الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..!(5/8)

سنان أحمد حقّي

2014 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..!(5/8)
لقد وجّهت كثير من الحركات السياسيّة نقدا معمّقا إلى الأنظمة السائدة ولا سيما النظام الملكي الوراثي وكان من حصّة النظريات الإشتراكيّة النصيب الأعظم وقد تعاظم هذا الإتجاه خصوصا بعد قيام الثورة الفرنسية كما أسلفنا إذ كانت الحركة الإشتراكيّة تحظى بتأييد كبير وحيث أنها كانت كما سمّيت فيما بعد حركات طوباويّة لا تقوم على أسس علميّة فقد إنتهت على العكس مما هو مطلوب أي إنتهت إلى قيام الإمبراطوريّة وهو نظام إستبدادي وانتهى هو الآخر إلى عودة النظام الملكي الوراثي أيضا من جديد فيما بعد ذلك .
كما أن ظهور مبادئ الإشتراكيّة العلميّة وبيان ماركس وأنجلز الشيوعي كان قد وضع اليد على كثير من سلبيات الأنظمة السياسيّة السائدة والسارية وراء سلطة راس المال والذي إعتبر أن النظام السياسي ما هو إلاّ تعبير عن مصالح الطبقة الإجتماعيّة السائدة ولهذا فإن ماركس بشّر بزوال السلطة بكل أشكالها عندما تزول الفوارق الإجتماعيّة والتي تتطوّر بتطوّر عمليّة الإنتاج ونمطها ، ولم يذكر ولم يُصوّر لنا ماركس كما ذكرنا كيف سيكون شكل نظام الحكم الإشتراكي عندما تسود الطبقة العاملة ولهذا إجتهد مناصروه من بعده في نحت صور وملامح متعددة عن الديمقراطيّة والتي أصبحت تُدعى بالديمقراطيّة الشعبيّة تمييزا لها عن الليبراليّة .
وقد تبيّن بوضوح ان الأحزاب الإشتراكية والشيوعيّة لم تكن لديها رؤية واضحة عن شكل النظام السياسي الذي يناسب أفكارها فقد إنتهى ما كان يُدعى بدكتاتورية البروليتاريا إلى نظام دكتاتوري إستبدادي فردي لا يُعبّر عن دكتاتورية طبقة البروليتاريا والتي توصّلوا إليها عبر تحليل النظام السياسي تحت ظل النظام الرأسمالي حيث كانت تسود دكتاتورية الطبقة البورجوازية وكانت بهذا دكتاتورية البروليتاريا رد على دكتاتورية البرجوازية ولكن الحقيقة أن البرجوازية كانت فعلا تمارس السلطة لتنفيذ مصالحها ولكن ليس بشكل فردي بل كطبقة كاملة ولهذا يمكن أن نعتبر أن دكتاتورية البروليتاريا كانت وحسب ما راينا في الأنظمة الإشتراكيّة قد اختُصرت في دكتاتورية فرديّة ولم تمارس طبقة البروليتاريا كطبقة حكمها أبدا وهذا يؤكّد أن شكل النظام السياسي تحت النظام الإشتراكي لم يمكن تحديده ولا لما يقارب قرنا من الزمان.
أعرق الأنظمة السياسيّة تاريخيا هو النظام الملكي الوراثي وقد دأبت الدول منذ نشاتها على إقامة أنظمة ملكيّة وراثيّة ولم يظهر النظام الجمهوري إلاّ حديثا جدا تاريخيا ، فلو إستعرضنا تاريخ مصر القديمة وتاريخ السومريين والبابليين والآشوريين وهي أقدم الحضارات في التاريخ لوجدنا ان أسرا حكمت بشكل وراثي ملكي لفترات طويلة جدا بلغت أحيانا عشرين أسرة أو ثلاثين أسرة وكل أسرة خرج منها ملوك بالعشرات كما تقدّم ويصطلح المؤرخون على بداية تلك الحقب التاريخية بعصر فجر السلالات وهذه ظواهر مهمة لم تجرِ دراستها وتحرّي اسبابها وتحليلها وبيان فضائلها من المآخذ التي تؤخذ عليهاوهنا سنستعرض بعض ملامح هذا النظام السياسي وبيان ما طرأ عليه من متغيرات عبر العصور بشكل موجز ومختصرجدا .
لكل متتبّع تبدو كثير من اللقى الآثاريّة موحية جدا ومعبرة عمّا كان جاريا في التاريخ القديم من أفكار ووجهات نظر وأغلب ما يمكن الوصول إليه يتأتّى من خلال البعثات السماويّة وهو ما أشرنا إليه مرارا من أن الظواهر الدينيّة حاضرة بقوّة في التاريخ وكانت تلك الأسس واضحة جدا في ما تم العثور عليه من منحوتات فرعونيّة تشير إلى أن ملوكهم مقدسين وان إختيارهم حدث بأسباب سماويّة وكذلك ما نجده واضحا في بوابة عشتار التي تزين نسخة منها بوابة المتحف العراقي في منطقة العلاوي ببغداد
وقد دأب الملوك القدامى على القيام باستعراض الموكب الملكي وبناء ساحات وطرق للموكب بهدف التعبير عن أنفسهم بأنهم من سلاله عريقة وفريدة .
تبدأ كما نقول القصة في ان بعد كل مبعوث إلهي كنبيّ أو رسول وما ياتي به من رسالة إلهية ومبادئ ربّانيّة بان يرثه على الأرض ملك يحكم بما أُنزلَ إليهم على يد ذلك المبعوث الإلهي وتتوارث تلك الأسر الحكم بهذا الحق وتُدعى هذه النظريّة بنظريّة التفويض الإلهي .
ومن مزايا وخصائص هذه النظريّة أن الملك قد ورث الحكم عن مبعوث إلهي سماوي أو بتفويض منه وأنه يورّثه أحد أبناء أسرته وفي هذه العمليّة كثير من المبررات المنطقيّة ومنها أن المبعوث الإلهي لا بد أنه تم إختياره بحكمة إلهيّة وأنه يحمل بعض السمات والخصائص الفريدة وأن توريثه الحكم والسلطة لمن يليه من أبناء أسرته لا شك عمليّة منطقيّة لأنه إن كان يحمل صفات سماويّة فهو لا شك يحمل مميزات وراثيّة ( جينيّة ) أيضا أي أنه يحمل صفات وراثية جديدة ومضافة بتعابيرنا هذه الأيام ، إن هذه الفكرة لا شك تجعل الشعب او الأمة تلتف حول مليكها المفروض بسبب تلك المزايا والخصائص ويمثّل لهم جميعا هدفا مشروعا لنيل بعض تلك السمات والخصائص الوراثيّة المفترضة وكان من العملي جدا أن يحتفظ الملك بأحد أفراد أسرته لوراثة العرش وربما بعض الإحتياط للطوارئ كولي العهد أو من يُتّخذ إحتياطا لوفاة أو حدوث شواغر لأي سبب في الملاك الملكي وأمّا الباقي من أفراد الأسرة الحاكمة فإنهم يندمجون كليّا مع الفئات الأدنى بالتزاوج وتلك الفئات الأدنى تعمل ما عمله الملك في الإحتفاظ بعدد محدد لملئ ملاكاتها وجعل البقية تندمج مع من هم أدنى بالتزاوج وهكذا دواليك .
وللحديث صلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز سنان أحمد حقي
فؤاد النمري ( 2014 / 2 / 17 - 06:58 )
أنت تقول ..
فقد إنتهى ما كان يُدعى بدكتاتورية البروليتاريا إلى نظام دكتاتوري إستبدادي فردي لا يُعبّر عن دكتاتورية طبقة البروليتاريا

وسؤالي ..
ما دلالتك عل هذا القول الخطير ؟؟
أنا أرى أن ليس لديك ولدى من يقول بمثل هذا القول أية دلائل على ذلك لأن الرفيق البلشفي الأعظم ستالين كان يعرف تمام المعرفة ماهية دكتاتورية البروليتاريا وكان يطبقها نصاً وروحاً دون أدنى مخالفة
حتى التحالف مع الفلاحين الذي أوصى به لينين أخذ به ودافع عنه بوجه تروتسكي حتى العام 52 عندما بدأ بالتخلي عن حماية هذا التحالف بإلغاء صفة البولشفي من اسم الحزب

ثمة خلط في تعريف أنظمة الحكم
الليبرالية هي أن الحكم للرأسماليين حيث هم من يقود عملية الانتخابات العامة
الديموقراطية الشعبية وهي أن الطبقات الثلاث تشارك في الحكم وهو ما لا يتم إلا بحماية خارجية
دكتاتورية البروليتاريا وهي أن كل السلطة للبروليتاريا

مع احترامي وتقديري

اخر الافلام

.. سوريا تحضر لمرحلة ما بعد الأسد | ال


.. سوريا: تواصل عمليات البحث عن محتجزين في السجون الكبرى




.. سوريا: كيف يعيش السوريون أول ليلة تحت حظر التجول في دمشق؟


.. أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية تفشل في تمرير مشروع قرار با




.. لماذا قامت إسرائيل بإلغاء اتفاقية -فض الاشتباك- لعام 1974 مع