الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعجاز كتابة حروف القرآن (2)

نافذ الشاعر

2014 / 2 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


نكمل الجزء الثاني من إعجاز كتابة حروف القرآن:
4- رحمة- رحمت:
وعلى نفس القاعدة السابقة تسير كتابة: (رحمة- رحمت)؛ حيث أن كل ما في القرآن من ذكر "الرحمة" فهو بالتاء المغلقة، إلا سبعة مواضع هي:
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (البقرة218) وهنا تبين الآية أن هناك رحمة عامة وشاملة تنزل على كل من يؤمن ويهاجر ويجاهد في سبيل الله.. ومتى هاجر المسلمون وجاهدوا في سبيل الله، فإن هذه الرحمة لن تشمل المجاهدين فحسب، إنما سوف تشمل كل بقاع المسلمين..

وقريب من المعنى السابق قوله تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف56) فقد جاءت الرحمة بتاء مفتوحة لتبين سعة رحمة الله وشمولها للمحسنين من عباده.. كما ترمز إلى أن عدم الإفساد في الأرض لا يعود بالرحمة والخير على غير المفسدين فحسب، إنما يعود على عباد الله أجمعين..

قوله تعالى: {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } (هود73) وهذه الآية تشير إلى الرحمة الواسعة التي اختص الله بها آل إبراهيم إلى يوم القيامة؛ وهي رحمة شاملة وواسعة ولها آثار دائمة ومستمرة إلى يوم القيامة.

قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَت رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً} (مريم2) ترمز التاء المفتوحة إلى رحمة الله الشاملة والواسعة لكل من يدعو الله ويناجيه؛ فهي ليست مختصة بزكريا عليه السلام، إنما هي لجميع عباد الله المحسنين، متى دعوا الله مضطرين ومنيبين، كما جاءت الاشارة إلى ذلك بقوله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }(النمل62). كما أن هذه الرحمة لم تكن من أجل منفعة خاصة يطلبها زكريا لنفسه؛ إنما هي رحمة شاملة بان وُهب غلاما زكيا ورث آل يعقوب وأحيا دين الله وشريعته، وبشر بقدوم المسيح عليه السلام، والمسيح بدوره سيبشر بقدم محمد صلى الله عليه وسلم..

قوله تعالى: {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا؛ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الروم50) التاء المفتوحة في هذه الآية ترمز إلى رحمة الله الشاملة لعباده جميعا؛ بان أنزل الغيث وأحيا الأرض، وأنبت الزرع..

قوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَت رَبِّكَ؟ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ؛ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً، وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف32) التاء المفتوحة ترمز إلى رحمة الله الشاملة للبشر بان أرسل إليهم الرسل وانزل عليهم الكتب.

أما حينما تأتي كلمة (رحمة) بتاء مغلقة فترمز في معظمها إلى اختصاص هذه الرحمة بمن نسبت إليه فقط، ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} (الكهف65)؛ فهنا الرحمة تختص بالعبد الذي لقيه موسى عند مجمع البحرين..

قوله تعالى: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}الكهف82، فهذه الرحمة مختصة باليتيمين..

قوله تعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً}الكهف98، هذه الرحمة مختصة بالقوم الذي طلبوا من ذي القرنين بناء سد يقيهم من هجمات قوم يأجوج ومأجوج.

قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}(الزمر9) هذه الرحمة تشير إلى الرحمة التي يطلبها قانت الليل.
وقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} (فصلت50) والمقصود بالرحمة هنا النعمة التي تنزل بالإنسان بعد الضر الذي يصيبه. ومثل هذا المعنى جاء في قوله تعالى: {وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ} (الشورى48)

قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران159) الرحمة تشير إلى الرحمة التي اختص الله بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ فجعلته لين الجانب رحيم القلب مع الناس.

5- كلمة- كلمت:
كل ما في القرآن من ذكر "الكلمة" فهو بالتاء المغلقة إلا خمسة مواضع كتبت فيها بالتاء المفتوحة، وهي تسير على نفس القاعدة السابقة، مع زيادة أخرى؛ وهي أن (كلمت) بالتاء المفتوحة ترمز أن هذا الوعد قد تم في الماضي وجاء أجله وتحقق موعده، فكأن التاء عندما فتحت تشبه الرسالة التي تكون مغلقة ثم فتحت وقُرأ ما فيها وعُرف محتواها.. والمواضع الخمسة هي:
قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الأنعام115) يعني تم قدر الله الذي قدره على الناس جميعا، فلا يمكن لمخلوق أن يغير من ذلك شيئا.

قوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا؛ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ، وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} (الأعراف137)، كتبت (كلمت) بالتاء المفتوحة لترمز إلى تحقق ومجيء وعد الله بوراثة المستضعفين لمشارق الأرض ومغاربها!. والبشارة لا تختص بنجاة بني إسرائيل فقط؛ إنما تشمل هلاك فرعون وجنوده أيضا..

{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (يونس33) وهذا قضاء كوني قضاه الله على العباد أنه لا يجتمع فسق وإيمان في قلب إنسان.! ومثل هذا المعنى أيضا في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (يونس96) ومثل هذا المعنى أيضا في قوله: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّار}غافر6

أما باقي المواضع فقد كتبت (كلمة) بالتاء المغلقة ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران64) فقد كتبت (كلمة) بالتاء المغلقة لترمز إلى أن أهل الكتاب لن يجتمعوا مع المسلمين على كلمة التوحيد، ولن يقبلوا هذا العرض من بعد، فكأن الأمر مغلق وغامض ولا يدري أحد ما يخبئه الغد أو ما يجيء به المستقبل!..

{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة40)، كتبت (كلمة) بالتاء المغلقة لترمز إلى أن علو كلمة الله وانخفاض كلمة المشركين، لم يثبت ولم يستقر في زمن على حال واحدة؛ إنما الأمر بين الكلمتين سيبقى في صراع مستمر، فمرة تعلو كلمة الله وتسود، ومرة تعلو كلمة المشركين وتسود وهكذا دواليك..

{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (هود119) ترمز (كلمة) بالتاء المغلقة إلى أن هذا اليوم الذي تملأ فيه جهنم، من الجنة والإنس، لم يجيء ولم يتحقق بعد.
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } (إبراهيم25) ترمز (كلمة) بالتاء المغلقة إلى أن الكلمة الطيبة سوف تؤتي ثمارها في المستقبل ولن تتوقف أبدا.. وإلى هذا المعنى ترمز التاء المغلقة أيضا في (كلمة) في قوله تعالى: {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} (إبراهيم26)

قوله تعالى: {مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} (الكهف5) ترمز التاء المغلقة في (كلمة) إلى أن كلمة الشرك ستبقى تخرج من أفواه المشركين في المستقبل ولن تنقطع!.

قوله تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (المؤمنون100) ترمز التاء المغلقة في (كلمة) إلى أن هذا القول سيكون يوم القيامة فهو لم يتحقق بعد. وكذلك ترمز للمستقبل، التاء المغلقة في (كلمة) في قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الزخرف)
قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } (الفتح26) ترمز التاء المغلقة في (كلمة) إلى دوامها في المستقبل وعدم اختصاصها فقط بالمبايعين تحت الشجرة يوم بيعة الرضوان.

6- لعنة- لعنت:
كل ما في القرآن من ذكر "اللعنة" فهو بالتاء المغلقة إلا موضعين: الأول في سورة آل عمران والثاني في سورة النور، وهما يسيران على نفس قاعدة التاء المفتوحة في الأمثلة السابقة، والموضعان هما:
قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (النور7) هذه الآية وردت في الملاعنة بين الزوجين، وكتبت (لعنت) بالتاء المفتوحة لترمز إلى أن هذه اللعنة متى حدثت فإنها سوف تشتهر وتعرف بين الناس، وتردد على ألسنتهم جميعا.

قوله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (آل عمران61) هذه الآية وردت في شأن المباهلة، وقد كتبت (لعنت) بالتاء المفتوحة لترمز إلى أن اللعنة وقعت على الكاذبين حتى بدون مباهلة، كذلك قد عُرف شأنها واشتهرت بين الناس فلم تعد خافية على احد.

أما باقي المواضع فقد كتبت (لعنة) بالتاء المغلقة؛ فهي ترمز إلى أن هذه اللعنة عندما تمت في الماضي، لم يُعرف أمرها ولم يُشتهر خبرها، إنما سيعرف شأنها بوضوح وجلاء يوم القيامة، ومن هذه المواضع:
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ؛ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} (البقرة89)
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (الرعد25)
قوله تعالى: {وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ}هود60
قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ} (القصص42)
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (البقرة161)
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ؛ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (هود18)
قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (غافر52)

7- معصية- معصيت:
كل ما في القرآن من ذكر "المعصية" فهو بالهاء إلا موضعين، في سورة المجادلة، وهما يسيران على نفس القاعدة السابقة في كتابة التاء المفتوحة، والموضعان هما.
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (المجادلة8 )
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (المجادلة9) وقد كُتبت (معصيت) بالتاء المفتوحة لترمز إلى أن هذه المعصية قد عرف أمرها واشتهرت بين الناس ونزل بها وحي عرفه المسلمون جميعا..

8- قرة- قرت:
كل ما في القرآن من ذكر "قرة عين" فهو بالتاء المغلقة إلا موضعا واحدا كتبت فيه بالتاء المفتوحة هو قوله تعالى:
{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} (القصص9) وذلك لترمز أن قرة العين تلك قد تحققت في الماضي، واشتهرت بين الناس.

أما المواضع الأخرى فقد كتبت فيها بالتاء المغلقة لترمز إلى أن (قرة العين) تلك لم تتحقق بعد، إنما هي شان مستقبلي الكل يرجوه ويطلبه ويتمناه ويسعى إليه:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} (الفرقان74)
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة17)

9- جنة- جنت- فِطْرَت:
كل ما في القرآن من ذكر "الجنة " فهو بالهاء إلا موضعا واحدا في سورة الواقعة هو قوله تعالى:
{فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} (الواقعة89)
فقد كتبت "جنت" بالتاء المفتوحة لترمز إلى أن المقربين يعيشون في جنة الله، في الدنيا والآخرة، فهم، بقربهم من الله في الدنيا، كأنهم يعيشون في جنة الآخرة؛ فكأن جنة الدنيا متصلة بجنة الآخرة، وهم بموتهم ينتقلون من جنة إلى جنة.. فجنة الدنيا مفتوحة على جنة الآخرة، بالنسبة لعباد الله المقربين، كما جاءت الإشارة بذلك في قوله تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان، فبأي آلاء ربكما تكذبان).

قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَت اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا: لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (الروم30) كتبت "فطرت" بالتاء المفتوحة لترمز إلى أن هذه الفطرة معروفة ويحسها الناس جميعا، فهي فطرة ثابتة وغير متغيرة ومعروفة للناس جميعا: (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)!

يتبع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نافذ الشاعر
عراقيون ( 2014 / 2 / 18 - 08:51 )
إذا كانت تلك معجزة وصحيحة بالمختصر لماذا لا ترجع وزارات التربية فى البلاء الاسلامية الى تعليم الصحيح؟ انا لا اتصور انها صحيحة بادلة علماء اللغة والقران لربما هكذا مكتوب فى اللوح المحفوظ ولكن من الذى طالعه وراه لكى تثبت صحة هذه المعلومات ان الله هكذا كتب القران؟ فبالادلة نثبت انها اخطاء وليست صحيحا وبلاء الاسلامية ووزاراتها تؤكد ذلك يا اخى الكريم نافذ فنتمنى ان تثبت لنا صحة كلامكم عبر تقديم الادلة مع الشكر

اخر الافلام

.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي


.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ




.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي


.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا




.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين