الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نخاف؟

مرثا فرنسيس

2014 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا نخاف؟
هل يولد الطفل وبداخله مشاعر الخوف أم يكتسبها من كل ماهو ومن هو حوله؟ لماذا نخاف من الليل ولماذا نحلم أحلاماً مزعجة، صادفت عدة أشخاص يحلمون مراراً وتكراراً بأن شخصاً مجهولا يطاردهم وأنهم عندما أرادوا أن يصرخوا بُحت حناجرهم وحُبست أصواتهم ، والأكثر عجبا ًهم من يحلمون بأن هناك أشياء تطاردهم وليس فقط أشخاص ! أحدهم حلم بأن قطارا يطارده! أو حيواناً وغير ذلك من أشياء او كائنات مفزعة. هناك من يخافون من قدوم الليل ويتمنون أن يفقدوا وعيهم حتى تشرق شمس الصباح التالي.
لماذا نخاف من اليوم ومن الأحداث ولماذا نخشى الغد والمجهول؟ لماذا نخاف من الناس ولماذا نتوقع المكائد منهم ؟ لماذا نخاف ونقلق من كثرة المال في أيدينا؛ فنخاف أن يسلب منا ونخاف أن نفقده لأي سبب من الأسباب، ولماذا نخاف عندما تضيق بنا ذات اليد؟ لماذا نخاف لدرجة الأرق والمعاناة ونكاد نجن من عدم النوم؟ لماذا نقلق لدرجة الإصابة بالهواجس والتوقعات المحزنة؟ لماذا نخاف عند خروج أولادنا بمفردهم أو مع أصدقائهم أو عندما نتركهم في المنزل بمفردهم.
لماذا نخاف عندما نسمع عن الحروب أو الأوبئة أو المجاعات حتى وإن كانت في قارات أخرى ولماذا نخاف عند رؤية مشاجرة او عراك، ولماذا نخاف إذا تشاجر اولادنا ؟
لماذا نخاف من التغيير؟ ولماذا نخاف أن يقترب أي إنسان أو أي فكر من معتقداتنا وأيدولوجياتنا، لماذ نخاف النقاش والحوار بانفتاح وكأننا سنفقد ثباتنا لمجرد ان نطرح مابداخلنا أمام الآخرين؟
لماذا نخاف من فكر الآخر؟ هل هو عدم ثقة بما نؤمن أو هو عدم قدرة على الدفاع عن مانؤمن به؟ لماذا نخاف إذا ضحكنا كثيرا؟ لدرجة أن نتوقع حدوث مصائب؟ لماذا نخاف أن نحب ونخاف أيضا إن لم نقع في الحب؟
ماهو معنى الحياة تحت هذه السحابة القاتمة من الخوف؟ وهل يمكن أن نمنح الأمان لمن نحبهم ولمن نعيش معهم ونحن ننحني تحت كل هذا الثقل من الخوف؟
من الشائع أن عكس كلمة الخوف هي كلمة الأمان ولكنني ارى ان العكس هو كلمة الحب، فالحب يشمل الأمان في محتواه.
اذا كانت المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج؛ فهذه المحبة هي محبة الله لأن ليس هناك محبة بشرية كاملة، محبة الله فقط هي التي تستطيع ان تطرد كل خوفي الى خارج، فانا كإنسان خائف؛ اتعامل مع خائفين ولا يستطيع احدنا ان يمنح الأمان للآخر لمحدوديته ومحدودية قدراته، أما محبة الله غير المحدود فهي غير محدودة، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يمنح الحب لأنه محبة، وهو الوحيد الذي يستطيع ان يمنحني الأمان لأن محبته كاملة..ولأنه يعلم جيدا ان الحب له تكلفة وقد دفعها، وحتما لا يستطيع ان يدفعها إلا من أدرك جيدا أن هناك ثمناً غاليا دُفع من أجله. استطيع أن ازعم ان كل ممتلكات العالم لا تستطيع أن تمنح الحب أو الأمان لإنسان.. مهما كان حجمها او نوعيتها او تكلفتها.
محبتي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتبة المحترمة السيدة مرتا فرنسيس
مريم نجمه ( 2014 / 2 / 19 - 12:44 )
تحية لك وشكر أخت مرتا على مواضيعك التربوية والهادفة لراحة النفس وفرح الأنسان ..

طبعاً الخوف له عدة أسباب وخاصة في مجتمعاتنا المهزوزة
هناك الأسباب الإقتصادية والسياسية والمعيشية والتربوية والروحية والنفسية والصحية والعائلية .. وأول سلاح يجب أن نستخدمه في علاج الخوف هوإعطاء الثقة بالنفس وهو الدواء الذي أعطاه السيد المسيح للتلاميذ والناس المرضى من كل نوع - طبعاً وكما كتبت عزيزتي الحب والحب وحده والسلام الداخلي الذي يملأ القلب والكيان
سعدت بقراءة إسمك بعد انقطاع طويل عن التواصل .

لك مودتي وسلامي صديقتي الجميلة مع التحية


2 - تحية لك
سيمون خوري ( 2014 / 2 / 19 - 17:37 )
اختي مرثا المحترمة سسرت بهذا الموضوع الشيق وحبذا لو اننا جميعا ندرك قيمة المحبة تحية لك


3 - الغالية الصديقة مريم نجمة
مرثا ( 2014 / 2 / 19 - 20:11 )
سلام ونعمة عزيزتي
شكرا لمرورك وتعليقك الذي سرني وشرفني
محبتي وتقديري


4 - اخي المحترم سيمون خوري
مرثا ( 2014 / 2 / 19 - 20:12 )
سلام ونعمة
شكرا لك شرفني مرورك
محبتي وتقديري

اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال