الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
محطات موجزة من سيرة عائلة الفقيد حسين سلطان صبي **
خالد حسين سلطان
2014 / 2 / 18سيرة ذاتية
إرتبطت حياة عائلة حسين سلطان بحياة الحزب الشيوعي العراقي منذ بداية تكوينها في مدينة النجف الأشرف لذلك تعرضت الى انواع المراقبة والمتابعة والمضايقات والأعتقال وكثيرا ماكانت تداهم دارهم من قبل الأجهزة الأمنية عند إشتداد الخناق على الحزب. وعانت كذلك من ضيق العيش في أغلب الأوقات حالها حال غالبية عوائل المـناضلين الشيوعيين .
* في عام 1957 أُعتقلت والدة حسين سلطان أثناء وجودها في أحد البيوت الحزبيه وبقيت رهن الأعتقال لما يقارب (9) أشهر وهي امرأة مسنة وكان لها ولد وحيد هو ( حسين ) .
* بعد هروب حسين سلطان من السجن عام 1967 وبعد الكونفرانس الثالث للحزب، نُسب للعمل في بغداد لذلك إضطرت العائلة للأنتقال الى بغداد في أواسط عام 1968 وقبل إنقلاب 17 تموز وتنقلت بين عدة بيوت في مدينة ( الثورة ) ليستقر بها المقام في بيت العائلة في حي جميلة منذ عام 1970 ولحد الآن .
* في أوائل نيسان عام 1982 أعتقلت عائلة حسين سلطان من دارها من قبل أفراد الأمن حيث نقلوا الى مديرية الأمن العامة وبعد قضاء ما يقارب الساعتين وبدون أي إجراء أو تحقيق أخذت صورة لكل فرد منهم ثم نقلوا الى معتقل الفضيلية في أطراف بغداد حيث يدار هذا المعتقل من قبل الشرطة وسُلِموا الى إدارة السجن. وبعد إسبوع حضر أحد أفراد الأمن العامة ليسجل لكل فرد منهم صحيفة أعماله . وبقوا على هذه الحال مع بقية العوائل المحجوزة والتي من ضمنها عوائل كردية من كردستان وكذلك عوائل لبعض الجنود الذين هربوا الى ايران من جبهات القتال أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية، بالاضافة الى عوائل شـــيوعية إلتجأ أحد أفرادها الى خارج العراق. وسجن الفضيلية مكون من قسمين الأول للرجال والثاني للنساء وهنالك عدد من الأطفال محتجزون مع أمهاتهم .
وبعد مضي ما يقارب الشهرين حضر اثنان من ضباط الأمن العامة وطلبونا للمقابلة وأخبرونا بأنه سوف يطلق سراحنا وذلك بـ ( مكرمة ) من القائد صدام وما علينا الا أن نجهز أنفسنا بعد يومين لمقابلة شخصية مهمة وبعدها يطلق سراحنا. وفي الوقت المحدد حضر مجموعة من أفراد الأمن العامة ونقلونا الى سيارات اسعاف ( خالية من أي أجهزة طبية ) وبدون أي فتحات أو شبابيك ماعدا مراوح صغيرة للتهوية في سقف السيارة ومعنا مجموعة من المعتقلين وتوجهوا بنا الى مديرية الأمن العامة وادخل الجميع مع عوائلهم الى قاعة كبيرة أجلسونا فيها بأنتظار المسؤول. وبعد أن حضر المسؤول ، عرفناه انه د. فاضل البراك مدير الأمن العام في ذلك الوقت والذي أُعْدِم فيما بعد من قبل نظام صدام لأتهامه بالتجسس. والقى علينا محاضرة عن ما تسمى بثورة 17 تموز وتكلم حول ( مكرمة ) القائد باطلاق سراحنا, ثم سأل بعض الحاضرين عن رأيهم من موقف الحزب الشيوعي العراقي من السلطة الحاكمة، ولكنه لم يحصل على أي ادانة لذلك الموقف حيث صمت أحدهم وتهرب الآخر من الجواب بالكلام عن شيء آخر. وقد جرى تصوير ذلك اللقاء بالكامل. وبعدها توجهنا الى دارنا فوجدنا باب الدار مكسورة وقد سرقت أثمن حاجيات الدار الصغيرة ومكتبة الدار أفرغت من جميع الكتب التى فيها من قبل أفراد الأمن. وعلمنا فيما بعد ان عملية إطلاق سراح العوائل الشيوعية تمت على أثر محاولة صلح بين الحزب الشيوعي والسلطة الحاكمة على أثر زيارة طارق عزيز الى موسكو وبمباركة السوفيت وقد أطلق سراح المعتقلين بعد إنتهاء تلك الزيارة .
* في 3 كانون الأول 2002 توفيت ( أم علي ) زوجة حسين سلطان عن عمر يناهز (68) عاماً وهي تحلم برؤية ولدها ( عماد ) المُغَيب من قبل أجهزة النظام القمعية منذ عام 1980 .
* ضحت عائلة حسين سلطان بثلاثة من أولادها الستة وذلك على طريق النضال من أجل وطن حر وشعب سعيد وهم :ــ
1) عماد حسين سلطان : مواليد 1954 ، غير متزوج ويعمـل كاسب ، عام 1979 ومع إشتداد الخناق على الحزب ساهم في تأمين الأتصال ونقل البريد الحزبي بين لجنة منطقة الفرات الأوسط وبغــــــــداد ، أعتقل في 28 / 10 / 1980 من قبل أجهزة الأمن وغابت او بالأحرى غيّبت أخباره منذ ذلك التاريخ . وبعد إنتهاء الحرب العراقية ــ الايرانية عام 1988 حضر الى دارنا أحد أفراد الأمن مدعياً ان ( عماد) أثنــاء اعتقاله أرسل الى أحد جبهات القتال في مهمة قتالية وفقد أثناء العمليات العسكرية ويعتبر مفقوداً في الحرب، وبقى مغيباً لحد ألآن ولم تحصل عائلته على شهادة وفاة من اي جهه رسـمية .
2) سلام حسين سلطان : مواليد 1951، غير متزوج، عضو في الحزب الشيوعي العراقي، عام 1969 أعتقل مع والده وبعض المناضلين الآخرين ( الفقيد مهدي عبد الكريم " أبو كسرى " والفقيد عبد الامير عباس " أبو شلال " والشهيد الخالد عبد الأمير سعيد ) على أثر إنعقاد إجتماع حزبي في دار العائلة في مدينة الثورة وقد أطلق سراحهم بعد فترة قصيرة، عمل عاملاً في دار الجماهير للصحافه والنشر، سافر الى بلغاريا عام 1975 لأكمال دراسته في بعثة دراسية عن طريق الحزب الشيوعي .
في عام 1982 وعلى أثر أخبار اعتقال عائلته في بغداد من قبل أمن النظام أصبح في حالة نفسية وعصبية يرثى لها ، لينتهي به الحال الى الوفاة في ظروف فيها شيء من الشبهة والغموض ودفن في بلغاريا .
3) ظافر حسين سلطان : مواليد 1958، غير متزوج، عمل في عام 1973 في مقر اللجنة المركزية للحزب في بغداد عند افتتاحه بعد عقد الجبهة مع الحزب الحاكم ، ضمن شغيلة المقر لينتقل بعد فترة للعمل ضمن إدارة المكتب السياسي للحزب في نفس المقر العام. وكان طالباً في الدراسة المسائية وبقى في المقر حتى نهاية عام 1978 بعدها أغلق المقر وإنتقل عمل الحزب الشيوعي الى الخارج وبقى ظافر في داخل العراق. وفي عام 1979 أكمل دراسته الاعدادية وبظروف صعبة جدا وتحت معاناة الأختفاء والأنتقال من دار الى أخرى حيث إختفى في فـترة مـنها فـي محافـظة النجـف عند بعض أقاربه. بعدها قبل في مـعهد الصحة العالي ليتخرج منه بعد عامين ( معاون طبيب ) ليلتحق بالخدمة العسكرية الألزامية حيث جند في أحد أفواج المشاة ضمن المفرزة الطبية لذلك الفوج في جبهات القتال وذلك خلال الحـــــــــــــــرب العراقية ــ الايرانية .
وأعتقل مع عائلته في عام 1982 حيث كان حبيس الدار لهروبه من الخدمة العسكرية. وبعد اطلاق سراحه مع عائلته إلتحق مجدداً بالخدمة العسكرية بعد تسليمه من قبل الأمن العامة الى الاستخبارات العسكرية ومنها الى وحدته حيث وضع تحت المراقبة الشديدة. وبعد أقل من سنة أعتقل مرة أخرى في بغداد وأثناء اجازته، بتهمة اقامة تنظيم شيوعي داخل الجيش مع بعض الأشخاص من ضمنهم ضـــابط برتبة ( ملازم أول ) .
وبقى في مديرية الاستخبارات العسكرية ( الشعبة الخامسة ) لمدة (6) أشهر وتحت التحقيق والتعذيب الشديد .
وفي تلك الفترة دوهمت دار العائلة من قبل الأستخبارات وتم تفتيشها بشكل دقيق وأعتقل على نفس القضية بعض المعارف والأقارب وأطلق سراحهم بعد انتهاء التحقيق. أما ظافر أحيل الى مايسمى بـ ( محكمة الثورة ) برئاسة المدعو عواد حمد البندر ليحاكم بشكل صوري وبدون محامي حقيقي حيث حكم عليه بالسجن لمدة (3) سنوات، نقل بعدها الى سجن أبو غريب حيث تمكنت بعد ذلك عائلته من اللقاء به وبشكل دوري في شعبة الأحكام الخاصة المزدحمة بالسجناء بشكل غير طبيعي وتحت ظروف مأساوية، فبدت عليه آثار التعذيب بشكل واضح بالاضافة الى ضعف قواه الجسمية حيث النحول وشحبة اللون .
وبعد إنتهاء محكوميته تم اطلاق سراحه ليلتحق بعدها بوحدته العسكرية مرة أخرى وهو مصاب بمرض الكابة الانفعالية على أثر ما حصل له .
وفي عام 1996 وعـلى أثر الظروف المعيشية الصعبة للعائلة وظروف الحصار وما صاحب ذلك من مشاكل بالأضافة الى التأثير النفسي لأنكسار الحركة الشيوعية بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية وتأثير المرض اللعين الذي أصابه انتهى به الحال للأنتحار بطريقة بشعة حيث رمى نفسه تحت القطار بالقرب من ساحة عدن في بغداد وليفارق الحياة بعد إنقسام جسده الى جزئين منفصلين .
* علي حسين سلطان : هو الابن الاكبر للعائلة من مواليد 1948،غادر العراق عام 1970الى الاتحاد السوفياتي لاكمال دراسته، حاصل على شهادة ماجستير ادارة مطابع من ( باكو )، بعد تخرجه لم يتمكن من العودة للعراق بسبب اشتداد الارهاب البعثي ضد الحزب الشيوعي وانصاره لذلك التجأ الى جمهورية اليمن الديمقراطية التي ناصرت الشيوعيين العراقيين يكل امكانياتها اثناء ازمتهم مع حكومة البعث وعين موظفا في مؤسسة الطباعة والنشر الرسمية للدولة في عدن، متزوج من سيدة يمانية وله ستة من الاولاد والبنات ولا يزال يقيم في عدن لحد الآن ولكن بوضع صحي ومعاشي صعب جدا، حيث احيل على التقاعد لبلوغه السن القانونية وبراتب بسيط لا يفي بابسط مقومات المعيشة ويعاني من مشاكل صحية شديدة في القلب .
____________________
** ننشر هذا الموجز بعد ان حاول بعض المتقولين ومعطوبي السيرة واللاهثين وراء مصالحهم الشخصية من حثالات الحركة الشيوعية في العراق، الإساءة الى الفقيد حسين سلطان صبي وعائلته، المناضل النجفي المعروف والذي قضى أكثر من ( 50 ) عاما من حياته مناضلا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي. ولمن يريد الاطلاع على مسيرة الفقيد عليه بالعودة الى الجزء المتيسر والمنشور من سيرته في كتاب ( أوراق من حياة شيوعي ... حسين سلطان صبي )
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل اشترى فولوديمير زيلينسكي سيارة كانت تعود لهتلر؟
.. الجزائر: ماذا وراء لقاء رئيس أركان الجيش الجزائري بمدير الاس
.. المستشار السابق في مكتب الرئاسة الإيرانية جابر رجبي: إيران ب
.. وزير خارجية إيران يحذر من كارثة في المنطقة.. هذا ما قاله
.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في كمين مركب