الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات بارميطة رقم 9

لوتس رحيل

2014 / 2 / 18
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ما اصعب ان ينعتك احد ما بصفات لا توجد اية قرابة بينك وبينها.. ان ينعتك باقبح النعوت..ما اصعب ان تشير اليك اصابع الاتهام وانت برئ...وانا في مستنقع ..مضطرة الى التعايش مع كل انواع الاوساخ والقادورات ...ولكم كنت ابكي كلما نعتني احدهم بصفة ما..فقد كان الامر صعبا جدا بالنسبة لي بادئ الامر لاسيما وانني غير معتادة على سماع مثل هده الكلمات او الصفات البديئة ..فانا حساسة جدا ..وكلما رنت في ادني صفة لايتقبلها عقلي الا وسقطت دموعي لكن فدوى تحاول دوما ان تشرح لي بان هدا الفضاء مطلق ومجرد من كل حياء وخجل ..كما طلبت مني ان اتجرد من هده الحساسية المفرطة واتجاهل كل شيء واتقبل كل شيء..فما يهم اني اشتغل واكسب قوتي واحافظ على شرفي وكرامتي اما الباقي فلا يهم يجب ان ارمي به عرض الحائط والا اثق في احد او افتح قلبي لاحد او احب احد .... وهي هنا لحمايتي ...ولكن ايامي الاولى كانت فعلا صعبة حين يقف علي احدهم مخمورا او وقحا وهو يطلب مني شيئا قائلا:
اريد كاسا ايتها القحب...
او يساومني على ثمن قضاء ساعة بين احضانه او ليلة......
يا للهول لا اجد حتى الجراة لاكمل الكلمة ..وتحمر وجنتاي واجد نفسي في مشاداة كلامية فانا لست قحب...ولست عاهرا ولا مومسا ولا بائعة هوى...مما يجعل المخمور يسخر مني ويسالني من اكون ادن وما دا افعل وسط هدا العالم الفاسد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هده المشاحنات اليومية مع نوع خاص من حثالة هدا الملهى...نوع لا يعرف شيئا عن المرأة سوى الجسد رغم الشهادات..رغم المستوى الثقافي...رغم المراكز العليا...رغم النفود..فالدخول الى هنا ..عري وتجريد واقنعة جديدة..عالم لا حديث له هنا سوى الجسد والمال..لا احساس بهموم الاخر ولا ظروفه ولا اسباب تواجده هنا...كل ما يطغى على تفكير هده الحثالة الجسد وعقد صفقات جسد ومال ...مما يجعلني احيانا اتدكر كلام اخت زميلتي المحجبة والمتشددة التي تقول لي ان هدا العمل سيجرني الى بؤرة الفساد ان اغراءات الرجال والمال ستجعلني استسلم يوما ما..خصوصا واني جميلة وجمالي هدا سيكون يوما ما سببا في سقوطي مهما قاومت فلن يرحموني ولن يتركوني وشاني...كما كانت تقول لي ان الزواج هو الحل الوحيد الدي سيحميني من هده الدئاب البشرية وكان الزواج امر سهل فحتى الزواج العصري اصبحت له شروط قبل اتمام الاجراءات فالعديد من الراغبين في الزواج يفضلون اقامة علاقات حب وجنس قبل الانتقال الى عقد القران..وانا عاشقة احب شخصا لكنه دهب بعيدا ولم يعد حتى الان ..ولدي امل في عودته..فقد عاهدته امام الله اني سانتظره...هده المتناقضات والصراعات اطبقت على نفسي ودفعتني الى الانطواء والخوف من كل شيء.....وعدم الثقة والامان..كما ترسخت في دهني فكرة واحدة حاليا وهي العمل وكسب المال بطريقة شريفة دون ربط علاقات او تعرية اجساد...وما استغرب له ان العديد من العاهرات في هدا الملهى محترمات جدا ففدوى تؤكد لي ان العهر هنا هو النجاح هو القمة وان كل العاهرات هنا ناجحات في كل شيء يركع الرجال امامهن ويقمن باي شيء في سبيل ارضائهن فهدا العالم لا يمسه المطهرون ولا النساء الشريفات..لان الشرف هنا مجرد نكتة مستملحة وظريفة اما الاخلاص او الصراحة فهي مجرد مواويل وتراتيل..هدا المستنقع المقدس صلواته خالية من كل اركان عبادة ..فهنا تتم الصفقات وهنا يتم الاتفاق على بيع اجساد وبيع ارواح وبيع قبائل وحتى بلدان...على هده الموائد المخمورة تتم تصفية الاجساد وانشاء الخطط الحربية والعسكرية وتدمير البيوت والارواح البشرية...وفدوى دات التجربة والحنكة في شتى الامور ورغم شهادتها المتوسطة فلها خبرة كبيرة في الحياة وهي من يفتح عيني على كل كبيرة وصغيرة تجري في هدا المكان...وهي سمراء البشرة وظريفة لكنها صعبة المراس وجريئة ووقحة فهي تقول ان الحياة علمتها ان تكون جريئة ووقحة ولا تخاف شيئا ايضا ..وهي مطلقة ولها ابن واحد وتعيش مع امها المريضة وابنها وهي المسؤولة عن مصاريف الام والابن لان زوجها الخائن الدي كان سببا في وجودها هنا بعد زواج دام عشر سنوات كان ثمرته دلك الطفل الجميل والدي كانت فدوى تبدل قصارى جهدها في سبيل اسعاده لتكتشف في اخر المطاف ان زوجها الرجل الصالح الدي يؤدي الصلاة في اوقاتها ويصدق ويزكي والدي حج الى بيت الله مرتين قد وقع في حب الخادمة فزوج فدوى كما تقول ميسور الحال ويمارس التجارة وكانت تعيش معه في رخاء معززة ومكرمة وكانت خادمتها دات العشرين من عمرها تقوم بكل اعمال المنزل ففدوى كانت تعاملها كاخت صغرى وتثق فيها ...ولم يدر بخلدها ابدا ان يكون الحاج قد وقع في حب الخادمة..ودات يوم اغمي على الخادمة وهي تعد الفطور لتاخدها فدوى الى طبيب العائلة ليفحصها ويبشرها الطبيب ان الخادمة حامل...ويفتضح الامر ليتحطم كل شيء وتطلب فدوى الطلاق وهي لا تصدق ان الحاج الدي تؤدي يوميا الصلوات الخمس وراءه صحبة الخادمة...الحاج الدي لا يرفع نظره في وجه امراة.. الحاج الدي ينادي الخادمة دوما ابنتي ...الحاج الدي كانت فدوى لا تعصى له امرا ولا تخرج الا بادنه والدي رافقته الى بيت الله الحرام.. وتبكي فدوى بمرارة وهي تحكي.:
الحاج الدي لم اعتقد ان يوما ما سيكون وحشا ...ويغتصب ابنة بريئة في العشرين...ويجبرها على ممارسة الجنس معه في البيت في جنح الظلام او كلما دهبت الى زيارة والدتي...الحاج الدي كان يغري الخادمة بالمال ..والدي ياتي لها بالهدايا..فانا لم اشك في الامر فهي كابنة لنا ومعزتها كمعزة ابننا....لكنها اعترفت لي ونحن نخرج من عيادة الطبيب انه كان يهددها بالطرد ان افشت سر علاقته بها....وهي لا تعرف احدا هنا ولا تريد العودة الى قريتها فقد تعودت على معيشتنا وعلى الراحة .....والطامة الكبرى ان الحاج لم يكتف بممارسة الجنس معها بطريقة عادية بل اكدت لي انه كان يرغمها على ممارسة الجنس بطرق اخرى حتى لايفتض عدريتها او يحدث حمل وقد استسلمت بعدما اغراها بالهدايا فقد فتحت حقيبتها المملوءة باساور وخواتم واقراط وسلاسل دهبية اهداها لها الحاج..و تعودت على حياتها هده واحبت ممارسة الجنس معه..وانا لاعلم لي بشيء ولم اشك في شيء مدة ثلاث سنوات..وعندما اصيبت والدتي بالمرض وكان علي الاعتناء بها بعد قيامها باجراء عملية...تركتها في البيت كي تعتني بالحاج كالعادة وثالثهما الشيطان فسنحت لهما الفرصة ليتماديا في علاقتهما وان تشاركه الفراش اي اصبحت تقضي لياليها في سريري فلم يتمالك الحاج نفسه وافتض بكارتها ووقع الحمل....وكان الخبر كالصاعقة..ولم تعد لشهادة الحج التي حصلت عليها رفقته اي معنى فحججت الى هنا واصبح هدا المستنقع هو المقام المقدس يا زهرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادات لأسرى محررين تعكس سوء الأوضاع في السجون والمعتقلات ال


.. الإعلامية دانيا جمال




.. الناشطة المدنية ورئيسة مجلس إدارة منظمة هيروديت للتنمية المس


.. رئيسة منظمة مراس للتنمية بسمة الورفلي




.. لوحة الرحلة الأخيرة