الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمراض الفيسبوكية : 3 حالات

حمودة إسماعيلي

2014 / 2 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الحالة الأولى : لا ترى من الموقع سوى خانة الإضافة، أكثر ما يهمها هو إضافة أكبر عدد من الأشخاص من الجنس الآخر، فإذا أضافك/أو/أضافتك فإنه يضم أصدقاءك وأصدقاء أصدقائك (من الجنس المغاير لجنسه). فنظرا لانطوائيتهم الواقعية فإنهم يعوضونها فيسبوكياً بتوهيم أنفسهم أنهم اجتماعيين، ولديهم العديد من الأصدقاء، خاصة من الجنس المغاير، وهو النوع المفتقر واقعيا.
وتختلف هذه الحالات، فقط في الذوق، فهناك من يضيف الجميع، وهناك من يشترط (بينه وبين نفسه) بإضافة فقط طبقات معيّنة؛ لكنهم يشتركون جميعا في "اكتساح لوائح الصداقات".

الحالة الثانية : الفنان الذي لا يعرفه أحد (وهي الحالة الأهم)، هذه النوعية عبارة عن شخصية تبحث عن المعجبين بأي طريقة، لكن الطريقة التي سنذكرها طريفة جدا، لأنه يقوم بإنشاء صفحة شخصية أو صفحة معجبين، وبعدها يقوم بإنشاء العديد من الحسابات الوهمية، هذه الأخيرة وضيفتها التعليق على منشواراته ووضع اللايك. ولا يقف الأمر هنا، بل إن هذه الحسابات الوهمية (التي يخلقها المعني كمعجبين غير حقيقيين) تقوم بتحفيز الحسابات الحقيقية على تشجيع هذا الفنان، فمن خلالها يقوم بإنشاء صداقات مع حسابات أخرى. وغالبا ما يختار ـ في عملية خلق معجبين ـ إنشاء حسابات مؤثرة (كإناث جميلة، أو نقاد مهتمين بالفن) أو حتى حسابات عادية، تقوم بتعميم صفحته واقتراحها على الآخرين (أصدقاء معجبيه الوهميين)، باعتبار أن هؤلاء المعجبين (الوهميين) مهووسين به (دون ذكر أن حساباتهم لا تنشر سوى منتوجاته)، وعن طريقهم يقترح نفسه على المنابر الفنية (كالملتقيات أو الإذاعات وماسواه)، بل من خلالهم يشتم ويسب الفنانين الآخرين الناجحين (كحسد لاشعوري) ليُأكِّد أن الفنان الآخر (أي هو) هو من يستحق المشاركة والتشجيع والاهتمام !! . فهو الفنان وهو الجمهور أيضا (كحيلة نفسية ليُشعِر ذاته بإحساس الفنانين المحترفين/الناجحين). فعندما ترى حسابا لا يتحدث ولا ينشر ولايهتم إلا بفنان (غير مشهور نوعا ما)، فما ذاك الحساب سوى ذلك الشخص (الفنان) نفسه ! .
نجد كذلك البعض ممن يقومون بإنشاء صفحات وهمية، ليقوموا بالتعليق على صورهم ! والأكثر من ذلك أنهم يخلقون حبا وهميا، بانشاء حساب وهمي وربط علاقة غرامية به !! وتبادل رسائل حب (بينه وبين نفسه) !!!! .

الحالة الثالثة : نوع يرغب بأن يتسلى في الموقع، لكن شعور الذنب يزعجه. لذلك فإنه يقحم الدين في نشاطاته، وبهذا يضفي الشرعية على التسلية الفيسبوكية ! . ولا نشير هنا لمن يقومون بنشر المواد الدينية (كصور وعبارات دينية أو فيديوهات)، بل من يقحمون الشرعية بأنشطتهم الفيسبوكية، مثلا يتحول الواحد منهم لداعية ديني في الشات : كأن يتحدث مع الجنس الآخر بالشات، وحتى يتخلص من شعوره بأن ما يقوم به ممنوع ومرفوض في معتقداته، فإن يقوم بحثّ الطرف الذي يحكي معه بالشات على الصلاة أو الزكاة أو ارتداء الحجاب الخ ! . وهذا أيضا ما تكشفه بعض تعليقاتهم الطريفة على صور فتيات "سافرات"، حيث تجد عبارات (ولا ننسى أن الحديث هنا عن صور شخصية لأصحابها بحساباتهم الشخصية) مثل : "ماشاء الله، قمر، بس ياريت ترتدي حجاب" أو "مفاتنك رائعة، وسترها سيزيدها روعة" أو "لقد منحك الله جمالا أخاداً، فاشكريه بالصلاة والعبادة" .. وما سواه من "التغزّل الشرعي النكهة" . أما عن "غض البصر" فيتركونه للشارع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو