طيبة

اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس