الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:

بشاراه أحمد

2014 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:

تكذيب إسطورة آية السيف (الناسخة – الناسفة):

سنعرض هذا الموضوع في ثلاث أجزاء متتابعة:
• جزء 1: حوارٌ مباشرٌ ومُفَصَّلٌ مع سورة التوبة نفسها.
• جزء 2: تكذيب الإفتراءات المغرضة بالأدلة الدامغة والبراهين.
• √-;- جزء 3: تفنيد الآيات المُدَّعَىْ عليها بأنها نُسِخُت بآيةِ/آياتِ السيف المزعومة.

بعد أن فرغنا من الجزئين الأول والثاني من تبرئة سورة "التوبة"، من الإفتراءات التي علقت بها لجهل الكثيرين لآداب وآلية "تدبر القرآن الكريم"، فإبتدعوا ثغرة نفذ منها المتربصون المتخصصون في التحريف والتزييف فأرادوا أن يحققوا حلمهم القديم المتجدد وهو القضاء على القرآن والإسلام، لأنه يتضمن الحق والحقيقة التي عجزوا في ظله وبوجوده من الإستمرار في إخفائها وهذا مبرر من جانبهم، ولكن الذي لا يمكن أن يبرر هو قول بعض المسلمين بأن سورة "التوبة" فيها آية/آيات تدعوا صراحةً إلى إعمال السيف في رقاب غير المسلمين، معتمدين في ذلك على كلمة عابرة قالها بعض الصحابة، فجعل هؤلاء الجهلاء من الحبة قبة، علماً بأنه لم يقلها النبي الكريم إطلاقاً. وقد ظن البعض أن الصحابة "معصومون" أو مشرعون، وهذا هو الضلال المبين. على الرغم من أنهم هم الصفوة والسلف الصالح، غير أن الدين ليس بالآراء والتصورات والإقتراحات، وليس كل من نطق بالشهادتين هو مؤمن، وهذا ما أكدته سورة براءة التي لقبتها أنا بسورة (تحديد الهوية). وسبق أن قد صنفنا الموضوع في ثلاث أقسام، الأول خصصناه (لإستجواب وشهادة سورة التوبة نفسها)، دون تدخل لآراء الآخرين،، وقد علق البعض بأن الموضوع كان مطولاً،، ولكن للضرورة أحكامها، والشبهة المفتراة ليست صغيرة، على الرغم من محاولتنا إختصار الرد لأقصى درجة ممكنة.
وفي الجزء الثاني عمدنا إلى تكذيب الإفتراءات المغرضة بالأدلة الدامغة والبراهين. فلم يبق سوى ضحد وتكذيب الكثير من الإفتراءات التي إدعى أصحابها بأنها منسوخة بآية أو آيات من سورة التوبة، لذا خصصنا لها هذا الجزء الثالث حتى تكتمل الرؤية لمن ينشدها، ونثبت بالدليل القاطع أن ما ذكروه عن الآيات المنسوخة بآيات من سورة براءة إنما هي محض إفتراءات أخفق مروجيها من تدر آيات القرآن الكريم كما ينبغي مما أدى إلى الوقوع في صورة فريدة من الخطأ الماحق،، فنقول وبالله التوفيق،، تكملة لإستجواب السورة:

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
قبل مواصلتنا في تتبع تحدد الهوية للبشر كلهم وعلى إختلاف مفاهيمهم ومعتقداتهم، علينا أن نمهد هناك بمعالجة ونقاش بعض المفاهيم الخاطئة لدى الكثيرين عن مدلولات ومقاصد كُلٍّ من الأمر والنهي، وعدم تفريقهم ما بين أمر وأمر آخر، وبين نهي ونهي مختلف، مما يتسبب في سوء فهم الكثير من مقاصد الشرع ويدخل الناس إما في الإفراط أو التفريط، بل وفي التسلط أو التراخي. لذا كان لا بد من عرض بعض الإضاءات حول "الأمر" في فقه اللغة ومقاصد وتطبيقات فن البلاغة لذا نعرض فيما يلي بعضاً من النماذج التي توضح للمعنيين من القراء بعض معانيها التي قد تخفى على البعض أو تشتبه عند آخرين، خاصة من الناحية الشرعية وما يترتب عليها من أحكام وحقوق.

فعل الامر الحقيقي ومعانيه البلاغية:
الامر الحقيقي: هو طلبُ المأمور فعل شيء مأمور به على وجه الالزام دون خيار له فيه، لأنه في هذه الصورة يكون صادراً من الآمر الأعلى إلى المأمور الأدنى كقوله تعالى لنبيه الكريم "قُمْ فَأنْذِرْ..."، ولكن له معاني بلاغية متعددة تُسْتَقْرأُ من خلال السياق، فتَصْرِفُهُ عن معناه الحقيقي إلى معانٍ بلاغية أخرى، ليس بالضرورة أن يكون الأمر صادر من الأعلى بل لربما يكون على العكس من ذلك تماماً.

أولاً: الأمر الحقيقي يكون إلزامياً لأنه يأتي من الأعلى إلى من هو أدنى منه وله عليه سلطان، مثال ذلك كل أوامر الله تعالى إلى خلقه وعباده كقوله تعالى "يا نار كُوْنِيْ برداً وسلاماً على إبراهيم، وقوله "يا أيها الرسول بَلِّغْ ما أنزل إليك من ربك ..."، سواءً أكان ذلك الأمر (بفعل الأمر، أو المضارع المبدوء باللام، أو المصدر النائب عن فعل الأمر). أيضاً يكون من أصحاب السلطان كالأنبياء والرسل، وأيضاً الملوك، والرؤساء والحكام والقضاة وأولي الأمر.

ثانياً: يكون الأمر دُعَاءً – كصيغةٍ بلاغيةٍ - عندما يكون الخطاب موجهاً من الأدنى إلى من هو أعلى منه، كقول العبد لربه "إهْدِنَا الصراط المستقيم"، وقوله "وألْحِقْنِيْ بالصالحين، وقول المؤمنين: "ربنا لَا تُؤاخِذْنَا إن نسينا أو أخطأنا".

ثالثاً: يكون الأمر نصيحةً وإرشاداً – بلاغياً - عندما يكون الخطاب موجهاً من الأعلى مرتبةً إلى من هو دونه ولكن دون إلزام، وإنما بغرض النصح والإرشاد والوعظ، كقول نوح عليه السلام لإبنه "يَاْ بُنَيَّ أرْكَبْ معنا ولا تكن مع الكافرين". وقوله "... وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ".

رابعاً: قد يكون إلتماساً – كصيغة بلاغية - عندما يكون الخطاب من المتكلم إلى نِدِّهِ المخاطب في المرتبة والشأن كالخطاب بين الإخوان والأصدقاء،، حيث لا وجود لإلزام أحدهم للآخر، كقول أحدهم لنده "إحْضِرْ غداً إلى المدرسة مبكراً".

خامساً: قد يكون تمنياً – وذلك عندما يكون الخطاب متضمناً أمراً محبباً ولكن يمتنع وقوعه لعدم إمكانية ذلك، أو لأنه داخل في حيز الإستحالة،، إذ أنَّ "التمني" هو من لوازم الإمتناع، مثل قول موسى عليه السلام "... قال رب أرِنِيْ أنظر إليك ..."، وقول الكافرين يوم القيامة "... ربنا أرِنَا الذَيْنِ أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ...".

سادساً: قد يكون تحقيراً – عندما يكون الأمر من المتكلم بقصد التقليل من شأن المخاطب، كقوله تعالى للكافر المتكبر المتجبر المغرور، يوم القيامة "ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ".

سابعاً: قد يكون تسويةً أو إستواءً – عندما يكون المخاطب غير مكترث فيما إذا كان الفعل قد حصل أم لم يحصل، كقوله تعالى للكافرين "اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"، وقوله لنبيه في المنافقين المعتدين: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ...),

ثامناً: قد يكون تهديداً – إذا كان الأمر متضمناً تهديداً ووعيداً مثل قوله تعالى " فَذَرْهُمْ يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ", وقوله "ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ".

تاسعاً: وقد يكون تخييراً – إذا كان للتخيير بين شيئين لا يمكن الجمع بينهما كوقله تعالى "فمن شآء فَلْيُؤمِنْ ومن شآء فَلْيَكْفُرْ".

عاشراً: قد يكون إباحةً – عندما يكون الأمر يستوي فيه الفعل والترك كقوله تعالى "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فَامْشُوْا في مناكبها وَكُلُوْا من رزقه وإليه النشور".

إذاً،، بالضرورة أن يستحضر الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر كل هذه المعاني البلاغية ومقتضياتها ومعطيات كل معنى بلاغي منها، حتى لا تختلط عنده الأمور فيأتي بالمحظور أو بالنقيض كما هو حال الكثيرين من الدعاة في يومنا هذا. وهو سبب سوء الفهم الكبير الذي أدخلوا الناس فيه وبلغت الجفوة والفهم الخاطئ ذروته مما جعل التشكك في مقاصد سورة التوبة بصفة خاصة والقرآن الكريم والإسلام كله بصفة عامة.
بالتالي،، كما هو واضح، فإن هذه السورة الكريمة قد وَصَّفَتِ الناس كل الناس توصيفاً دقيقاً على إختلاف معتقداتهم وقيمهم حتى وجدانهم وخبايا وخفايا نفوسهم فأصبح من السهل جداً تصنيفهم أو الإشارة إلى أي فئة أو شريحة منهم بدقة متناهية وبضوابط معيارية واضحة.

ثم نواصل فيما يلي إستجواب سورة التوبة وسماع ما تبقى من شهادة:
فحين يقول الله تعالى لنبيه الكريم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ ...)، فإن النبي يعرف تحديداً من هم الكفار المطلوب مجاهدتهم، مِنْ أيِّ شريحةٍ هم،، ومن هم المنافقون المقصودون "تحديداً" بالمجاهدة، فلا مجال للخلط أو عدم التمييز بينهم تمييزاً دقيقاً بعد أثنين وسبعين آية خلت من هذه السورة الكريمة قد فصلت تفصيلاً دقيقاً معجزاً كل أنواع البشر بشرئحهم المختلفة ومعتقداتهم بل وخلجات نفوسهم ومكنون دواخلهم، فالنوع المقصود هنا أولئك المنافقين، الذين يصرون على إلحاق الأذى المادي والمعنوي بالمؤمنين وبالرسول نفسه، فلا مجال للتراخي في مجاهدتهم وصد عدوانهم وإذهاب خطرهم الداهم، لذا قال لنبيه الكريم، لا يكفي جهادهم، بل: (... وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ...)، لأن اللين لم يُجْدِ معهم من قبل نفعاً، ولن يُجْدِيَ معهم الآن ولا مستقبلاً، هذا حالهم في الدنيا خزٌ وعارٌ: (... وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 73)، في الآخرة. ولكن لماذا؟ .... ما الذي كانوا يفعلونه؟؟؟

هؤلاء المنافقين يحاولون جاهدين إخفاء واقعهم وخفايا نفوسهم المريضة، لذا تجدهم: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ...), محاولة منهم للمخادعة والمراوغة، حتى لا ينكشف أمرهم ولكن دون جدوى، فقد نافقوا، فقال فيهم: (... وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ...), وإنفضح أمر زيفهم، ليس ذلك فحسب، بل: (... وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ...), إستحقاقاً لعدم لدخولهم في الفئات الثمانية التي لها نصيب في الزكاة، فَضَلَّ سعيهم وظلموا أنفسهم وحقدوا على غيرهم: (... وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ...), ومن ثم، عليهم أن يراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان: (... فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ...), وأجدى بدلاً من المراوغة والمخادعة المكشوفة: (... وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ...), فيخسروا الدارين معاً: (... وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ 74)، فلا هم مع أهل الكتاب ولا مع المشركين حتى يتقوا بهم ويستنصروهم، وقد أصبحوا بتوليهم عن الإيمان وتعاطيهم النفاق بعيدين عن المسلمين المؤمنين أيضاً،، إذاً،، من ينصرهم في الأرض أو يتولاهم؟ وقد وصفهم الله في سورة النساء بقوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ-;- يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا 142)،، لأنهم: (مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰ-;-لِكَ لَا إِلَىٰ-;- هَٰ-;-ؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ-;- هَٰ-;-ؤُلَاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا 143).

لا زالت هناك أصناف أخرى من المنافقين، يقول تعالى لنبيه الكريم عن صنف آخر منهم تميزه خصلة خيانة العهد، وقد قال الله عنهم: (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ ...), بإلتزام الصلاح، والتصدق على الفقراء والمحتاجين من فضل الله الذي سيأتيه أياه بعد أن طلبه منه مشروطاً، حيث قال: (... لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ ...), لن نبخل بالصدقة منه ولن نزهد في الصلاح، بل: (... لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ 75), ولكنه كان مخادعاً كعادة المنافقين والكافرين دائماً،، غير ملتزم بعهده مع الله: (فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ ...), تحرك الطمع وإيثار النفس في وجدانهم المريض، تلك النفس التي لا إيمان يصدها ويزجرها ويحميها من التعرض لغضب الله عليها: (... بَخِلُوا بِهِ ...), ولم يتورعوا من مغبة ذلك فأداروا ظهرهم لله ولرسوله غير مبالين: (... وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ 76), عن آيات الله ووعيده: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ ...)، عقاباً لهم لأنهم هم الذين عرضوا أنفسهم له ، وسيلازمهم طوال حياتهم: (... إِلَىٰ-;- يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ ...)، جزاءً وفاقاً عادلاً: (... بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ ...)، ثم نكثوا عهدهم معه: (... وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 77)، على الله وهم يعلمون: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ...), وقد رأوا كيف كشف خبايا أنفسهم وفضحهم: (... وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ 78).

وكما أن منهم أيضاً صنف آخر يتميز بلمزه بالمتطوعين في الصدقات،، هم أولئك: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ...), لقلة ما يقدمونه من مساهمة على قدر ما تسمح به طاقاتهم وظروفهم الصحبة، وهم لا يملكون الكثير، أيضاً: (... وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ...), فيتطوعون بمجهودهم البدني لأنهم لا يملكون مالاً ولا عروض تجارة ولا أصولاً، هؤلاء أيضاً لا يسلمون من لمز أولئك المنافقين الأشرار المتربصين بالمؤمنين: (... فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ...), إستخفافاً بهم وبما يقدمونه من نذر يسير، فيؤذونهم بهذه السخرية والإستخفاف، لذا: (... سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ...), إنتصاراً لأولئك ألمطوعين من الفقراء، ليس ذلك فحسب، بل: (... وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 79) يوم القيامة. فهولاء يا محمد قد حسم الله أمرهم، فلا تتعب نفسك معهم بالإستغفار لهم، فإن شِئْتَ إجهاد نفسك فيما لا طائل معه فأفعل ولكن دون جدوى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ...), ولكن لن يفيدهم ذلك الإستغفار منك في شيء، لأنه لن يقبله الله مهما كان قدره، بل: (... إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ...), فلا تحاول ولا تعذب نفسك من أجلهم، وهذا مبرر، حيث قال: (... ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ...), فأضلهم الله وحجب عنهم الهداية، لأنهم لا يريدونها وفي نفس الوقت لا يستحقونها: (... وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 80).

لدينا هنا وقفة قصيرة أمام رأفة ورحمة وتسامح نبي الله الخاتم حتى مع هؤلاء الذين ثبت له أنهم كفار ومتربصين به وبالمؤمنين وبالدين كله، فكان يحاول أن يجد لهم مخرجاً من الورطة التي أدخلوا أنفسهم فيها، فكانت محاولاته المتكررة للإستغفار لهم من الله حتى أنَّ الله تعالى بين له أنْ لَّا فائدة من إستغفاره لأنه لن يغفر لهم لشدة جرمهم. وإن لم ينهَهُ الله عن الإستغفار لهم لواصل إستغفاره حتى إن واصلوا هم في عدوانهم عليه وعلى المؤمنين ولمزهم به وبفقراء المؤمنين. صدق الله العظيم في قوله تعالى له: (وأنك لعلى خلق عظيم).

ما ذالت السورة الكريمة تعدد مساويء وإخفاقات ومزالق النفاق والمنافقين من المدعين الإيمان وهم ألد الخصام،، فقال تعالى في المخلَّفين الذين قعدوا عن القتال لنصرة الحق والعدل فثبطهم الله تعالى، وحرمهم من المشاركة بعد ذلك، فظنوا أنهم قد حققوا لأنفسهم مكاسب، لذا، قال فيهم: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ ...)، ظناً منهم أنهم قد أنجوا أنفسهم من موت محقق، فخشوا على أنفسهم أكثر من خشيتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل: (... وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...)، دليلاً دامغاً على أنهم لم يكونوا مؤمنين بالله ولا برسوله، ولم يكتفوا بأن يقعدوا عن القتال بأنفسهم بل كانوا يحرضون الآخرين عن القتال ليحذوا حذوهم: (... وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ...)، ليسبطوا همة الآخرين الذين هم سماعون لهم لضعف إيمانهم و قلة علمهم، ولكنهم لا يدرون أنهم يستجيرون من الرمضاء بالنار: (... قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ...)، فحر الدنيا ونارها هي بمثابة الروضة الغناء الظليلة بالنسبة لضحضاح جهنم، (... لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ 81)، فهم لم يكتفوا بالفرح بقعودهم، بل يضحكون جزلاً وفرحاً بأنهم تخلفوا عن القتال ولم يخرجوا في الحر ويعرضوا أنفسهم للقتل أو الأسر، فقال الله فيهم: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا ...), لأن الحياة الدنيا قصيرة مهما طال بهم الأمد: (... وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا ...), يوم لا تملك نفسٌ لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله، وسيلاقوا ما يستحقونه على جرمهم هذا: (... جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ 82).

فهذا الموقف منهم له ما بعده، ولن ينتهي عند هذا الحد، بل هم متربصون بك وفي إنتظار عودتك ليواصلوا عدوانهم: (فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ-;- طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ ...), سالماً غانماً منصوراً، فرأوا أنهم كانوا خاطئين لفوات بعض المكاسب المادية عنهم، وندموا على تضييع تلك الفرصة: (... فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ ...), مرةً أخرى طمعاً في حطام الدنيا أو غيره، لا تسمح لهم بذلك: (... فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا ...), بأمر من الله تعالى الذي كره خروجكم فسبطكم، بل: (... وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ...), لأنه لن يأتي من ورائكم خيراً ابداً: (... إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ...), فأضعتم الفرصة وأوصد الله الباب دونكم، (... فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ 83).
ليس ذلك فحسب، بل، (وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ-;- أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا ...), فقد طردهم الله من رحمته، وفقل باب التوبة في وجههم، (... وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ-;- قَبْرِهِ ...), فلا علاقة لك بهم ولا علاقة لهم بك: (... إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ...), عياناً بياناً وبطريقة عملية واضحة دون تحرج أو حياء،: (... وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ 84).
هؤلاء المنافقين في خسران مبين، وقد أضاعوا كل فرصة لإنقاذ أنفسهم وغلبت عليهم شقوتهم فلا تهتم بشأنهم: (وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ...)، هذه عوامل عذاب لهم وحسرة في الدنيا: (... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا ...)، فلا بر منهم ولا إحسان ولا تراحم: (... وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ 85)، فيلاقوا الجزاء الأوفى عند ربهم.

بعض السمات الجامعة للمنافقين جميعاً:
أولا: (وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ ...), من القرآن عليهم، تحثهم: (... أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ ...), بحثوا عن الأعذار للتهرب من الإستجابة، خاصة الميسرين منهم: (... اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ ...), وإحتالوا لتبرير طلبهم للتخلف عن الخروج مع المجاهدين، (... وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ 86), وقبلت نفسهم ذلك الموقف المخزي: (رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ...), فكان لهم ذلك ولكن بالمقابل خسروا خسراناً مبيناً: (... وَطُبِعَ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ ...), بالشمع الأحمر،، فلا مجال لهم بعد ذلك، فأصبحوا مطموسين: (... فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ 87).

هذا مبلغ حالهم ومآلهم ... وبالمقابل هناك الذين إستجابوا لأوامر ونواهي السورة التي نزلت، لذا قال فيهم: (لَٰ-;-كِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ...), لبوا النداء وإستجابوا لربهم وأطاعوه: (... جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ...), ولم يضنوا بشيء ولم يسيئوا الظن بربهم، لذا قال عنهم: (... وَأُولَٰ-;-ئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ...), وعدم التخصيص يعني التعميم: (... وَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 88), ومن تلك الخيرات: (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...)، لا يفوتهم نعيمها بالنفاد، ولا يفوتونه هم بالموت، بل: (... خَالِدِينَ فِيهَا ...)، في حياة أبدية، وبلا شك: (... ذَٰ-;-لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 89). هذا حال المنافقين في المدينة، فما حال الباقين الذين يقطنون حول المدينة؟

ثم جاء بعض الأعراب ينشدون إيجاد قبول لأعذارهم،، فقال تعالى فيهم: (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ ...), ويبينون ضعفهم وعدم قدرتهم على القتال، وهناك آخرون، لم يكلفوا أنفسهم حتى المجيء وتقديم أعذارهم، كفراً وتكذيباً لله ولرسوله،، فقال فيهم: ( ... وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...), لذا توعد الله الذين كفروا منهم ما يستحقونه من العذاب، قال: (... سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 90). وبين أن هناك الكثير من الأعذار الحقيقية والتي يقبلها الله ورسوله ويعذر أصحابها، فقال معدداً هؤلا: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ ...), في أبدانهم، (... وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ-;- ...), الذين لم يقعدهم سوى المرض، (... وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ ...), من الفقراء والمحتاجين أي: (... حَرَجٌ ...), بشرط أن ينصحوا غيرهم ويحرضوهم، قال: (... إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ...), فهؤلاء قد قدموا إحساناً بقدر ما يستطيعون: (... مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ...), ومن وقع منه التقصير غير المقصود: (... وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 91).

وهناك صنف آخر رفع الله عنهم الحرج، من أولئك المخلصين الذين جاءوا إلى رسول الله بأنفسهم ويطلبون إعدادهم وتجهيزهم للخروج معه، لأنهم لا يملكون ما يعدون به أنفسهم لفقرهم،، قال فيهم: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ...), وهم حريصون أن يشاركوا إخوانهم المجاهدين في هذا الفضل، ولكن الرسول لم يكن يملك ما يحملهم عليه، فإعتذر لهم: (... قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ...), فكانت هذه حسرة عليهم وحذن حتى أبكاهم،، فقال تعالى: (... تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ...), لأنهم لا يملكون ما يقدمونه من إنفاق ولم يتمكنوا من الخروج بمساعدة غيرهم، فكان حزنهم: (... أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ 92)، فهولاء لا حرج عليهم ولا سبيل، ولكن هناك آخرون هم الأولى بهذا الحرج والسبيل،، فقال عنهم: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ...)، لا عذر لهم على تخلفهم بالمال إن لم يخرجوا بأنفسهم، ولا يتأتى ذلك من مؤمن أبداً: (... رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ...)، أيضاً: (... وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ ...)، ظناً منهم أنهم ناجون،، (... فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 93). هذا هو الموقف قبل الخروج،، فما هو موقفهم بعد العودة من الخروج؟؟؟

أولاً: هؤلاء المنافقين الخوالف، يحاولون تجميل ما أقدموا عليه من تخلف، عندما يجدون أن المجاهدين رجعوا سالمين على عكس ما توقعوا ورجوا، فيحاولون إخفاء سوآتهم ومخازيهم: (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ...), مخادعة ومراوغة، (... قُل لَّا تَعْتَذِرُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ ...), فلا تحاولوا،، (... قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ...), فأمركم مفضوح ولا يمكن ستره، (... وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ...), هذا خذي الدنيا،، (... ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ...), هو أعلم بما في نفوسكم من صدق وكذب، لأن الرسول والذين معه لا يعلمون الغيب: (... فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 94). ولكن،، إمعاناً منهم في المخادعة والكذب: (سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ ...), بأنهم معذورون لعدم خروجهم: (... فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ...), ولا تستمع إليهم: (... إِنَّهُمْ رِجْسٌ ...), وقد إنتهى أمرهم عند ربهم، (... وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ...), هم سعوا إليها بإختيارهم، فوفاهم الله أياها: (... جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ 95), لم تكن حليفتهم عن إيمان، وإنما ليرفعوا عن أنفسهم الحرج، تزييناً لصورتهم أمامكم،، (يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ...), وحتى لو إستطاعوا أن يحصلوا على هذا منكم: (... فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ ...), لن ينفعهم عند الله شيئاً: (... فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ-;- عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ 96).

من هم الأعراب، وما شأنهم هنا في هذه السورة الكريمة؟
الأعراب هم سكان البادية، الذين هم حول المدينة (البدو)،، قال الله فيهم "من حيث الكفر والنفاق": (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ...)، لعل ذلك مرده إلى البيئة البدائية الخشنة التي يعيشونها وخلو وجدانهم من بقية عقيدة سماوية (حنفية، يهودية، نصرانية)، ويغلب عليها الجهل والأمية والخلفية الدينية الوثنية،، فقال فيهم: (... وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ-;- رَسُولِهِ ...)، لغياب أدوات العلم والمعرفة لديهم: (... وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 97)،، ولكن مع ذلك لم يضع كل البيض في سلة واحدة،، ولم يصدر عليهم حكماً جامعاً وإنما صنفهم تصنيفاً عادلاً، بأن جعلهم – من حيث المعتقد - صنفين:
الصنف الأول،، يظن أن الزكاة التي يدفعها عبارة عن "غرامة" وخسارة هو غير راضٍ بإخراجها، ومغبون فيها، لذا قال الله فيه: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا ...), فيحقد على الرسول والمؤمنين حقداً شديداً، ويتربص بهم، متمنياً لهم كل شر،، (... وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ...), ولكن الله قد توعدهم بأن السوء إنما ستدور دائرته عليهم هم،، فقال: (... عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ...), فلا يظنون أن ما يحيك في صدورهم من غل بِخَافٍ عن الله تعالى: (... وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 98).

والصنف الثاني، عكس الأول تماماً، سِمَتُهُمْ الإيمان وسلوكهم منضبط بحب الله ورسوله وطاعتهما،، لذا قال فيهم: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ...), إيماناً حقيقياً صادقاً: (... وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ ...), ليرضى عنهم، ثم ليتحروا بها دعوات الرسول التي إعتاد أن يدعو بها للمحسنين وللمتصدقين،، فقال: (... وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ...), فهم بلا شك قد أصابوا الإختيار وربح بيعهم، حيث قال تعالى مؤكداً: (... أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ...), وما دامت ذلك كذلك، (... سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ...), والذي يدخل في الرحمة، له أن يطمع في المغفرة: (... إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 99).

ثم تحدثت السورة الكريمة عن المهاجرين والأنصار:
فقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ ...), الصفوة (... مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ ...), من وفقه الله تعالى لطريق الحق والصدق،، (... وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ...), وإنتهجوا منهجهم القويم،، (... رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ...), لإخلاصهم وصدق إيمانهم ورسوخه،، (... وَرَضُوا عَنْهُ ...), لتوفيقه لهم ومَنِّهِ عليهم بنعمة الإيمان التي ذاقوا حلاوتها وأثرها في توفير إستقرارهم النفسي والفكري المتميز، (... وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ ...), جزاءاً من ربك عطاءاً حساباً: (... خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ...), فلا شك في أن: (... ذَٰ-;-لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 100).

فبعد أن فَصَّلَ كل ما للأعراب وما عليهم بصفة عامة، خصص منهم ثلاث أصناف من الذين هم حول المدينة، ومَنْ بالمدينة نفسها:
1. الصنف الأول، قال فيه: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ ...)، منهم (... مُنَافِقُونَ ...)، أيضاً: (... وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ...)، كل هؤلاء وأولئك جميعاً: (... مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ...)، وبالطبع، أنت لا تعلم الغيب لذلك: (... لَا تَعْلَمُهُمْ ...)، ولكن هل يخفى أمرهم عن الله؟؟؟ بالطبع لا، بل: (... نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ...)، فلا تقلق ولا تحمل همهم: (... سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ...)، في الدنيا: (... ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- عَذَابٍ عَظِيمٍ 101)، يوم القيامة،
2. الصنف الثاني أخف حالاً من المنافقين المردة السابقين،، فقال فيهم: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ...), وهذا فضل كبير، وخطوة إيجابية ثابتة للأمام: (... خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ...), وهذا حال الكثيرين من الناس، الذين يعرفون أنهم مخطئون ومع ذلك يقعون في الخطأ والذنب لضعف فيهم وتغلب الشهوات والأسوة السيئة والشيطان عليهم وليس لعدم إيمان أو مخافة الله،، فمثل هؤلاء الله يعلم بما يختلج في نفوسهم وصدورهم،، لذا فأمرهم موكول إليه وهو مخير فيهم: (... عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ...), ألَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيْفُ الخَبِيْرُ؟؟؟ (...إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 102). مثل هؤلاء يحتاجون إلى شيء من الإصلاح، والعناية الخاصة، والتذكرة "بالترغيب والترهيب"،، من هذه المعالجات الناجعة الفعالة: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ...), تنفقها على ألفقراء والمساكين والمحتاجين: (... تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ...), وأدعوا لهم بخير: (... وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ...), لأن دعائك لهم سيثلج صدورهم ويذهب روعهم ويقوي أملهم في التوبة والمغفرة من الله: (... إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ...), فالله يسمع لصلاتك ودعائك لهم ويعلم ما تختلج به صدورهم: (... وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 103). (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ...), هل لديهم شك في ذلك؟ ثم: (... وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ...), ويقبلها عنده ويجزي بها وعليها؟ (... وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 104)؟؟؟

إذاً،، طمئنهم وحثهم على الخير: (وَقُلِ اعْمَلُوا ...)، وأحسنوا ظنكم بالله تعالى، وثقوا بأنه لا يضيح عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى: (... فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ...)، حتى المؤمنين سيُكْبِرُوْنَ ويقدرون عملكم هذا، بجانب رسوله، (... وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ...)، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء،، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور: (... فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 105).
3. و الصنف الثالث، قال فيه: (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ ...), لا يعلم مصيرهم إلَّا الله تعالى، ( ... إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ...), فهذا موكول لعلمه وتقييمه لأعمالهم، والله لا يظلم الناس شيئاً ولا يبخس أعمالهم: (... وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 106). ألم تسمع قوله تعالى في سورة النساء (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ - « إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ » - وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا 147).
4. هناك صنف رابع خبيث، من بعض الأنصار الذين بنو مسجد ضراراً وكفراً، بأمر من الفاسق عدو الله أبو عامر الراهب، لعمل فتنة وتفرقة بين المسلمين،، لذا قال عنهم: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ...), ليس لعبادة الله،، وإنما: (... ضِرَارًا ...), لنشر الفتنة: (... وَكُفْرًا ...), لأن مؤسسه عدو لله ومحارب لرسوله: (... وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ...), لإنفسامهم، ثم إعداده "مرتقباً" يراقبون من خلاله أحوال المؤمنين إستعداداً لقتالهم بالجيش الذي ذهب أبو عامر الفاسق لجلبه من قيصر ملك الروم: (... وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ...), ومع ذلك يحاولون إخفاء حقيقة نواياهم الخبيثة بالحلف الكاذب ويَدَّعُونَ بأن قصدهم خيراً. (... وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ-;- ...), ولكن هيهات،، (... وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ 107), وقد دعوا الرسول ليصلي بهم فيه، ولكن نزل الوحي عليه فأخبره بحقيقة ذلك المسجد الضرار، ونهاه الله من الصلاة فيه،، قال: (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ...), لأنه مسجد ضرار، (... لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ-;- مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ...), كمسجدك والمساجد الأخرى (... أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ...), لأن: (... فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ...), وليس مثل هؤلاء الرجس الأنجاس: (... وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ 108). ويستهجن هذا الفكر الفاسد فيقول: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ «عَلَىٰ-;- تَقْوَىٰ-;- مِنَ اللَّهِ» وَ « رِضْوَانٍ » -- «« خَيْرٌ »» -- «« أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ-;- شَفَا جُرُفٍ هَارٍ »» فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ...)؟؟؟ (... وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 109). ولكن الواقع أنه: (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ...), فبات حسرةً عليهم وقد أثقل على قلوبهم: (... إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ...), بهذا الغل والإحباط والحسرة (... وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 110).

ما هو الجهاد في سبيل الله؟
الجهاد: في أدبيات الإسلام هو "بذلك الجهد" بالنفس وبالمال، للوقوف في وجه الظلم والظالمين والمعتدين، لإجبارهم على رفع أيديهم عن المظلومين والمضطهدين والضعفاء والمستضعفين،، ولن يكون هذا الجهاد في سبيل الله "حقيقةً" إن تضمنه أي خاطر أو أمل في أي عائد دنيوي مادي أو معنوي شخصي للمجاهد. لأن الجهاد في سبيل الله هو "التطبيق العملي للإيمان"، إذاً،، لا يكون الإيمان خالصاً إن تضمنه مثقال ذرة من شرك،، وبالتالي على المجاهد في سبيل الله أن يكون مستثمراً معه للحياة الآخرة الأبدية، ولا يسعى أو يفكر في عائد دنيوي يعود عليه،، ولكن هذا لا يمنع أن يأخذه إن جاء دون قصد منه. فالنفس والمال منحة من عند الله تعالى بدون مقابل،، ولكنه لا يأخذ ما أعطاه لعبده أو يسترده مرة أخرى،، ولكنه يعرض عليه الثمن المجزي بأن يقدم مطمئناً على الإنتصار للحق والعدل إينما وجد حتى لو كان الثمن حياته أو ماله أو الإثنان معاً،، وقد ضمن له البديل المغري.

قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ « اشْتَرَىٰ-;- مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم -- « بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ » -- يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -- فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ...), مقاتلةً، يستوي فيها الطرفان، ولكنها مشروطة من جانب المؤمن بأن لا يكون هو المعتدي، ولا أن يكون متسبباً في هذه المقاتلة بأي قدر، فإن إنتهك هذا الشرط لن يكون القتال في سبيل الله وبالتالي سيجلب على صاحبه غضب الله بدلاً عن رضاه: (... وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا ...), لم يكن ذلك فقط في القرآن الكريم،، وإنما في كل الكتب السماوية: (... فِي « التَّوْرَاةِ » وَ « الْإِنجِيلِ » وَ « الْقُرْآنِ » ...), هذا عهد من الله مباشر: (... وَمَنْ أَوْفَىٰ-;- بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ...)؟ إذاً جاهدوا في سبيل الله "إستثماراً" رابحاً: (... فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ...), والعائد مضمون ومجزي ومغري: (... وَذَٰ-;-لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 111). فالمؤمنون الذين إشترى الله تعالى منهم أنفسهم وأموالهم هم: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ ...), (... الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ...), كل ما هو معروف: (... وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ ...), بكل أنواعه وأشكاله: (... وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ...), وأهمها الشرك والظلم والقتل: (... وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 112)، الذين إلتزموا المنهج وإرتضوه وعملوا بمقتضاه .

ثم بين مغبة الإستغفار للمشركين، مهما كانت صلة القرابة منهم،، فقال: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ-;- - مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ 113). وحتى لا يلتبس الأمر على الناس فيظنون أن إبراهيم "خليل الرحمن، الأواه الحليم" قد إستغفر لأبيه آزر، أو أن يكون قد غاب عنه "التحذير من الإستغفار للمشركين"، ولكنه كان مجرد وفاء لوعد لأبيه قطعه على نفسه، قبل أن يتبين له أنه عدو الله،، فقال تعالى في ذلك: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ - فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ - إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ 114).

هناك الكثيرون ممن يظنون أن الله تعالى يضل الناس،، وذلك لجهلهم بمنهج الله تعالى،، ولكنهم لو فكروا قليلاً لأدركوا خطأهم الفادح،، فإذا كان الله تعالى يريد أن يضل الناس، فلماذا إذن يرسل الأنبياء والرسل من الإنس والملائكة؟ ولماذا يرسل كتباً مقدسة من السماء؟؟؟ حقيقةً: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ ...), وإنما يراقبهم، ويرشدهم ويحذرهم عبر الأنبياء والمرسلين والكتب المفصلة من عنده، ويصبر عليهم ويمهلهم مرات ومرات ويذكرهم بما حدث للذين من قبلهم وماذا كان مصيرهم،،، الخ: (... حَتَّىٰ-;- يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ...), فإذا إستمروا على ما هم عليه من الفساد والضلال الذي يتخطى أنفسهم إلى غيرهم وما حولهم،،، فهل مثل هؤلاء أضلهم الله أم أنهم هم الذين سعوا إلى الضلالة وأصروا عليها، فإستغنى الله عنهم: (... إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 115). (إِنَّ اللَّهَ « لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » « يُحْيِي وَيُمِيتُ » « وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ » 116). (لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ 117).

فلننظر إلى هذه الصورة الرائعة التي هي بمثابة "دراسة حالة"، توضع معايير الإبتلاء والتمحيص والتربية الإيمانية الدقيقة من الله تعالى، تلك هي حادثة ثلاث من أصحاب رسول الله تخلفوا عن الجهاد فكان حالهم كما يلي:
قال تعالى: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ-;- إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 118). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ 119). (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 120), (وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 121)، (وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 121)، (وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 121).
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ 122).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ 123), (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰ-;-ذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ 124), (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ-;- رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ 125)، (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ 126), (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ-;- بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ 127). (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ 128), (فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 129). صدق الله العظيم
هذه هي سورة "التوبة" عرضناها بكاملها على القراء، وتتبعنا تفصيلها الدقيق في تحديد هوية كل فرد من البشر بحيث يستحيل "أقول يستحيل" أن تجد صنفاً في الوجود من البشر لا يوجد توصيفه بالكامل في هذه السورة المعجزة. وقد قصدنا من عملية إستجواب السورة للرد على كل الإفتراءات والفريات التي حاول الجهلاء والمغرضون إلصاقها بها ولكن هيهات هيهات ثم هيهات. ليس هذا العرض هو الغاية النهائية،، ولكنه كان هاماً كمرجع مفصل للقراء والمراقبين المخلصين للدراسة والتحليل الذي سنقدمه لهم في شكل خلاصة تحت عنوان (تكذيب فرية آية السيف الناسخة)، التي تحسم أمر فرية "آية/آيات السيف" المذعومة ثم فرية "النسخ" الكاذبة المجحفة الظالمة، وسنثبت أن التصور الذي بنيت عليه "باطل" من أساسه، وذلك بالدراسة والتحليل والحوار.

التحية للقراء الكرام.

بشاراه أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل ياتي الحياد بعد اليقين؟؟؟.
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 2 / 18 - 08:00 )
كاننا والماء من حولنا *** ناس جلوس حولهم ماء
الاخ الكريم اول مقال ابتدات بقرآئته هو مقالك هذا وعند وصولي الى عبارة.. اقتباس:
.....على الرغم من أنهم هم ( اي الصحابة ) الصفوة والسلف الصالح،
انتابني غثيان فهرعت الى المرحض لاقذف في ما بطني.بعد ان استقرت حالتي تذكرت باني كتبت تعليقا على احد مقالاتك في الرد على احمد حسن البغدادي والذي قلت فيها عن الرسول:
.... فهو لدينا أغلى من أنفسنا وأهلينا وأولادنا والدنيا بكاملها لا تسوى عندنا قلامة أظافره الشريفة... انتهى الاقتابس
فاذا كانت الدنيا بكاملها لا تساوي قلامة اظافره الشريفة ـ مع ان قلامة اظافره يدفنها في التراب ولا تفيد احدا ـ وبعد قرآءتي لهذا الاعتراف سالت عقلي ماذا عساني ان افعل هل اواصل القرآئة ام اتريث؟؟.قال لي عقلي تريث لتعيد توزانك اولا لان من يعتقد هذا الاعتقاد فلا بد ان يفتح عينيه للقشة التي في عين غيره ويتعامى عن القذى الذي في عينيه.فاذا الدنيا بانهارها وغاباتها وواحاتها وجبالها وسهولها لا تساوي قلامة اظافر من نطق بهذه السورة فاي نقاش حولها هو العبث بعينه.لو سالت امي :ما رايك في ابنك فهد ؟؟. ما ذا تتوقع من الاجابة؟؟.


2 - هل ياتي الحياد بعد اليقين؟؟؟ ـ تابع
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 2 / 18 - 08:06 )
اخي الكريم اتمنى عليك ان تكتب لنا مقالا عن الصفوة والسلف الصالح كي يطمئن قلبي لاني قرات مقالا لـ الكاتب المصرى أسامة أنور عكاشة : بـ عنوان
هؤلاء هم الرجال الذين اسسوا الدولة الاسلامية , فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا ... لنرى مع بعض من انجبن البغايا؟ !
حمامة ام ابي سفيان : جدة معاوية صاحبة علم
امنة بنت علقمة بن صفوان ام مروان بن الحكم جدة عبد الملك بن مروان
النابغة سلمى بنت حرملة وقد اشتهرت بالبغاء العلني ومن ذوات الاعلام وهي ام عمرو بن العاص بن وائل
مرجانة بنت نوف وهي امة لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يصلها سفاحا العديد من الرجال من بينهم زياد ابن ابيه فباعها عبد الرحمن وهي حامل من الزنا .
هند بنت عتبة وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية هي زوجة ابي سفيان , وابنها معاوية يعزى الى اربعة نفر غير ابي سفيان,
ميسون بنت بجدل الكلبية هي ام يزيد بن معاوية , كانت تاتي الفاحشة سرا مع عبد لابيها ومنه حملت بيزيد.
هذا غيض من فيض واتمنى ان لا يكون بين الصفوة ممن جاء من سفاح كما واتمى ان تكتب نبذة على التاريخ المشرف لكل واحد حتى يكون افتخار المسلمين في محله (خير امة اخرجت).


3 - اغلظ ,اكفهر ,ازجر ,ابصق
سالم المولى ( 2014 / 2 / 18 - 10:51 )
الله يطلب من خلْقهِ ان يتصفو بابشع الصفات وممارسة اقذر نوع من المعاملات مع البشر. -واغلظ عليهم- تعني الجهاد باللسان وشدة الزجر والتغليظ واكفهر في وجوههم .الغلظ هو نقيض الرأفة ، وهي شدة القلب على إحلال الأمر وخشونة الجانب . وباجماع العلماء ان هذه الآية نسخت كل شيء من العفو والصلح والصفح .


4 - براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
بشاراه أحمد ( 2014 / 2 / 18 - 19:16 )
الأخ فهد العنزي

أولاً: في تعليقك السابق وقفت عند نقطتين أساسيتين هما:
1. تساؤلك عن سبب إدراج مقالي تحت عنوان (العلمانية، والدين السياسي ...)، وقد رددت عليك على الفور وبينت لك السبب، وأنني سأتصدى لكل الشبهات المفبركة التي حول الإسلام، وسأكشف زيفها بمرجعية القرآن الكريم.
2. أرسلت لي تحية جادت بها نفسك، فإعتبرتني الأكثر تخلفاً من -أبي لهب وأمية بن خلف- لأنني إمتدحت من إمتدحه الله تعالى نفسه،، ولكنني تجاهلت التعليق على هذا الوجدان فتركت الحكم فيه لعالم الغيب والشهادة فهو حسبنا جميعاً.
3. أما الرفق بعقلك فهذه مهمتك أنت وليست مهمة الآخرين فالأجدر بك أن ترفق به.
يا عزيزي،، إن تعليقك السابق لا يحتاج منك إلى مزيد من الإيضاح، فقد كان واضحاً للغاية،، دعك الآن من الغثيان، والمرحاض وغسيل المعدة، فإن كانت حالتك قد إستقرت حقاً فإعلم أننا لسنا بصدد سيناريو مسرحي أو مقال أدبي،، نحن في حضرة كتاب الله تعالى، فيمكن أن يكون لك موقف من الذي قلناه وهذا حقك، أما أن تعكس ما بداخلك لتسمم به وجدان الآخرين فهذا يتعارض تماماً مع روح الحوار والسلوك الإنساني، فأنا أرى قلامة أظافر النبي الكريم لها قيمتها فما يضيرك؟


5 - براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
بشاراه أحمد ( 2014 / 2 / 18 - 19:32 )
فهد العنزي ... تتمة1:
عبارة -قلامة أضافره- تلك إنما نقولها لنعكس بها تقديرنا لرسول الله ولمقامه عندنا، وليس كما تظن ولكن حباً في شخصه الذي أحبه الله نفسه. وأنت ترى أن قلامة أظافره يدفنها في التراب ولا قيمة لها ولا تفيد أحداً لعله -تقليل لشأنه-، إذاً،، فلا تفرض وجدك ووجدانك ومشاعرك الخاصة على الآخرين

فما دام أنك قد إستمعت لعقلك وتريثت ولم تقرأ سوى النذر اليسير من الفقرة الأولى من الموضوع وأصابك ما أصابك من غثيان أفرغ ما في جوفك، فهذا يعني أنك لم ولن تقرأ الموضوع وأنصحك أن لا تفعل حتى لا تضطر إلى غسيل المعدة وأعراضه الجانبية. وقد لا تجد ما يسعفك من المفردات بالقاموس المحيط لتختار منه الكلمات الجارجة للآخرين مثل: (التعامي،، والقذى،،،،), وأسلوب الإستخفاف والسخرية والتجريح والهجوم على الآخرين غير المبرر. فهذه الأشياء الصغيرة لا تعني شيئاً بالنسبة لنا شيئاً، ولن نقف عندها كثيراً، ولن نتركها تؤثر على توجهنا الذي قصدنا منه -تمليك القراء الحقيقة كاملة من مصادرها- بمسئولية،، ولا يهمنا من يؤيد أو يعارض، فهذا حصاد شخصي، يقول الشاعر - لسان الفتى نصف، ونصف فؤاده،، فلم يبق إلا صورة اللحم والدم


6 - براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
بشاراه أحمد ( 2014 / 2 / 18 - 19:36 )
الأخ فهد العنزي ... تتمة2

الموضوع الذي كتبه ذكل الروائي لا يستحق أن يعلق عليه أحد بمقال محدود، بل فقط ببعض العبارات المفحمة،، فنقول:
1. إن لم يكن البغي متفشياً في المجتمع الجاهلي، فما المبرر -لوئد البنات أحياءاً-؟؟ وما هو الداعي لمجيء للإسلام في الأساس؟؟
2. إن لم تكن عبادة الله في الأرض قد إنتهت تماماً وإنتهت من الأرض كل القيم الإنسانية فما الداعي لإرسال خير ولد آدم لهم بشيراً ونذيرا؟؟؟
3. هذا الذي يكتب عن البغايا في الجاهلية الأولى،، فهل يستطيع أن يذب عن نسبه الذي ينحدر منه هذه التهمة ويقيم على ذلك الدليل، ويجزم بسلامته؟؟؟ خاصة وأنه في عصر الجاهلية الآخرة التي تجسدها الحضارة الغربية المقذذة المنتنة، المطلة بوجهها القبيه على شرقنا الأوسط؟؟؟

4. الصحابة جاءوا من جاهلية،، ولكنه إستطاع أن يحول من هذا الركام صفوة يمتازون بالعفة والأمانة والرقي، لذا أسسوا -المجتمع الإسلامي-، أما الدماء فهذه ليست عمل الإسلام ولكنه عمل الإنسان المدعي الإسلام. فلو أخذنا مثلاً عمر بن الخطاب في الجاهلية -وئد إبنته حية-، و -أكل صنم له من العجوة- حين جاع. ولكن من هو عمل الفاروق ... بعد الإسلام؟؟؟


7 - براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
بشاراه أحمد ( 2014 / 2 / 18 - 20:01 )
الأخ فهد العنزي ... تتمة3

السؤال المهم الذي على أسامة أنور عكاشة أن يجيب عنه إن كان يملك الجواب والجرءة
1. ترى هل فرع أسلافه الذين ينحدر منهم يتمد إلى -الصحابة الكرام- الذين أسسوا المجتمع الإسلامي التقي النقي الطاهر، أم أنه يتجاوز هذا الجيل إلى أحد فروع -الجاهلية الأولى- فيكون مشرِّفاً له وجدير بإعتزازه؟؟ أم أنه ينحدر من الجاهلية الأولى التي سبقت الإسلام، ويلتقي بالجاهلية الآخرة التي نبذت الإسلام؟،، فأحق به أن يكتفي بما هو عليه من مآخذ

فأما فرع الصحابة فقد إنتهى فيه البغاء والوئد إلى غير رجعة، وقد كان ميراثاً ثقيلاً آل إليه من الأمم السابقة للإسلام والتي أخفقك في أن ترتقي بالإنسان وتعيده إلى الفطرة السليمة ، تلك الأمم التي زهدت في العفة والتقوى والأمانة،، وأما إن كان ينتمي وينحدر من أحد فروع الجاهلية الأولى، ومن سلالتهم وذرياتهم فعليه وأمثاله أن يلزموا الصمت، فلا أرى أن هناك شيء يجعلهم يزهدون في ما إرتضاه وإستساغه وإمتهنه سلفهم ،، ما دام بيتهم من زجاج ...

رجاءاً،، خذ الثمار وخلي العود للنار

نشكرك على تعليقاتك الكريمة


8 - براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
بشاراه أحمد ( 2014 / 2 / 18 - 20:03 )
الأخ فهد العنزي ... تتمة3

السؤال المهم الذي على أسامة أنور عكاشة أن يجيب عنه إن كان يملك الجواب والجرءة
1. ترى هل فرع أسلافه الذين ينحدر منهم يتمد إلى -الصحابة الكرام- الذين أسسوا المجتمع الإسلامي التقي النقي الطاهر، أم أنه يتجاوز هذا الجيل إلى أحد فروع -الجاهلية الأولى- فيكون مشرِّفاً له وجدير بإعتزازه؟؟ أم أنه ينحدر من الجاهلية الأولى التي سبقت الإسلام، ويلتقي بالجاهلية الآخرة التي نبذت الإسلام؟،، فأحق به أن يكتفي بما هو عليه من مآخذ

فأما فرع الصحابة فقد إنتهى فيه البغاء والوئد إلى غير رجعة، وقد كان ميراثاً ثقيلاً آل إليه من الأمم السابقة للإسلام والتي أخفقك في أن ترتقي بالإنسان وتعيده إلى الفطرة السليمة ، تلك الأمم التي زهدت في العفة والتقوى والأمانة،، وأما إن كان ينتمي وينحدر من أحد فروع الجاهلية الأولى، ومن سلالتهم وذرياتهم فعليه وأمثاله أن يلزموا الصمت، فلا أرى أن هناك شيء يجعلهم يزهدون في ما إرتضاه وإستساغه وإمتهنه سلفهم ،، ما دام بيتهم من زجاج ...

رجاءاً،، خذ الثمار وخلي العود للنار

نشكرك على تعليقاتك الكريمة

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran