الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جورج حاوي يغرد خارج سرب الوطن

نضال القادري

2005 / 6 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


حضرات ممثلي الفعاليات السياسية والثقافية والإجتماعية
الحضور الكريم:
يا أمتي
كفى غدرا.. وقتلا.. واغتيالا
كفى يا أمتي جورا وظلما
وتمزيقا، وحقدا واقتتالا...
جورج حاوي!!
أرادوا باغتيالك موت حلم
ووحدة أمة تأبى انفصالا
بلغت ذرى الخلود.. فته دلالا
وحلق.. أنت من قهر المحال.

في زمن كثرت فيه القمم وقلت فيه النسور، غرد جورج حاوي خارج سرب الوطن شهيدا يتفرس ما بين السطور ليقرأ متطلبات الوحدة الوطنية التي لطالما عمل لها قبل رحيله المفجع.

لكم تقتضي المناسبة منا جميعا أن نتوحد بناء لرغبته عندما قال:"يا أنصار العقل.. إتحدوا"، نريدها إكراما له وللوطن الذي أحبه قبل أن يأكلنا جراد الطائفية والجهل والخرافة، والظلامية التي نصارع طواحينها عن ظهر قلب، دون أن ندري أيضا أن عدوا أخرا يتربص بنا شرا... إننا أمام تحد، فلتكن كل البنادق والأقلام موجهة نحو أعداء المعرفة والمجتمع إعمالا بقول المفكر أنطون سعادة:"إن المجتمع معرفة والمعرفة قوة". وبالطبع إن القوة لا تكمن في سيارات الموت المفخخ المتنقل الذي لا يفرق بين المناطق الطائفية والمدنية والعلمانية، ولا ليست القوة تكمن في إضاءة الشموع الهشة، ولا في اللطم الكاذب من أجل المكاسب الرخيصة!!!
لا أدري كم من شمعة تكفي عندها، وكم من لطمة لا تكفي لتختزل الحزن والدمع، لتختزل جرح الوطن؟!

إن اصطياد ثائر حر مقاوم نذر نفسه بحجم قضيته ليس إنجازا عصريا للقتلة، إذ كان الشهيد من أبرز قادة الحركة الوطنية، وأحد مؤسسي "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" التي قادت المقاومة رسميا ضد القوات الإسرائيلية في لبنان إبتداء من عام 1982، وهو الذي عرف أن الأوطان لا تبنى إلا بالدماء، لا بالدموع، وأن الموت في سبيل من تحب هو الحياة!!

أيها الشهيد النسر المحلق في سماء بلادي، لقد خسرك الشيوعيون العلمانيون، كما السوريون القوميون الإجتماعيون أيضا، كما كل الكادحين الشرفاء في وطني المقاوم.. لقد خسرك الوطن بمائه وهوائه وعماله الذين سجنت من أجلهم عام 1964 لمدة اسبوعين لمساندتك ووقوفك مع موظفي "الريجي" في إضرابهم.. لقد خسرتك فلسطين، وأنت الذي لم ينس فلسطين، وأنت من اعتقل مع أخرين من قادة الأحزاب والقوى الوطنية إثر مظاهرة 23 نيسان عام 1969 تأييدا منكم للمقاومة الفلسطينية ولحقها في تحرير أرضها من البحر إلى النهر.

الرفيق جورج حاوي!! كأني بك عندما تنادي "يا أنصار العقل.. إتحدوا"، تستشرف ضرورة الحوار بين الفكر الموزاييكي المختلف والمخالف لإنجاز ثورة تغييرية في الفكر القومي حتى يخرج من هيولته وبكارته الأولى إلى رحاب التطور، وحتى لا يبقى الفكر ذليلا مستفردا في غابات الطوائف وبين صياديها المحترفين.. ثورة في الفكر الديني لتطال المفاهيم والممارسات ومنظومة القيم التي ألصقت بالإسلام فشوهت حقيقة رسالته وجعلته قابلا لشتى الإحتمالات الظالمة.. ثورة في الفكر الليبرالي لتوقف أصحاب هذا الفكر عن نقل تجربة الغرب حرفيا دون أخذ ظروف مجتمعاتنا العربية بعين الإعتبار.

نعدك أيها الشهيد في عليائك بأننا سنكتب ونعمل بحرارة ووهج صادق وتجرد من أجل حياة لبنان الديمقراطي العلماني الحر المقاوم، ودائما كما أنت أحببته علمانيا في مقاومتك، ومقاوما في علمانيتك حتى الرمق الأخير.

أيها الشهيد: حتى لا نبقى في دوامة لفظية لا تقرأ الواقع، بل تتصارع في حلبة غادرها المتفرجون منذ سنوات، لن نطيل الكلام، ولكن أيضا لن نقول لك وداعا.. سنقول إلى اللقاء الدائم والحوار الدائم مع فكرك الذي أمنت به.. ونعدك بأن إليك ستتدافع قبائل الأمل وأنت المسيج بعشق مفتون يعالي الضباب وينهمر مع البرد المزنر بأحلام التجدد والقيامة ليحي لبنان.
عشتم ودمتم.. ليحي لبنان نطاق ضمان للفكر الحر.

* الكلمة التي ألقاها الرفيق نضال القادري ممثلا لمديرية أوتاوا المستقلة في المهرجان الذي أقيم في أوتاوا / كندا بمناسبة أسبوع تأبين الشهيد جورج حاوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم