الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين هيفاء وميريام...تنقضي الأعمار

حنان فوزي المسعودي

2014 / 2 / 17
المجتمع المدني


بين هيفاء وميريام ...تنقضي الأعمار

  ترددت كثيرا في كتابة هذا الموضوع...لأني تساءلت عما اذا كان كلامي سيحدث فرقا...اي فرق...ثم تذكرت كلمة القرموطي الشهيرة....معلش احنا بنتكلم....وقررت الخوض في هذا المجال. اعتقد إن هذه الفترة في حياة الشعوب الشرقية عامة والعربية خاصة هي الأسوأ منذ قرون...وهي تستحق فعلا  أن تسمى بالعصور المظلمة ..فبين الربيع والخريف والشتاء الماطر دما....تتراكض سنيننا...ونحن مازلنا نتساءل عن السبب...ونلقي على بعضنا باللائمة... والضحية الأولى والأخيرة هي الاجيال الجديدة من الشبان والفتيات...الذين يتخبطون في خياراتهم بين العلمانية والتطرف الديني دون ان يحظوا بنماذج معتدلة تصلح لأن تكون قدوة يحتذى بها.. وقد ساهم الأعلام المضلل في زيادة حيرتهم تلك...فمن خلال متابعتي لوسائل الأعلام العربية...نرى انها تنقسم الى ثلاثة انواع..... قنوات اخبارية تتفنن في نقل احداث القتل والدمار ونشر الصور البشعة بكل برود..... وقنوات دينية يعلو بها الصراخ والمنع والترهيب..والجدالات العقيمة بين التيارات المختلفة وثالثتهم الاكثر انتشارا ....وهي القنوات المنوعة التي تعطي للناظر إنطباعا بأنها تصف كوكبا اخر غير كوكبنا حيث لاتبث سوى الأغاني والاعلانات عن الحفلات والالبومات الجديدة.... بالطبع سيكون الخيار الثالث هو الملجأ الذي سيتجه اليه ابناؤنا وشبابنا......كنوع من الهروب من الواقع وتناسي احداث الدنيا وعذاب الأخرة فتكون تلك الكلمات السمجة الخادشة للحياء غالبا وتلك الرقصات المجنونة الخالية من اي معنى فني هي بمثابة الأفيون الذي يخدر حواس الشاب العربي ويغيبه عن واقعه المؤلم اكثر فأكثر...... وكأن كل ماقلته مسبقا لم يكن يكفي حتى ظهرت بدعة جديدة وهي تنصيب رموز انثوية غالبا  على عروش الأغراء الرخيص ومعاملتها كالألهة....فنرى قنواتنا الفضائية تتناقل اخبارهن بشغف بينما يستمر مسلسل الأبتعاد عن الواقع والغيبوبة الفكرية الراهنة...فهيفاء وهبي مثلا....فتاة جميلة ...نعم لو نسينا او تناسينا عدد عمليات التجميل والحقن المختلفة التي خضعت لها ولكن هل تستحق تلك الألوهية التي باتت تحيط بها مؤخرا.....والأخرى ميريام فارس التي تفتخر بتنصيبها ملكة على عروش الحفلات في الخليج....وغيرهن كثيرات...اسفاف وابتعاد كلي عن تذوق الفن والموهبة الحقيقة وهذا هو مادفع فنانات معروفات ومحترمات الى نفخ الشفاه...وتضخيم هذا وذاك ثم الظهور بصور غريبة اشبه للثعالب منها للأنسان لمجرد التسويق وتحقيق الشهرة....ولاتعتقدوا اني ابالغ في كلامي هذا حيث تكفي نظرة بسيطة الى اي مجلة عربية لتأكيد ما اقول فهل تجرؤ حاليا اي مجلة على وضع صورة ام كلثوم على غلافها...او نجيب محفوظ....او الرائعة نوال السعداوي او انعام كججي.. بالتأكيد لا... فالضامن الوحيد للتسويق هو بروفايل خلفي لممثلة او مطربة مغمورة مع عنوان رئيسي يقول... اني ارفض الزواج...ولكني احب شخصية سي السيد.......... نحن جميعا وانا من ضمنكم نساهم في نشر هذا الذوق الثقافي والفني المتدني وذلك بمجرد صمتنا عن تلك الظواهر وعدم تعريتها امام الرأي العام حتى باتت تعتبر طبيعية وباتت الملابس تقصر وتتضاءل في كل أغنية مما يجبرني على التساؤل بذهول عن الاجزاء التي سيتم الكشف عنها في الأغاني المستقبلية بعد عشر سنوات لو قدر لي العيش ...وحقا...... لايمكنني تخيل الأمر....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء