الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة البعثية في السياسة الكُردية

محمد رشو

2014 / 2 / 15
القضية الكردية


يبدو أن ما يقرب من الخمسون عاماً منذ إنقلاب البعث على السلطة، قد أثمرت تغييراً عميقاً في بنية تفكير الإنسان السوري عامّة، والكُرديّ بشكلٍ خاص.
فإن لم يتغلغل فكر البعث إلى فكر السياسي الكوردي لأسباب عرقية قومية، إلّا أن ثقافة البعث تجذّرت فيه، الأمر الجلي في البنى التنظيمية للأحزاب الكُردية، والعلاقات ضمن الحزب الواحد، و فيما بين الأحزاب، بالاضافة إلى الأمراض المزمنة للقيادة الملتصقة بكراسيها حتى الممات.
من مظاهر الثقافة البعثية ضمن الأحزاب الكوردية:

* البعث شوفيني الطبع، يرفض في ممارساته الغير عربي فكراً وثقافةً، إلا أن هذه الشوفينية يبدو أنها قد أصابت الأحزاب الكردية بالعدوى، تلك الأحزاب التي لا تنفك تشتكي من شوفينية العروبي، بينما فيما بينها تعيّب حتى الإنتماءات العشائرية، وتلفظ كل من هو ناطق بغير الكوردية بغض النظر عمّا يحمله هذا الشخص من شعور قومي كُردي، ومن سخرية القدر أن هذا الشخص قد يكون ضحية لممارسات البعث الشوفينية، وللأسف أضحى الآن ضحية لممارسات الأحزاب الكردية الشوفينية.

* أغلب القياديين الكورد الحاليين لا ينفكون يتكلمون عن كوردستان الكبرى وعن الإخوة الكوردية والشعب واللغة و التاريخ الواحد ووو.. بينما نرى التطبيق الفعلي على الأرض يتمثل في إقتتالات جانبية على أصغر مكتسب سياسي، وتسابق إلى العمالة للجهات المؤثرة، ومنافسة غير شريفة بين الرفاق في الحزب الواحد من جهة وبين الأحزاب بشكل أعم، فكل طرف يريد أن يستأثر بالقاعدة الجماهيرية، بينما الشعب قد يَئِس من سياسة من يدّعي تمثيله.

* ثقافة ضرب التقارير، أمّا الجهة التي يتم رفع التقارير إليها فهي الاختلاف الوحيد الحالي فيما بين الأحزاب الكردية، بينما سابقاً كانت معروفة الاتجاه نحو أشرس فرع أمني. أما الآن و بعد تراخي سلطة الأمن الأسدي على بعض المناطق الكردية أصبحنا نرى تهماً جديدة، و لعل أكثرها انتشاراً /العمالة/ و للعمالة أنواع إما عمالة للنظام بعد انتشار ظاهرة الاستشراف لدى قيادات كانت شبه مقيمة في مكاتب ضباط الأمن، أو عمالة للأحزاب المنافسة، أو عمالة لجهات خارجية إقليمية أو دولية. ومن سخرية القدر أن ملفات العمالة هذه لا تظهر إلى وقت الانتخابات، وكذلك الأمر في تهمة التكتلات ضمن الحزب والتهم التي تختص بالشرف و غيرها...

* ثقافة البعث قد جعلت من أغلب القيادات الحزبية الكردية عبارة عن مزاودين أو مرابين هدفهم الأساسي هو المنفعة المادية -على سبيل تجار الأزمات- همّهم القومي معروض للبيع، وحتى أن إقامة أوروبية لهم أو لأولادهم كفيلة بتسديد تكاليف هذا الهم.

* رؤية الوطن من منظور بعثي وإقتصار فكرة الوطن على أنه عبارة عن مجموعة من المستفيدين من مجموعة من الناس المنتسبين للحزب دون الحاجة لوجود القناعة، يسكنون أرض ذات خيرات قابلة للنهب من قبل المتنفّذين في الحزب و أعوانهم.

* الإنتخابات المزورة، و كيل الاتهامات فيما بين رفاق الحزب الواحد بتهم بالية مهترئة بسبب كثرة استخدامها عند أي استحقاق حزبي.

* هناك من اتخذ من الأحزاب الكردية مهنة يمتهنها، كما المستفيدين من البعث، فتراه يقفز من حزب لآخر، ومن فكر لآخر، ومن عجائب الأحزاب الكردية أن نرى شخصا قيادياً في تيار يميني، بقدرة قادر يصبح قيادياً في تيار يساري، أو أن قياديا في حزب منشق يصبح قيادياً أيضا في الحزب الأم الذي انشق منه بعد صفقة سياسية و الأمثلة كثيرة...

ربما النقاط السابقة تعتبر من أمراض المنطقة، فشخصية الإنسان الكوردي هي جزء من شخصية أعم و هي الإنسان الشرقي، التي أصبحت بحاجة ماسّة إلى إعادة تأهيل نفسية، وإعادة تربية على مبادئ و قيم شعوب المنطقة، بعيداً عما شابها من خلال أنظمة الحكم الدكتاتورية المتعاقبة، و التيارات الفكرية التي تقاذفت المنطقة، لا لشيء، وإنما لنكون سلف صالح لأحفادنا، وليمارس كل شعب في هذا الشرق دوره النضالي السياسي بالشكل الأنسب بما يحقق مصلحته و الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: الهجوم على الفاشر بالسودان سيكون له عواقب وخي


.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس




.. Amnesty International explainer on our global crisis respons


.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد




.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي