الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتل باسم الله

لينا سواحلي

2014 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في سوريا! القتل باسم الله

صورة مثيرة للسخط وبعيدة عن القيم الأنسانية، وهو رجال من القاعدة في سوريا يحملون مجموعة من الرؤوس لضحايا سوريين مدنيين ،تم أعدامهم في فوضى الحرب الدائرة بين قوى الثورة السورية والنظام والجماعات الأسلامية المتطرفة.
ما يثير حفيظتي هو تدفق الجهاديين لسوريا باسم الجهاد وحلم بناء دولتهم الأسلامية أو الخلافة المزعومة . لكن السؤال هل هؤلاء فعلا يؤمنون بالله؟ أو متلزمون بعقيدة الأسلام ،وهم يعكسون صور القتل والأرهاب وممارسة انتهاكات بحق الأنسانية ؟
من المعروف أن المجتمع السوري في غالبيته مجتمع مدني ، علماني ، ليبرالي ،ويضم في شرائحه الأجتماعية والشعبية أقليات تصل لنسبة أكثر من 45 % والسنّة السوريون هم علمانيون في تاريخهم ،وبعيدون عن التكفير أو التطرف الديني. لكن مع الثورة السورية والحرب الدائرة والتدخل الدولي والأقليمي ،وعدم سيطرة الدول المجاورة على حدودها مع سوريا كان السبب في تدفق القاعدة والأسلاميين المتطرفين لسوريا ومحاولاتهم تدمير سوريا وتحويلها لأفغانستان ثانية ،وهذا ما يصطدم بثقافة السوريين ومجتمعهم المطالب بالدولة المدنية ورفض القوى الظلامية من المجموعات الأسلامية الأرهابية التي تستعمل الدين واسم الله عبر فتاوي عبثية تمنح لنفسها وعناصرها ومنظماتها بممارسة القتل والأعدام وقطع الرؤوس وتدمير الدول والمجتمعات ،وثقافة التكفير المشوهة للدين الأسلامي ولحقوق الأنسان والحريات، وحق الأنسان في الحياة وحرية ممارسة العقائد والعبادات دون أكراه أو عنف.
الكثير من المشايخ في الدول المجاورة لسوريا حرضوا على الذهاب لسوريا ،من خلال فتاوى مجنونة تدعوا للجهاد في سوريا ،دفعت بعناصر القاعدة والجماعات السلفية بالتوجه لسوريا واحتلال بعض المدن بقوة السلاح وفرض هيمنتهم على السكان ،مما أشعر الشعب السوري بخطورة هؤلاء على المجتمع السوري المدني المتعدد الأديان والقوميات والتنوع الشعبي المتسامح .
الحقيقة أن هذه الجماعات تمارس تشويها بحق العقيدة والأسلام الذي يدعو للتسامح والحوار واحترامه للمذاهب وتعدد الشعوب،في حين يقوم الجهاديون ومنظماتهم بتفسير آيات القرأن الكريم على هواهم لأجل خدمة أجندتهم وأسلامهم السياسي الذي يخدم قوى ودول تدعم التطرف والقوى الظلامية لأجل تحقيق مكاسب سياسية أو صناعة الفوضى في الشرق الأوسط ،وهذا كله يجري سرّا وفي الغرف المظلمة.
صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، نشرت تحليلا في سبتمبر 2013 عن الجماعات المتطرفة في سوريا ،أن أكثر من نصف أعداد الجماعات التي تقاتل في سوريا هم من السلفيين والحركة الجهادية.

وذكرت الصحيفة أن ما يقرب من 58 بالمائة من بين ال600 فصيل مسلح الأقوي في سوريا (والتي تضم كلا منها أكثر من 50 مقاتلا) تتبني رؤية متشددة للغاية وظلامية للإسلام.
اليوم يشعر السوريون أنهم في مواجهة قوى شريرة غريبة عن سوريا ،وتحمل جنسيات مختلفة ،تقطع رؤوس السوريين بالسكاكين وتنشرها عبر فيديوهات مخيفة ،ولهذا نجد أن هذه الجماعات لن تنجح في خططها داخل سوريا ،لأن بنية المجتمع السوري المدنية والألفة بين مكونات المجتمع السوري لن تسمح لهذه القوى المتطرفة أن تتغلل في سوريا ،لكن جذر المشكلة يكمن أيضا في صمت المجتمع الدولي على ما تمارسه هذه الجماعات بحق السوريين ،واعلانهم سوريا أرض الخلافة ،أو دولة العراق والشام الأسلامية ، أو أمارة تابعة للقاعدة قد يحكمها أحد أمراء القاعدة من أفغانستان ؟ المثير للغرابة أن المجتمع الدولي الذي يعبّر عن مخاوفه ورفضه لوجود هذه القوى في سوريا ،لم يتحرك أبدا في السيطرة عليها ، أو محاولة محاربتها ، في حين وقف السوريون لوحدهم في مواجهة هذه القوى المتطرفة ،لتتحول سوريا لساحة حرب ( النظام – الثورة – القاعدة – جبهة النصرة – دولة العراق والشام الأسلامية – الجماعات الأسلامية ...) .
رغم هذا المشهد الدموي والمخيف في سوريا ،ألاّ أنّ السوريون هم أصحاب القرار في تقرير مصيرهم ،واختيار شكل دولتهم ونظام الحكم السياسي في بلادهم ،وهو أن تكون سوريا دولة مدنية تعددية ديمقراطية تحترم كافة الأديان والمكونات القومية والمذهبية ،بعيدا عن القوى الظلامية وأفكارها المعادية للمدنية والانسانية، التي ستفشل في سوريا كما فشلت في كثير من الدول ،وأسائت لله وللدين الأسلامي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله يقول : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بي!
نور ساطع ( 2014 / 2 / 17 - 21:35 )


الله يقول : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ( يعني به )

: )


2 - مالافضل الارهاب والكدب . مقابل .الله والصدق
حكيم العارف ( 2014 / 2 / 18 - 01:18 )
لاتستطيع ان تخدم سيدين

الارهاب والكدب ..... مقابل ..... الله والصدق

اختار الافضل لكى تحيا مع الله..


انت تكدب عندما تقول :
الحقيقة أن هذه الجماعات تمارس تشويها بحق العقيدة والأسلام الذي يدعو للتسامح والحوار واحترامه للمذاهب وتعدد الشعوب ..

------------

بصراحه كان نفسى اصدقك .... بس الواقع ان مايفعله الارهابيون هو الاسلام الحقيقى الذى تخجل انت منه ...

واسنادهم الى صحيح سنه نبى المسلمين محمد - نبى الرحمه والغزوات وقطع الرقاب - والقران الذى يعزز تلك العمليات الارهابيه

------------

ولكنى احييك على شجاعتك ورفضك للارهاب باسم الدين ... فانت مسلم نص نص ...


الخجل اول الطريق فى الشفاء من الاسلام




3 - ارضنا ونحن فيها سادة
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 2 / 18 - 14:36 )
اذا كانت المقصودة سوريا فمن الذي يقتل الشعب الذي لم ياوم بالقوة الا بعد سنة او يزيد
لاسباب اولها الاستمرار في سرقة الشعب مكتسبا دعما طائفيا فاشيا بامتياز
فهل يروق للناس الفرجة عليهم وهم يذحون
واذا كان المقصود نصرة المسلمين لبعضهم ضد الفاشية الم تجتمع دول العالم ضد الارهاب الصربي في كوسوفو
وحجة دخول العراق الم تكن بمظلة تحريره من الظلم
ولما ينصر الاخ اخوه يصبح ارهابا
هذا ان اعترفنا بتقسيم سايكس بيكو اساسا
فالحق ان هذه جغرافيا الاسلام التي تامر عليها عملاء الاستعمار الانجليزي والفرنسي للبطش في الامة المتفرقة...اي وقاحة هذه تبرر الاحتلالات عبر المحيطات وتستنكر قتال طاغية معتدي ومجرم وعلى الشاشات

اخر الافلام

.. لمن سيصوت يهود أميركا في الانتخابات الرئاسية؟


.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم




.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah