الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتاوى لوقف العنف بالعراق!

أحمد عبد العال الصكبان

2005 / 6 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلمتين و بس- ما لا يدرك كله لا يترك كله

يلعب الدين دورا محوريا في حياة الأمم الشرقية و الإسلامية و منها العراق، فتجد التزام معظم الشيعة مثلا بمراجعهم الذين يقلدونهم، و تجد التزام كثير من السنة بالفتاوى الصادرة عن شيوخهم، و لكن حدث بعد سقوط الطاغية صدام أن تعرض بعض السنة لعملية "اختطاف كبرى" باسم الدين و بدعوى الالتزام بالفتاوى الشرعية، و ذلك عندما أعطوا أدمغتهم لـ"قطيع" من فقهاء الظلام الذين أفتوا غير مرة بأن العنف ضد المدنين حلال لا شبهة فيه ، و أن قتل المخالفين لهم في الرأي عمل محمود ، و أن قتل أبناء المذاهب الأخرى جهاد يُجازون عليه بجنات النعيم و الحور العين .
دعوى هذه الكلمات هو ما حدث أمس، إذ صرح شيخ الأزهر المصري الدكتور محمد سيد طنطاوي بعد لقاء مع الدكتور أياد علاوي رئيس وزراء العراق السابق بفتوى حسنة تخص العنف بالعراق ، حيث وصف الأحداث
الدامية التي تشهدها الساحة العراقية في الوقت الراهن بأنها "أعمال فوضوية" في إشارة لحوادث العنف التي تطال مدنيين أبرياء و تخرب مقدرات البلاد و ثروتها النفطية ،و أضاف أن هذه الممارسات "لا يقوم بها مسلم عاقل"، معربا عن أمله بأن يعم السلام والأمن والرخاء كافة أنحاء العراق في أقرب وقت .
و حسنا استغل الدكتور علاوي زيارته للقاهرة بمقابلة شيخ الأزهر و فتح حوار معه حول التزام رجال الدين بإصدار فتاوى تحفظ للمسلمين دماءهم بدلا من فتاوى كل ساعة أو كل دقيقة في أمور روتينية كلها أقل قدسية من دم المسلم المهدر أيضا بفعل فتاوى أخرى تحض على العنف، فربما أفلحت هذه الفتوى في أن يعاود البعض التفكير فيما يزين لهم من أعمال عنف لا يرضاه الله، و كلي أمل أن يوظف كل من له صلة بشيوخ أجلاء أن يسألهم الفتوى فيما يحدث في العراق من عنف يومي و إرهاب أعمى ، صحيح أن هناك ممن يقومون بهذا العنف قد وصلوا لمرحلة اللا عودة حيث غُسلت أدمغتهم بالكراهية و الحقد و حيث تملكهم الشعور و الرغبة في التحطيم و التدمير، لكن هناك شباب و مواطنين لازالوا خارج حظيرة العنف بعد، و ربما تمنعهم مثل هذه الفتاوى من الإنصات لاسطوانات التكفير و الإرهاب التي تنتشر في محلات عدة بمحافظات العراق الآن ، و ربما ساهمت مثل هذه الفتاوى في حفظ مستقبل شاب من الضياع و الانخراط في عجلة العنف و ربما أنقذت عشرات كان يمكن أن يلقوا حتفهم عندما يقوم هذا الشاب بعمل يصور له بأنه بطولة لكنها بطولة من ورق .
و من يدري؛ فقد تخفف فتوى شيخ الأزهر الأخيرة و ما نرجوه من فتاوى مماثلة تحث على التسامح و تحرم الموت على الهوية ، من وطأة العنف اليومي ببلادنا، و ما لا يدرك كله لا يترك كله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah