الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الإله الحُلولي و الإله الشخصي.

نضال الربضي

2014 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بين الإله الحُلولي و الإله الشخصي.

تُخبرنا فرضية الإله الشخصي عن وجود كائن ٍ مُطلق في كل شئ، في العلم و القوة و الحكمة و الصفات، قرر لسبب ٍ ما نجهله أن يقول "كن" أي أنه شاء الكينونة، فنشأت عن هذه المشيئة "مخلوقات" هي الكواكب و النجوم و المجرات و التجمعات النجمية و كل ما يحيا بينهم و عليهم مثل النباتات و الحيوانات و البشر، و قرر لسبب ما أيضا ً لا نعلمه أن يهتم بأحد أنواع المخلوقات و الذي يسمي نفسه الإنسان، و الذي يعيش على كوكب ناء ٍ على أطراف المجرة، فظهر لبعض ٍ من نوع "الإنسان" و "أخبرهم" و "أنبأهم" عن نفسه، و أعطاهم "كُتبا ً" و "تشريعات" و أصدر لهم "أنظمة" و "قوانين" تقودهم في حياتهم حسب "مشيئته"، و أعلمهم علم اليقين أنهم حين يموتون ماثلون "أمامه" ليؤدي كل منهم "حساباً" عما فعل، و بحسب هذا "الجرد و الحساب" سيقضي معه حياة ً أبدية قي سعادة ٍ لا تنتهي أو يذهب إلى مكان ٍ كئيب لتعاسة ٍ لا تنتهي.

و لا تقدم هذه الفرضية أي دليل ٍ على صحتها مع أنها تُلح ُّ باستمرار و تطلب الإيمان و التسليم و القناعة المطلقة و تتجرأ بدون تردد أن تطلب من المؤمنين صياغة أنماط حياتهم و قولبة رؤيتهم للماضي السحيق الذي لم يعاصروه و للحاضر و ما فيه من أحداث و للمستقبل و ما سيحمله، بناء ً على هذه الفرضية، و تفرض عليهم تصورات معينة لا يمكن الانعتاق منها، و تستحضر في أذهانهم صورا ً لـ "وقائع" تمت في الحضرة الإلهية حيث لا الزمان زمان و لا المكان مكان، بين الإله و كائناته الخفية و التي في ضوئها تم تقرير مصير البشر و بناء ً عليها ينبغي عليهم أن يعيشوا و يحيوا و يحددوا أشكال تفاعلاتهم و نتائجها.

فرضية الإله الشخصي لا تُحب العلم أبدا ً و لا تعترف بنتائجه، لكن تنامي قوته و عِظم َ برهانه و شديد َ دليله يُجبرها على الدخول في "مفاوضات" تكتيكية تُحافظ ُ فيها على ما تستطيعه ُ من أرضها، و تحفظ ُ ماء وجهها عند انسحابها من أماكن تواجد سابقة لصالح تلك القوة النامية و أسلحة براهينها و مدكَّات أدلـَّتها، فهذه الفرضية تنشأ بدون برهان، و تحيا بدون برهان و تُلح ُّ على المؤمنين بدون برهان و ترسم حياتهم و مستقبلهم و تسيطر على عقولهم أيضا ً بدون برهان.

أما فرضية الإله الحلولي فتنشأ من ذات مُنطلق فرضية الإله الشخصي، و هي ضرورة وجود المُسبِّب لظهور السبب و المعلول لوجود العلَّة، و على الرغم أنها تحمل في طياتها نكهة الدين إلا أن جوهرها فلسفي ٌّ محض يحتضن العلم لباسا ً مُنطلقا ً في قولي هذا من جهة قبولها لكل النظريات العلمية و نتائج الأبحاث و انفصالها عن أي دعوة للصلاة و الصوم و التشريع المُنحدر من الغيب، و رفضها للوحي بأشكاله المختلفة كالإلهام أو الإملاء أو التجلي العلني للإله أو مندوبيه، مع إنكارها للنبؤة و الأنبياء.

في فرضية الإله الحلولي، يُعتبر الوجود انعكاسا ً عن قوة ٍ ما، كل ُّ ما فيه تجل ٍ لبعض ِ ما فيها و تعبير ٌ عنه و إخراج ٌ لكينونتها ملموسا ً و محسوسا ً، حيث يكون الإله ُ هُنا هو الوجود ُ نفسه و تكون الكائنات ُ هي ترجمة َ وجود ِ الكائن، و بذلك يحل ُّ واجدها فيما أوجده و يتحد الموجِد مع المُوجَد في كيانه، و بهذا يتألم الواجد حين يتألم الموجود، و يفرح الواجد لفرح الموجود، و يتعب الواجد و يستريح حين يتعب الموجود و يستريح، و يعيش الواجد حين يعيش الموجود و يموت الواجد ِ ظاهريا ً لا في الحقيقة حين يموت الموجود حقيقة ً و ظاهرا ً، لأن موت الموجود و فناءه هما زوال الشكل و الترجمة ِ لبعض قوة الواجد الخاصين بهذا الموجود، و تحوُّل القوة و ترجمتها لنفسها إلى وجود ٍ جديد بحسب قوانين الفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا، في الُتربة بعد الدفن لمن يدفنون أو حين الحرق لمن يحرقون أو في أي عملية تحدث على ذلك الجسد الذي لم تعد الطاقة ُ تجري فيه كما كانت حين محياه.

في فلسفة الإله الحلولي تتحقق العدالة التي تغيب عند الإله الشخصي، فالأول حال ٌّ في كل موجود، يتألم مع الطفل الذي يموت على صدر أمه و يفرح ُ مع المرأة ِ التي تنعتق ُ من أغلال ِ ظالم ٍ معتد ٍ و يحيا مع كل صرخة ٍ مولود ٍ خارج ٍ من الرحم لتوه، و يحزن ُ مع الإبن ِ الذي فقد أباه، و يموت ظاهريا ً مع الأب يشاركه الموت حينما تنتهي ترجمة قوة ِ الواجد في شكل الموجود "الأب المائت" و تتحول إلى حياة ٍ جديدة في التربة. تبلغ العدالة ُ في فرضية الحلول مُنتهاها حينما تكون هي "الوجود" نفسه، حين يكون العدل أن يحدث ما يحدث و أن يصير ما يصير و أن يتحقق ما هو قابل ٌ للتحقق، و أن يتشارك الواجد مع الموجود في كل هذا، و هي تقدم ُ رؤية فلسفية للوجود و الألم و المعاناة و العدالة في آن ٍ معا ً، لكنها رؤية علمية في لباسها الفلسفي، باهتة في إنسانيتها، مُتجردة من زخم الشعور الإنساني، مُنفصلة عن حاجة الإنسان للبقاء و الاستمرار بفعل الغريزة و السعادة بفعل استحقاقات الإمكانيات البشرية، و للأمان بوصفه ضرورة ً للبقاء البدائي، و للنمو التطوري نحو اكتمال الإنسانية و تحقيق كامل إمكانياتها.

لذلك تبقى فرضية الإله الحلولي مجرد فلسفة لتفسير الوجود و الكينونة، بعقلانية أعلى بمراحل من لا عقلانية فرضية الإله الشخصي و عجز تلك الأخيرة عن تفسير الألم و منشأه و معناه و غايته و غياب العدالة و انتشار الظلم و رُعب العشوائية، دون أن تستطيع تلك الأولى أن تقدم أي برهان ٍ على صحتها، فتتساوى الفرضيتان في غياب الدليل و البرهان و المنطق لكن تبقى الأولى أقرب إلى الإنسانية من حيث احترام العقل و اتباعه في كل مناحي الحياة و عدم تقيد المؤمنين بها بأي دين ٍ أو كتاب ٍ أو تشريع ٍ غيبي أو عقائد غريبة عجيبة أو ممارسات صلاة ٍ أو صوم ٍ إلى كل ما هو في فضاء الإله الشخصي و قصص ما قبل النوم.

إن الانعتاق الفكري و الجسدي في فرضية الإله الحلولي يُساعد الإنسان على المضي في حياته بتصالح ٍ مع محيطه و مع العلم، فهو يختار لنفسه ما يقتضيه الظرف الزماني و المكاني و المُجتمعي و ما يتناسب مع ذوقه العام و تفضيله الشخصي، و لذلك لا يُقولب نفسه و لا يقبل أن يُتقـَولب، و لا يستمد بقاءه من الحضرة الإلهية الغائبة و عالم الملائكة و الشياطين و تصارعاتهم البدائية لكن المُجنَّحة، و هو لا يحتاج إلى التفكير الدائم بالثواب و العقاب، و الحشر و الدينونة و الولاء و البراء و الدم و الفداء. فبهذا الانعتاق يصبح ُ قادرا ً أن يمارس الخير لحبه و يجتنب الشر لشره، و يساعد و يبني لإيمانه بالتضامن و عقيدته في البناء، فتتنقى أفعاله الإنسانية من شوائب الإرادة الغيبية، و يُصبح فعله الإنساني إنسانيا ً كاملا ً بكل أبعاده، و شفافيته التي يُرى من خلالها جوهره البشري كاملا ً بكل ما فيه من ارتقاء البدائية نحو الأنا الأعلى الإنساني.

يذهب كثيرون أبعد من الإله الحلولي و يمدون الخيط على استقامته، فيعدون الحلولية مجرد رغبةٍ للانعتاق من الدين دون أن يكون لها القدرة أن تنعتق بالكامل، فيبقى من الدين راسب الإله وحده بعد أن يتم تهذيب شكله و تقليم أظافره المخيفة و يُلبس لبوس العلم و يُترك قابعا ً في الفكر و حاضرا ً في حيزي الوعي و اللاوعي معاً، و يصف من يمدون هذا الخيط أنفسهم باسم الملحدين الذي أخرجوا الإله الحلولي كما أخرجوا ذاك الشخصي قبله، و يقبلون ما يقبله الحلولي بالضبط لكن بدون الإله.

يتأرجح بندول الحقيقة مُتراقصاً على قطر دائرة ِ الحلولية و الغنوصية و الإلحاد، فأينشتاين لم يكن يؤمن بإله شخصي لكنه قال بوضوح أن عظمة هذا الكون تجعله يشعر بالتواضع الشديد، بمعنى أنه لا يستطيع أن يُنكر وجود الكيان الحال و لا يؤكده أيضاً، أما البروفسور ريتشارد دوكنز و هو وجه الإلحاد القوي و رائدهُ الفذ يُدهشك حين يقول بكل جرأته التي نعرفها أنها يعتبر نفسه في بعض الأحيان "غنوصياً" بمعنى و كما يقول هو أنه كعالم ٍ لا يستطيع نفي وجود الكائن الأعلى أو وجود حتى "أرنب عيد الفصح"، أي أنه لا دليل لديه على عدم الوجود بنفس الطريقة التي لا دليل لدى المؤمن بالإله الشخصي أو الحلولي على الوجود.

QUID EST VERITAS؟

ما زلت أعتقد أن الحقيقة هي الإنسان، و الحب، والأمل في غد ٍ جديد، في العلم و التطور و التقدم و بناء المجتمعات، و في أخلاقيات عُليا تحمي الإنسان و ترتقي بالنوع، و بعد كل هذا سواء ً كان الإله موجودا ً أو غير موجود، في الحقيقة لا يهم، لأنه إن كان موجودا ً فلا بد أن هذا الكمال الإنساني و ارتقاء النوع أقول لا بدَّ و أنه سيجد قبولا ً و ترحيبا ً لديه، و إن لم يكن موجودا ً فلا داعي للتفكير فيه أصلا ً.

أحبُّ هذا المشهد من فلم PASSION OF CHRIST، و على الرغم من كونه مقطعا ً عاطفيا ً لا شأن له بالعقل و المنطق إلا أنه يحفزني دائما ً على التفكير، و الانعتاق من الخوف، و الانطلاق و الحرية،،،،

،،،، نحو الإنسان و اكتماله، نحو ملئ الحب.

HTTP://WWW.YOUTUBE.COM/WATCH?V=7SENWR91KQA








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعتذر للقراء الكرام عن الخلل في الرابط
نضال الربضي ( 2014 / 2 / 15 - 14:29 )
القراء الكرام أعتذر عن الخلل في الرابط لسبب لا أعلمه على الرغم أنني قد جربته قبل إرسال المقال.

و أقدم الرابط التالي بدلا ً عنه:

http://www.youtube.com/watch?v=IJffBsSg1kU


2 - لا تخاف
نيسان سمو ( 2014 / 2 / 15 - 14:39 )
لا تخاف يا سيدي ليكون العلم والدليل هو طريقك والحب والضمير والإنسانية إلهك والإنسان الآخر هو شقيقك والعدالة هو نورك والله حتى إذا كان موجودا فلا يطلب أكثر من هذا يعني انت في الجنة في الجنة ....تحية طيبة


3 - الآن أدركت فكرك وعمقك عزيزى نضال
سامى لبيب ( 2014 / 2 / 15 - 20:56 )
تحياتى كاتبنا الجميل نضال
حقيقة انا احترت فى البداية امام تلمس فكرك وفلسفتك الفكرية فقد وجدت فكر راقى ينحو نحو اللادينية ويتلمس فكرة الألوهية والربوبية ثم أجد ميل ما للمسيحية تستخلص ما تستخلصه من نهجها المثالى وتنصرف عنها كديانة وطقوس.
تأكدت من مقالك هذا إلى رؤيتك الفكرية فأنت تعتقد فى الألوهية من منطلق مفهوم السببية الفلسفى محررا هذا الإله من كل ما ابدعه الفكر الدينى من شخصانية ادت إلى تهافت وسذاجة وتناقض فكرة الإله ولتجد المسيح الأقرب حسب منظورك ليحقق فكرة الإله الحلولى من منطلق ميراثك العاطفى الكبير الذى تبلور فى هوية وانتماء علاوة ان المسيح الاكثر قربا لصوره الإله المثالى الحلولى الذى تأمله
وقعت فى نفس الخطأ الذى يقع فيه المؤمنون بالإله الشخصانى فقد نسجت رؤى وتصورات وعلاقات عن الإله الحلولى ليس لديك اى دليل عليها
أتصور ان منهج اللاأدرية يطاردك والإنحياز للإله الحلولى هو مرسى بديلا عن حالة الضبابية والقلق الوجودى
اتصور ان الخطوة القادمة هى الإلحاد وانت تبحث فى داخلك عن صيغة لفهم الوجود ومقال العشوائية دليل على سعيك هذا
مودتى واحترامى


4 - إلى الأستاذ نيسان سمو
نضال الربضي ( 2014 / 2 / 16 - 06:16 )
تحية طيبة أستاذ نيسان و شكرا ُ لهذه الكلمات العطرة و العذبة. نعم أخي الكريم الحب هو الأساس و الجوهر و المنهج و الملجأ معا ً. كل بشري أخي و أختي و كل الناس أحبابي و خلاني، نحيا بالأمل و الود، هذا هو الدين الحق.

أبدعت.

أهلا ً لك دوما ً.


5 - إلى الأستاذ سامي لبيب
نضال الربضي ( 2014 / 2 / 16 - 06:27 )
تحية مودة و حب أستاذ سامي،

أكثر من يعجبني فيك أنني أحس أنني أحاور نفسي و أنا أقرأ كلماتك فأنت تُحسن قرآتي جيدا ً.

في الحقيقة أنا عائد من مشوار إلحاد كانت مدته سنتان اثنتان و لم يستطع أن يُشبع هذا النهم الموجود لدي نحو المعرفة و الحقيقة فلقد أحسست أن الإلحاد يقيدني حين يقطع و يجزم بعدم وجود كائن (أو كائنات) عليا، خصوصا ً أنني حين أقرأ في نظرية الأوتار و الأبعاد الأحد عشر و أنظر إلى مبدأي المادة الداكنة و الطاقة الداكنة و فيزياء الكم أصطدم بحقيقة جهلنا المُطلق بأبعاد العلم و هذا في حد ذاته لا يسمح لي أن اُغلق الباب.

نعم منهجي لا أدري مسيحي، كما وصفته أنت و أحس أنه يحقق لي توازنا ً و شبعا ً أكثر من الإلحاد لكن دون أن يُشبعني بالكلية، و أنا ما زلت أبحث، و أعترف أنني قلق و غير مرتاح لكني لم أعد أستطيع أن أقبل ما يقبله المؤمنون على اختلاف دياناتهم لعلمي القاطع بعواره، و لا في الإلحاد لمنهجه القاطع بيقينية عدم وجود الإله مع عجزه كالدين تماما ً عن تفسير منشأ الحياة.

هي رحلة أخي الكريم قبلتُها بشجاعة و أدفع ثمنها كل يوم.

أهلا ً بك دوما ً و دمت بكل الود.


6 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
امال طعمه ( 2014 / 2 / 16 - 10:58 )
تحياتي لشخصكم الكريم لقد شعرت من خلال قراءتي لمقالك ببعض التصورات التي طرحها وأطرها الاستاذ سامي ببراعة
الالحاد لايعطي اجوبة كما ان الدين لايعطي اجوبة المهم ان يكون الانسان في رضا مع نفسه وبالطريق التي اتخذه كمسار لحياته
الارث الديني الذي نحمله يمكن توجيهه بصورة حسنة لصلاح ومنفعة البشرية وليس العكس
لا نستطيع التخلي عن كل هذا الارث فقط لاننا غير مقتنعين صدقني !عندما يكون الدين عامل تهذيب للنفس وليس لاصدار الفتاوى السخيفة او تحقيق مصالح او التمييز نكون قد حققنا الغاية منه
ان الاختلاف الحاصل في كل شيء بين البشر يمكن توظيفه للخير حتى ان لم نكن مقتنعين بأن اساس الاديان الله ، فلم سمح هو بهذا الاختلاف وهذا الكذب ان صح التعبير ! انه محاولة للوصول الى الحقيقةعبر كل هذه الاختلافات؟؟
ليس المهم ان يكون المسيح ابن الله مثلا ؟المهم هل مقتنع انت برسالته ؟واذا اقتنعت هل تنفذ كلامه بروحانية وليس بالحرف؟ عزيزي الحقيقة انت من ترسم معالمها هذه هي نعمة الخالق برأيي؟


7 - إلى الأستاذة آمال طعمه
نضال الربضي ( 2014 / 2 / 17 - 06:27 )
تحية طيبة أستاذة آمال و أهلا ً بك ِ،

نعم الدين لا يُعطي إجابات و كذلك الإلحاد أيضا ً فالدين عقائد و أخلاق، العقائد عبثية غيبية لا دليل عليها، فتبقى الأخلاق و الأخلاق ليست إجابات لكن أنماط سلوكية، و الارتقاء فيها يهذب النفس البشرية و يبني المجتمعات لكنه لا يقول للإنسان من أين أتى و إلى أين يذهب.

نتجه نحو العلم حتى نحصل على إجابات، و نحصل فعليا ً على الكثير الكثير منها لكنه ما زال يعجز عن جواب السؤال: من اين جئنا ما هو هدفنا و إلى أين نذهب؟

ربما هذه الأسئلة خاطئة بحد ذاتها، فربما نحن موجودون لأن من خصائص المادة أن تظهر (الطاقة تحولت لمادة في بداية الكون) ثم تتحول في موتها إلى مادة أخرى (ربما طاقة)، ربما لا يوجد هدف، ربما نحن بعقولنا نتصور ضرورة وجود الهدف.

الحقيقة التي بين يدينا أننا بشر و أننا نستطيع بالحب أن نبني المجتمعات.

بالنسبة لسؤالك عن المسيح: صليبي دائما ً في رقبتي أخلعه فقط عندما أستحم :-))) ، و أرى مسيحي لا كما يراه الآخرون لكن كرجل عظيم مُحب سلامي وديع غاضب و ثائر، و أرى أن ثورته جامعة للتناقضات بتصالح، أرى أنه الإنسان مجردا ً ثم مُناضلا ً على درب الارتقاء.

دمت ِ بود.

اخر الافلام

.. 72-Al-Aanaam


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد


.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس




.. قوات الاحتلال تمنع الشبان من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء