الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الشريعة والقانون

أحمد القبانجي

2014 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا وقلنا :
.
قالوا : القران دستورنا وان الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان لانها من الله وهو اعلم بحاجات عباده من البشر انفسهم,والقوانين الوضعية من نتاج العقل البشري وهو ناقص ويتأثر بالاهواء.
.
أقول : هذا الكلام غير صحيح نظريا وعمليا لانه :
1- ان الشرائع السماوية اثنتان فقط,الشريعة اليهودية والاسلامية,,ومعلوم ان المسيحية دين بلا شريعة ,والسؤال هو:لماذا خص الله العرب في الجزيرة العربية وبني اسرائيل بالشرائع الالهية وترك اكثر البشر في الهند والصين واوربا وافريقيا وو..بدون شريعة؟الا يثير هذا الشك في كونها من الله او نقول ان الله ظالم وعنصري يميز بين عباده...؟

2- انتم تقولون ان الشريعة اليهودية اصبحت قديمة وجاء الاسلام ونسخها او جاء المسيح وابطلها مع انها من الله,الم تصبح الشريعة الاسلامية الان قديمة ولا تفي بالغرض مع كل هذه المتغيرات في ثقافة البشر وعلومهم؟ثم اين الشريعة الاسلامية الالهية لكي نعمل على تطبيقها,هل هي شريعة اهل السنة وهم مختلفون بدورهم الى اربعة مذاهب,او شريعة فقهاء الشيعة وهم ايضا مختلفون فيما بينهم؟

3- ان القانون المدني يتماشى مع حاجات الانسان في كل عصر وهو متغير تبعا لتغير حاجات الانسان وثقافته وتقاليده ويصدر عن توافق العقلاء والنواب الذين اختارهم الشعب لهذا الغرض وبالتالي فهو يحافظ على حرية الانسان لانه ينطلق من داخل الانسان وحاجاته الفعلية المتغيرة اما الشريعة فتأتي من خارجه ومن زمن غير زمانه.وهذا يعني الجمود على القديم وعبودية الانسان للماضي وللفقهاء.

4- اما عمليا فنحن نشاهد تقدم البلدان المتحضرة كاوربا واليابان التي سارت وفق القوانين المدنية في كافة المجالات على عكس البلدان التي قامت بتطبيق الشريعة الاسلامية كالسعودية وافغانستان ايام الطالبان والصومال ايام المحاكم الشرعية,اليست هذه التجارب كافية في اثبات بطلان المقولة المذكورة.؟

5- اذا كانت القوانين المدنية نتاج العقل البشري الناقص فالشريعة بدورها نتاج عقل الفقهاء الناقص اي هي بشرية ايضا وان نسبها الفقهاء زورا وبهتانا الى الله,والدليل اختلاف الفقهاء في جميع مسائل الشريعة واحكامها حتى اختلط الحابل بالنابل
والبشري بالالهي.

6- ان القوانين المدنية لا تسن اعتباطا وبدافع الاهواء كما يتهمها الكتاب الاسلاميون بل تستند الى المصلحة العامة وحقوق الانسان ,وهذه الحقوق فطرية ومقبولة عند جميع شعوب العالم وبالتالي يمكن القول بانها الهية ايضا,اي كما يقال عن احكام الشريعة بانها الهية لانها تستند الى القران والسنة(رغم اختلاف الفقهاء في الفتاوى) فكذلك يمكن القول بان القوانين المدنية الهية ايضا لانها تستند الى الحقوق الفطرية التي اودعها الله في الانسان وصادرة عن رضا الناس وتوافقهم من خلال نوابهم وبطريقة العقد الاجتماعي وقد اكد القران على وجوب الوفاء بالعقود(ياايها الذين امنوا اوفوا بالعقود)المائدة -الاية1.

7-الاشكال المهم هنا هو:من قال ان هذه الشريعة مستمرة الى هذا العصر وليست خاصة بذلك العصر ؟الفقهاء هم الذين قالوا ان الخطابات القرانية وان كانت موجهة للحاضرين الا انها تشمل الغائبين ايضا,وربما هذا الكلام صحيح بالنسبة للعقائد وقصص الانبياء والاخلاق وامثال ذلك لا في الاحكام,والا كيف نفسر وجود الناسخ والمنسوخ في احكام القران؟ اذا كانت الاحكام في القران تتغير بفعل تغير الظروف كما يعترف بذلك علماء الاسلام في تبريرهم لوجود النسخ في القران من قبيل نزول ايات الجهاد وقتال الكفار في المدينة وبعد امتلاك المسلمين للقوة ,فكيف يعقل بقاء الاحكام اكثر من اربعة عشر قرنا بدون نسخ مع كل هذه المتغيرات العظيمة التي شهدتها المجتمعات البشرية على كافة المستويات؟ اليس من العقل القول بان هذه الاحكام كانت ناظرة الى حل مشاكل ذلك العصر وذلك المجتمع العربي في الجزيرة العربية لا الى جميع العصور والمجتمعات البشرية؟ وهذا يعني ان هذه الاحكام جاءت مؤقتة في نفسها ومشروطة بظروف تخصها فلما تغيرت الظروف انتهت صلاحيتها بنفسها فلا حاجة لنزول قران لينسخها......والرأي اليكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشريعة الإسلامية
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 2 / 18 - 22:50 )
يمكن تلخيص الشريعة الإسلامية بنقطتين، ومازاد يمكن إعتبارها من التفاصيل، وهما؛

1- إقتلوا المشركين حيثما وجدتموهم، وتشمل قتل ونهب كل ماهو غير مسلم.

