الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندنا جار

محمود جلال خليل

2014 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعلن وزير الأوقاف مختار جمعة انه يستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه أمام وطنه والمسلمين جميعا بعد أن نص الدستور الجديد على ان الازهر هو المسؤول الاوحد عن نشر الدعوة الإسلامية، وعلوم الدين واللغة العربية في مصر , وإنه لا نية لتراجعه عن قرار ضمه المساجد الأهلية إلى الأوقاف وأنه سيعمل من اليوم على نشر توعية الناس بالاسلام الوسطي الذي تميز به الازهر على مدار القرون , ورصد ميزانية لاعادة ترميم المساجد وتأهيل الدعاة وتكثيف النشاط الدعوي لمؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، خاصة في القوافل الدعوية المشتركة، ولم يوضح الوزير في تصريحاته لوسائل الاعلام او الفضائيات الفروقات الجوهرية والشكلية بين الاسلام الوسطي وغيره من الاسلام الاخواني او السلفي او الجهادي الذي شبت وتربت عليه الاجيال الحالية ولا تعرف غيره , ماهي اصول وثوابت أو معالم هذا الاسلام الوسطي وكيف يمكن للسامع في خطبة الجمعة او وسائل الاعلام التفريق بينه وبين الاسلام السلفي الجهادي او الاسلام الوهابي التكفيري مثلا , فالذين انتموا لهذه الجماعات التي تعرف بجماعات الاسلام السياسي توجهوا اليها واعتنقوا فكرها بالكتاب والسنة والذين اعتنقوا الفكر الصوفي مثلا – وهو النقيض من هذه الجماعات – اعتنقوه بالكتاب والسنة ايضا , بل ان الذين تركوا هذا كله واختاروا المذهب الجعفري انتقلوا اليه ايضا بالكتاب والسنة , ثم من الذين سيعرف الناس بالاسلام الوسطي ومن الذين وكّل اليهم هذه المهمة القومية الحساسة , هل هم الدعاة العاملون في وزارة الاوقاف وتحت مباشرة ورعاية السيد الوزير نفسه , فكم عددهم وما هي توجهاتهم , اذا علمنا ان منهم من ينتمي قلبا وقالبا الى هذه الجماعات ومازالوا حتى اليوم يدافعون عن قياداتهم بل وخرجوا في مظاهرات عديدة ضد الحكومة الحالية وضد شيخ الازهر ومفتي الجمهورية السابق والحالي بزيهم الازهري المعروف امام مشيخة الازهر وفي جامعة الازهر وفي ميدان التحرير نفسه , فاليوم وبعد مرور عدة اشهر على هذه القرارات لم يتغير شئ فالمساجد هي المساجد والخطبة المنبرية التي كنا نسمعها قبل سنوات هي نفس الخطبة التي نسمعها اليوم عشوائية مرتجلة ومكررة والاشخاص هم الاشخاص بملابسهم البدوية واصواتهم المتشنجة العصبية .... , ويكفي ان تمر على بعض المساجد اثناء خطبة الجمعة لتعلم ان شيئا لم يتغير وان الامور باقية كما هي , بل وانت جالس في بيتك ستاتيك اصوات ميكروفونات المساجد المجاورة بوضوح من خلف الجدران والابواب والنوافذ , فهؤلاء لا يهتمون بشئ مثل اهتمامهم باستمرار تواجد اصواتهم وترددها على مسامع الناس حتى يقر في الآذان والاذهان انهم هم حملة الاسلام والدعاة اليه وليس غيرهم وان الاسلام لا يسمع الا منهم وباصواتهم عملا بالمثل القائل الزن على الودان امر من السحر , لماذا لم يصدر وزير الاوقاف قرارا بازالة الميكروفونات ومكبرات الصوت من المساجد والتشديد على الا يخرج صوت خارج حدود المسجد سواء في آذان او اقامة او صلاة , لماذا لا يلتفت وزير الاوقاف الى مئات الشكاوى التي قدمها الموطنون الى وزارته خلال السنوات العشر الاخيرة ومافبلها تطالب بمنع هذه المكبرات وحظرها من المساجد , هل الوزير بحاجة الى يذكره او يلفت نظره لهذا الامر الهام الذي يتصادم مع احكام الشريعة ونصوص الكتاب والسنة ؟ الا يعلم الوزير المختص ان للجارحق وان المجاورين للمساجد فيهم الشيخ المسن المضطرب في نومه والموظف الذي يعمل صباحا ومساء ويريد ان ينعم ببضع ساعات من النوم والهدوء في منزله وفيهم الطالب الذي يحتاج إلى الدراسة والمذاكرة ومنهم الطفل الرضيع وغيرهم , الم يأمر الله تعالى المؤمنين في صلاتهم ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ) الم ينهى الله عن رفع الصوت وشبهه باصوات الحيوانات ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر لصوت الحمير ) الم يطلع هؤلاء على ماجاء في تفسير الآية ( لوكان هناك خير في الصوت العالي ماشبهه الله تعالى بصوت الحمير ) , الم يطلع السيد الوزير على راي الطب في الصوت العالي والتلوث السمعي الذي انتشر في مجتمعاتنا هذا يتبعه أضرار بالغة بالإنسان مما يؤثر عليه صحياً ونفسياً واجتماعياً مما يفوق احتمال النفس البشرية حيث تشير البحوث أنه عندما تزداد الضوضاء عن 110 ديسيبل تحدث ألم شديد بالأذن مما يؤدى إلى اختراق حاجز الأمان للجهاز السمعى ويؤدى إلى أضرار قد تصل إلى فقدان تام للسمع سواء على المدى القريب أو المدى البعيد. كما أثبتت التقارير العلمية أن للضوضاء علاقة مباشرة باستثارة الجهاز العصبي والتأثير علي القلب والأوعية الدموية والغدد ومراكز الإحساس وتؤثر علي القدرة علي التركيز وكفاءة الأداء في العمل.
وذكرت الهيئات الدولية أن مستويات الضوضاء المناسبة لأداء الوظائف الطبيعية لجسم الإنسان تتطلب مستوي من الصوت لا يزيد علي 60 ديسبل.
ان الاسلام الذي جاء به خير خلق الله (ص) هو اسلام الادب والاخلاق والاحساس بالآخرين واحترام حقوقهم وادائها اليهم والى ان يتعلم هؤلاء دين الله الحق فان من حقنا الا نسمع اصواتهم وصراخهم لئلا يزيد ذلك من اشمئزاننا وكراهيتنا لهم ومن على شاكلتهم










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالك كالأذان !
محمد بن عبد الله ( 2014 / 2 / 18 - 10:18 )
تؤذن في مالطا يا سيدي المحترم المتزن العاقل الحكيم

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24