الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات بارميطة رقم 10

لوتس رحيل

2014 / 2 / 18
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ورواد,مألوفون,,مداومون,وآخرون عابرون,,وجوه مالوفة اعتدت على رؤيتها يوميا واخرى موسمية تحط الرحال لفترات محدودة وتشد الرحال ثانية,,,وزملاء وزميلات تكسر الحاجز بيني وبينهم وتولدت علاقة احترام ومودة بيننا لم تعد تقتصر على تبادل التحية والحديث عن العمل بل احيانا تجاوزتها الى الخوض في مواضيع ونقاشات مختلفة تارة تخصنا وتارة تخص عالمنا المقدس والملوث معا,,,رغم وجود عناصر كالميكروبات زملاء وزميلات يظهرون العداء ولا يؤمنون بوجود علاقات صداقة او معاملات,,فهمهم الوحيد الاستغلال والحصول على المال باي وجه كان حتى لو اضطروا الى بيع الاخر وقبض الثمن مسبقا دون علمه,,,فهدا المستنقع مزاد علني ومكتب سمسرة عمومية في الاجساد وبيع المعلومات,,,والزيادة في اسعار البورصة الجسدية ,,والتنافس في اكتشاف الوجوه الجديدة او على الاصح الضحايا الجديدة في سوق النخاسة,,,,ولا يقتصر الامر على اجساد انثوية بل حتى الاجساد الدكورية والتي اصبحت تنافس بشكل كبير اجساد الاناث ,,,واحمد زميلي وصديقي المقرب الدي احتمي به كلما احسست بالخطر يدق ناقوسه,,,شاب في الثلاثين قمحي البشرة وله قوام رياضي انيق جدا وابتسامته لا تفارق شفتيه وهو يقدم خدماته في هدوء ويراقب المكان ويضفي على الجو مرحا ونشاطا بنكته الساخرة,,,وقد اصبحت احتمي به واشعر بالامان لوجوده بقربي,وهو الاخر يظهر لي معزة خاصة ويحاول ان يخرجني من حالة الخجل والتلعثم التي تجتاحني كلما تعرضت لموقف سخيف او سب او شتم او سخرية من احد الزبائن,,,وكانت احدى الزميلات واسمها ندى .ينادونها ندى ولا ادري ان كان هدا اسمها الحقيقي فانا اشك في دلك,,ندى الشقراء لها عينان خضراوان وان كنت اشك ايضا في ان لون شعرها طبيعي ولون عينيها كدلك والتي تبدو كملكة اغراء بلباسها المغري وشبه العاري فخدان عاريان وصدر عاري واصباغ ,,فوجهها الملطخ بالمساحيق يزيدها جادبية واغراءا فتبدو نمرة او لبؤة شرسة على وشك الانقضاض على فريستها,,,ولها معجبون كثيرون ,,ومتفانية في عملها او على الاصح متفننة في فتح القنينات والزجاجات واغراء الزبائن فهي تقضي تقريبا كل اخر ليلة في غرفة من غرف الفندق او جناح,,,,,,,وما يحيرني انها تكرهني كثيرا وتكن لي البغضاء والمنكر ايضا,,ولم اجد أي سبب منطقي لدلك فانا احييها بكل احترام واعاملها معاملة طيبة ولكنها لا تطيقني ولا تشعرني بانها تبادلني هدا الاحترام لاسيما عندما تجد احمد بجانبي فوجوده معي يزيد من غيظها ولم افهم لمادا,,,واحمد لا يعيرها اهتماما فهي حسب قوله فتاة شادة ومزاجية متقلبة العواطف وانانية الى اقصى درجة وقد حدرني من التمادي في علاقتي معها دون ان يشرح لي السبب,,,,وما يحيرني ايضا وجود زبائن اجد نفسي انظر اليهم في امعان يتحدثون ويسكرون ويدخنون كما ان رائحة الدخان والخمر تثير في نفسي الاشمئزاز واشعر بالدوار ورغبة في القيئ مما يجعلني احرص على شرب القهوة والادمان على وضع عطر تساعدني رائحته في اتلاف هدا الدوار الدي اشعر به,,,واتحسر لوجود فتيات في عمر الزهور وهن في كامل اناقتهن وزينتهن احيانا يدخلن مرفوقات بعشاقهن وهناك من تجلس وحدها حتى ياتي احد ما يطلب منها ان تشاركه طاولته وتبدا مفاوضات ثمن الرحلة الجسدية بعد السهرة,,,وما اثار انتباهي وكان بمثابة صدمة لي اول الامر الا اني اعتدت على دلك مع الوقت هو وجود شبان من طينة اخرى شعر طويل وثياب نسائية ومساحيق وصباغة اظافريضعون احمر شفاه واقراط,, يرقصون ويتمايلون كالافاعي ولهم اجساد لينة ملتوية ومؤخرات بارزة,,وروائح عطور نسائية تفوح منهم,,,,اعتقدت في بادئ الامر انهم نساء وضحك احمد من سداجتي وهو يؤكد لي انهم رجال مميزون,,,شواد,,,لواطيون ,,,,كما اخبرني انهم يكسبون اموالا كثيرة فلهم زبائن مميزون ايضا تتم المفاوضات عبر الوسيط او بعبارة اوضح القواد لان اكثر الزبائن الدين يحبون هدا الصنف لا يكشفون القناع عن شخصياتهم بل يتوافدون الى هدا المستنقع للسهر ومعاينة البضاعة من بعيد ثم يرحلون بعد الاتفاق مع هدا الوسيط القواد عن البضاعة المرغوب فيها ودفع الثمن أي المقدم ,وبعد تسليم البضاعة في الوقت والمكان المحدد الدي ما يكون غالبا في احدى غرف الفندق او جناح خاص او في فيلا خارج المدينة بعيدا عن الاعين, يقوم الزبون بتسديد بقية الثمن وادا اعجبته البضاعة,وتمت الامور كما يريد فانه يزيد فوق الثمن اكراميات ,,,,ما يحدثني به احمد بالنسبة لي صعب الفهم ويفوق مقررات سنين الدراسة الطويلة التي التهمتها بسهولة,,,ووجدت الان نفسي مرغمة على دراسة هده المقررات الجديدة ومحاولة استيعابها وفهمها ,,,,واحمد المرح يقول لي وهو ينحني:
*انا طوع امرك يا زهرة سادرسك المقرر وستفهمين كل شيء انها مسالة وقت ليس الا,,,ويضحك ثانية وهو يقول:
زهرة المقرر يحتوي على مواد مختلفة وخصبة فما عليك سوى الانتباه وحسن الاصغاء حتى تستوعبي كل شيء بسهولة متناهية,زهرة انظري هناك,,,مادا ترين؟ونظرت حيث اشار لاجد امراتين منغمستين في حديث مطول وهما تشربان خمرة وتنظران الواحدة في عين الاخرى فهما متقابلتان في تلك المائدة وانغماسهما في الحديث يبدو انه انساهما اين توجدان فالحديث تتخلله ضحكات ويد الواحدة تحضن يد الاخرى وانا اتابع ما يجري واحمد يسترسل في الحديث:
*انهما صديقتان يا زهرة وهما موظفتان اجل تشتغل احداهما في الجامعة استادة باحثة اما الاخرى فمديرة معهد ورئيسة جمعية , صداقتهما حميمية وقد تعودتا على المجئ الى مقامنا المقدس كل اخر اسبوع او كلما سنحت لهما الفرصة بدلك. ترفيها عن النفس والابتعاد عن مشاكل الحياة والعمل لتنغمسا في ملدات مقامنا ونسيان كوارثهما الطبيعية..
.ولم اعلق على احمد بل اصبت بالدهول لما يقول استادة جامعية؟ ورئيسة معهد.؟.. الجامعة ..انه يدكرني بسنوات دراستي الجامعية والمبادئ والحقوق الطلابية والكفاح والنضال,,والاساتدة...المثل الاعلى..القدوة..وانا انظر الى هده الاستادة وهي تشرب كاسها وتصب من جديد لنفسها ولصديقتها وتدخنان بشراهة..ومديرة معهد رئيسة جمعية..انه النضال ادن ..جمعية..انشطة حقوقية ..مشاكل وحلول..مبادرات..لقاءات..ربما هما الان بصدد مناقشة موضوع مهم يتعلق بالراي العام وبما الت اليه الاحوال في زمن الفوضى؟او ربما تتحدثان عن مشروع يساهم في تغيير المسار؟؟
انفجر احمد ضاحكا لتخميناتي وهو يقول:
*انا اشفق عليك يا زهرة ..اجل اشفق عليك وعلى سداجتك..عن أي مشاريع تتحدثين؟وعن أي انشطة او لقاءات؟؟دكرى على حق فانت ثقيلة الفهم يا زهرة..ولكن لا باس..اعلمي جيدا ان الدخول الى هنا معناه ان تخلعي رداء عقلك وان تتركي قناعك المزيف خارجا قبل الدخول .وان تدخلي عارية حافية القدمين وبرجلك اليمنى لتنغمسي في رديلتك وتقدمي صلواتك دون رقيب ودون مقياس يقيس حرارة الحلال والحرام في دمك..افهمت الان يا زهرة؟
واجبته بابتسامة:
*طبعا لم افهم شيئا,,
عندها طلب مني ان انظر جيدا صوبهما وهل من ملا حظة او شيء غريب في وضعهما لكني لم الاحظ شيئا ...رباه ما هدا يد الاستادة تتحسس فخد المديرة تحت الطاولة ..وضحك احمد ليتابع حديثه او على الاصح يتابع درسه الاحمدي فقد اصبح احمد يعطيني دروسا احمدية.:
*المديرة والاستادة صديقتان حميمتان لاعزاء لهما سوى هده الجلسات الحميمية في هدا المقام..احداهما عانس وقد تجاوزت الخمسين ولا تفكر في الزواج ابدا بعد قصة حب فاشلة كانت صدمة قاسية بالنسبة لها حيث ان حبيبها الدي كانت تحبه بجنون والدي كانت تعوله لكونه عاطل عن العمل وكانت تامل في الزواج منه تعرف على اجنبية عجوزعلى النيت اغرته بمالها ووعدته بتحقيق احلامه فتخلى عن حبيبته ليطير الى كندا والزواج من الكندية..مما جعل المديرة تقطع علاقتها نهائيا بمصطلح اسمه الرجل وتدخل في متاهة اخرى وهي حب امراة مثلها وكانت النتيجة ان تقيم علاقة حب مع الاستادة الجامعية هده الاخرى التي اكملت دراستها في فرنسا والتي تعودت على نمط الحياة الفردية والحريات الشخصية طوال اقامتها بفرنسا حيث كانت علاقاتها تقتصر على زميلات دراسة اجنبيات تمكن من جرها الى عالم السحاق الدي ادمنت عليه وجعلها تقطع علاقتها الجنسية بالرجال,فقد افنت زهرة شبابها بين الكتب والابحاث لتجد نفسها في اخر المطاف لاتشعر بوجود رجل في قاموس حياتها وتسقط في فخ صديقتها المديرة بعد انخراطها في جمعيتها كعضو بارز لتصبحا حبيبتان تمارسان السحاق تحت لواء الحريات الفردية والعلمانية الحديثة وشرب الكؤوس والتدخين...والدفاع عن حقوق لاعلاقة لها بالحقوق......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب أصولها الإيرانية.. ملكة جمال ألمانيا تتلقى رسائل كراهية


.. تمرين تعزيز الحجاب الحاجز | صحتك بين يديك




.. إصابة طفلة بقصف الاحتلال التركي على منبج


.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً




.. الناشطة الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية أسماء المران