2- إنكحوا ماطاب لكم من النساء، في الدنيا والآخرة، حلال زواجا ً وحلال حراما ً من المستعبدات من النساء كأسيرات الحرب، المسماة إما أو سبايا وحور العين أو الولدان المخلدون للفرخجية بجنة محمد.

تحياتي...


2 - طلاسم تساوي قوانين
nasha ( 2014 / 2 / 18 - 22:56 )
استاذنا الفاضل-;- مواضيعك تمس حياة المجتمع مباشره بدون لف و دوران
اولا بما ان الدين يقين او معتقد فلا يمكن الاعتماد عليه.
ثانيا بما ان كل شيئ في الحياة متغير فلا يمكن اعتماد الدين الجامد.
ثالثا بما ان الاسلام نشأ في بيئه غير متحضره فلا يصلح للحضاره.
رابعآ بما ان الدين موروث و يستغل العاطفه فلا يمكن فرضه مكان العقل
خامسا بما ان الشريعه اليهوديه و الاسلاميه كلاهما بدائيه فلا يمكن استخدامهما.
سادسا بما ان القرآن متناقض و مجرد طلاسم , فاعتماده سيؤدي الى كوارث.
سابعا بما اننا في ذيل الامم فهذا دليل قاطع لوجود خلل في المنضومه.
ثامنا بما ان اخلاقياتنا غير سويه و متناقضه فأن المنضومه معطوبه.
استاذي و ممكن اكمل و اكمل و اكمل بس كافي .
يا ناس يا عالم فتحو عينكم كافي و فكرو باليقصده استاذنا الكريم , الرجل مجازف بروحه لاجل خدمتكم , هل من المعقول هكذا انسان عاقل و رصين ومخلص عمره ابحاث يبالي للمال او لاي جهه تدفعه؟
قطعا حبه للناس و علمه الغزير و ضميره الصاحي و نظرته الثاقبه هي العوامل التي تدفعه ليرشد الناس.


3 - عقلا الشريعة أسمى من القوانين الوضعية
عبد الله اغونان ( 2014 / 2 / 19 - 01:51 )

جل القوانين الوضعية مأخوذةمن شرائعة سابقة
والقوانين الشرعية مجالها ضيق لاتتعدى بعض الحدود كالزنا وحد الخمر والحرابة
وفي المأكولات والمشروبات المحرمات محدودة جدا بينما المباحات لاحصر لها
لكن التفاضل كبير اذ حتى ماهومباح يتدرج الناس فيه درجات فالأكل مباح لكن نهي عن الاسراف
حتى القوانين الوضعية ليستدات طابع عام لكل البشر فاتجاه يرى الرأسمالية الى درجة الاستغلال واتجاه اخر يرى التأميم الى درجة الدكتاتورية والحجر على الحرية
مثلا مانتيجة تشريعات الحرية الفردية الى أن بلغت تقنين اللواط والسحاق وزواج الجنس الواحد


4 - رد
احمد القبانجي ( 2014 / 2 / 19 - 07:03 )
الاخ احمد البغدادي ويمكن تلخيص الشريعة الى نقطة واحدة :كل مافيه لذة وارتياح النفس او تقوية الشعور بالكرامة والانسانية فهو حرام..والسلام


5 - رد
احمد القبانجي ( 2014 / 2 / 19 - 07:08 )
الاخ nasha
تحياتي لك وشكرا على مشاركتك القيمة فكل ماذكرته من النقاط الثمان صحيح لا شك فيه واتمنى لك كل خير.


6 - اللواط
nasha ( 2014 / 2 / 19 - 07:09 )
عن اذن الكاتب : يا حجي اغونان يعني ما في مقاله الا تحشر نفسك بيها
و ماعندك غير الاسطوانه اياها حرام و حلال
وطبعا الجزء الوسطي من الجسم حاضر دائما , وما عندنا غير الاكل و السيكو سيكو.
ما تكلي اذا اكللت خنزير او اي حيوان اخر شو الفرق , و اتحداك انت و اكبر متدين يعرف سبب معقول لتحريم الخنزير,
و حتى الخمر اللي مايجاوز عدد المتناولين له اربعة بالميه من السكان, ليس بالخطوره التي يصورها المتدينين.
اخطر انواع المخدرات هو التدين الاعمى الذي يفتك بمجتمعاتنا.
اغونان انت شفت واحد سكران لو واحد مثلي الجنس او واحد ياكل خنزير فجر نفسه بالناس؟


7 - الاخ احمد حسن البغدادي 2
اّيار ( 2014 / 2 / 19 - 10:21 )
النقطتين التين اوردتهما هما من يمثلون الفرقة الناجية ! ولاول مرة وضعت النقاط على الحروف فسوف يهّللون لمحمد و لك ( الفرخجية ) ! لانك نطقت باسمهم علنا وها هي اهدافهم وغرائزهم المشينة تتحقق لهم في جنة محمد !


8 - وخذوا الحكمــــــة من دولة اسرائيل
كنعان شماس ( 2014 / 2 / 19 - 14:25 )
على جبروت دولة اسرائيل اليوم من يطبق فيها شــــرائع واخلاقيات التوراة يضعوه في الســــــــــجن باعتباره انسان مختل العقل وخطر على المجتمع ولااظن هناك من يشك بدهـــا وحكمة اسرائيل تحية ايها المتالق الشيخ النبيل احمد القبانجـــــــــــي

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah