الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل الاصلاح في المجتمع من اين يبدأ؟؟

علاء عبد الواحد الحسيني

2014 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جدل الاصلاح في المجتمع من اين يبدأ؟؟
اذا ما استقرأنا الواقع الاجتماعي لمجتمعاتنا العربية والاسلامية بالخصوص وكذلك الواقع الانساني العام نجد ان الانسان بطبيعته الفطرية يميل للدين والى وجود الخالق ونجد ان الدين يلعب الدور الاكبر في حياة الانسان وتوجهاته الفكرية والعقائدية واذا ما تتبعنا مسيرة الانسان الدينية نجدها تاريخ مخضرم برجال الدين او جنود الله والذين بطبيعة الحال وعلى مر السنين يقودون شعوبهم وقبائلهم ويوجهونهم دينياً ويقودونهم الى حروب دينية لا دخل لله فيها لا من قريب ولا من بعيد ولا زالوا لحد هذه اللحظة يؤثرون في بعض المجتمعات ومنها المجتمعات العربية التي لازالت تحت التأثير الكبير من قبل هذه المجموعات الدينية المتطرفة فكرياً في بعض المذاهب وتجدها اقل عنف وسيطرة في بعض المذاهب لكنها تقريباً متشابهة وتختلف من حيث الانضباط في الفتوى . يتبادر في ذهني دوما سؤال ملح كيف لنا ان نقوم بثورة اصلاحية في المجتمع ومن هم الذين يقودونها اذا ما افترضنا جدلاً ان هذه الثورة يقودها المثقفون. اعتقد اذا ما قادها المثقف سوف يكون مصيرها الفشل لكون ان المثقف سوف يقوم بمهاجمة الفكرة الدينية بالكامل ويخلق انفصام وانعزال في المجتمع لان الطبيعة البشرية هي بالأصل طبيعة تميل للدين دوماً. وكالعادة سوف يكون رجال الثقافة رجال مؤدلجين مسبقاً .نأخذ مثالا على قادة الاصلاح الديني والاجتماعي في التاريخ البشري والمتمثلة بالنهضة الاوربية والتي ابتدأت برجال دين بالأصل وكان سبينوزة وجان جاك روسو ومارتن لوثر وكانط وهيجل وغيرهم كانوا رجال دين مسيحيين استطاعوا ان يخرجوا المسيحية من الظلمة الى النور وان يهذبوا ديانتهم وان يخرجوا اروع ما فيها من انسانية وان يطوروها ويعيدوا استقرائها من جديد بمناهج اكثر حداثية وتخليصها من عفن الدوغمائية المقيتة .وبأسلوب يجذب العامة وبأطروحات منمقة لا تخدش شعور الناس لكنها تخدش شعور رجال الدين او جنود الله نعم استطاعوا ان يقدموا للناس دين اكثر رحمة بدل الدين الذي يذبح فيه الطفل والعجوز والانسان بصورة عامة اذن لابد ان يقاد الاصلاح الاجتماعي والديني والتسامح من لبة النواة الدينية او المؤسسة الدينية بقيادة دينية متنورة تدخل التنوير للدين لا ان تذهب بالدين الى التنوير . واذا ما عرجنا ولو قليلاً على التاريخ العربي الاسلامي نجد هناك رجال قد سبقوا الغرب في الاصلاح الاجتماعي والديني وكان ابن رشد وابن سينا وابن خلدون علماء دين وفي نفس الوقت رجال اصلاح لكن تعرضت حركتهم لشتى انواع التعسف وانتهت بفتوى التكفير وغيرها اذن لابد ان يقاد الاصلاح الديني على يد رجال الدين انفسهم بالشرط السابق ان يكونوا رجال على قدر من التنوير الانساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah