الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخالفني فأنت من الطائفة

مصطفى الصوفي

2014 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس اول مره و لن تكون الاخيره حينما يتعامل معي احد بناءاً و أحتساباً على ال( طائفة ) الاخرى التي لا ينتمي اليها (هو ) !. أضعف الايمان (اسمك مصطفى الصوفي ) الصوفي يعني متصوفة , يعني مذهب , ثم يبدأ اطلاق الاحكام ! .

من الأمثلة الاخرى على الموضوع هي : انت تنتقد مفاهيم المذهب الشيعي يعني انت وهابي , انت تخالف الرأي القائل بكذا يعني انت من فلان طائفه . فمره يكون الحكم من منطلق شيعي , مره اخرى من منطق سني , مره فلسفي , و مره عشائري. المكرر دوما هو تصنيف الاخر ضمن طائفه و قطيع بشري بدون اي احترام لخصوصية هذا الفرد وعقله وتجاربه الشخصية وقراءاته للواقع ! .
اخر التصنيفات التي وردتي هي اني (سني من الانبار ) بسبب ما طرحته ما اراء اخالف بها الرأي العام والسائد لدى مثقفينا في الشارع العراقي , يجهل من صنفني اني وراثيا "محسوب " على فئة تختلف تماما عن تصوراته بسبب ارائي ! ..

من اكثر الحوارات المزعجة هي الحوارات الشخصية مع بعض اصدقائي الذين اختلف معهم , لأنها غالبا ما تبدأ بعبارة (انتم ) , (نحن ) , وهي اقرب للاسلوب (الشخصي العشائري الجمعي) وليس اكثر من الاسلوب الفكري الخلافي .
دوغما الطوائف وثقافة التعميم التي تعيش بها غالبية عقول العرب فهي دوما مستعده لخلق هويات وقبائل وعشائر لبدأ الطرح الاثني واستحضار "التاريخ القديم " للصراعات القديمة , وبصراحه هم متعودون ولا يلامون على ذلك الاسلوب لان يدرك احدهم خطئ ما يقع به هذا المنطق .

الثقافة العامة دائما ما تكون شموليه و غالبا ما يخضع الانسان الشرق اوسطي و يندرج ضمن فئات تحدد مصيره وحياته وأفكاره , فنجده يدافع عن فئته و افكارها وأيدولوجياتها التي ورثها وينال بشراسه من الفئات الاخرى التي (ورثها ) الاخرون على الاغلب ايضاً .
ستجد الكثير من مستخدمين هذا المنطق عاجزين عن اجابتك بعقلانية حينما تواجههم بالسؤال : على اساس يكون انسان واحد مسؤول عن تصرفات وعقول الاخرين الذين تحسبه عليهم اعتباطاً كبديهية للحديث معه , هل انا مسؤول عن اوزار من تحسبني عليهم رغم اني لم افتعلها ولا اؤمن بهذا الخطأ الذي يمارسوه , الا تدرك اني فرداني اؤمن بعقلانيتي الفردية وليس لدي دخل في ثقافة القطيع فربما اليوم اختلف معك وربما غدا اتفق مع ثقافتك و عقلانيتك الغير مستقله لتأثرها بآراء عشيرتك او طائفك او اثنيتك ؟!.
الامر يتجاوز هذا , انه يصل للشعور بالتهديد والشخصنه ان تم انتقاد الثقافة الشموليه التي تربطه بالاخرين فكريا !. وربما ذلك هو لب المشكلة ! اننا لا ننظر للافكار على انها افكار بل ننظر لها كأنها جزء من اعضائنا الحيوية , لاننظر اليها كوسائل , انما كغايات , لذلك اي حديث عن تلك الافكار سيؤخذ على محمل شخصي وليس من منطلق فكري اختلافي ! .



مدونتي على البلوغر :
http://mindadvent.blogspot.com/









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ الكاتب
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 2 / 21 - 08:08 )
الاخ الكاتب تحية لك كن على ثقة من يشخصن الامور ويتحاور معك على اساس اسمك او طائفتك او عرقك كن واثقا انه جاهل بثوب مثقف وثق تماما انه لايمتلك اي حجة يجاري الحجج التي تسوقها له لذلك تراه يتهرب من المواجة باتهامك بالطائفي والعرقي الى اخره من الاتهمات ويترك الموضوع المطروح ويتخصص بتش ريح شخص الكاتب ثق تماما ان امثال هؤلاء سيتساقطون سريعا ولك التحيه


2 - الاخ عبد الحكيم عثمان
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 2 / 21 - 10:19 )
مع التحية لك
صدقني ان بعض اكبر مثقفينا يمارسون هذا الاسلوب ويفكرون بطريقة الطوائف والجميع والعشائر والشمولية التي تنكر فردانية كل شخص يخالفهم بالرأي ,. مع تقديري لك

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | عمليات نوعية وغير مسبوقة للمقاومة الإسلامية في


.. «توأم الروح والتفوق» ظاهرة مشرقة بخريجي 2024




.. تغطية خاصة | إيهود باراك: في ظل قيادة نتنياهو نحن أقرب إلى ا


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان ترفع مستوى الإسناد




.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