الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون الثابت والقانون المتغير

اكرم مهدي النشمي

2014 / 2 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


القانون الثابت والقانون المتغير
ان الكون ومنذ نشؤه وحتى هذه اللحظه يعيش حالات التغيير المتعدده والمتكرره في الماده والطاقه والمسافات وفي القوه والكميه وكل شي من المجرات والى المجهريات ,بما معناه ان التغيير يقع على الماده كحاله مطلقه للفعل المستمر وليس الحقيقه المطلقه ,فماده الامس ليست كما هي اليوم ,ان قانون التغيير اخضعها لحاله جديده ووضفها ضمن ضرورات طبيعيه منها الاستمرار والتطور الطبيعي ومنها الاعتباط في احيان كثيره ,انها ليست حاله محدده او انيه او مزاجيه ولكنها ضروريه للاستمرار,مثل حاله التلقيح والتي تخلق الجنين ثم يتطور الى طفل وشاب الى ان يشيخ ويموت, وهي حاله مشابه لولاده الاجرام والمجرات ,ان هذه المتغيرات تحدث في فترات زمنيه غير خاضعه لقانون في بعض الحالات ولكنها تتبع القانون بعد التكوين والاستقرار المؤقت ,ان المتغيرات تقع في بعض الحالات بمده لاتتجاوز اجزاء من الثانيه ومنها ياخذ ملايين من السنيين الى ان يتحدد شكله الجديد وليس النهائي,لقد تطور الكون واصبحت المسافات شاسعه ومتباعده وعمليات الشد والانفلات تغيرت فهناك كثير من الاجرام تقلص حجمها واندثرت في دهاليز الكون العميق كما ان هناك ولاده جديده وحركات مستمره وكل لها قانون فيزيائي وطبيعي ينظمها
ان قانون الحركه والتغيير هو قانون الطبيعه بكل صفاتها وتقسيماتها ولايمكن ان نستثني منها العناصر الجامده او المعادن او الطاقه فالجزء يتحرك ويتفاعل مع الكل يؤثر به ويتاثر به وهناك تبادل ادوار ومصالح طبيعيه تتطلبها عمليه التغيير لتكوين حاله جديده تتفق مع الظروف والضرورات والمتغيرات وهي اساس الكون والخلق والتطور وبدونه لاوجود للحياه والاساس المادي الذي حولنا ,ان الحاله الانيه التي نعيشها لم تكن ثابته ولايمكن لها ان تكون كذلك في المستقبل وان تمت بدايه الاستحداث لحاله مشابه فانها بالتاكيد لن تكون تؤم لها بجميع الجوانب يمكن ان تكون متشابهه بالشكل العام اذا تم استنساحها مثل على ذلك هو الاستساح البشري او الكلوننك ولكن الفعل والتفكير والاسلوب لن يكون متشابها على الاطلاق,ان التغييرات تحدث عن طريق القانون المتحرك وهو القانون الذي ينظم عمل الماده في شكلها واسلوبها الجديد وهو ضروري واجباري للتوافق مع مايتطلبه التغيير من استحداث واقع مادي جديده ومن هنا تكمن الضروره لقانون الماده المتغير والمتحرك ولكنه ملزم لان بدون الالتزام بالقوانين المتغيره فاننا سوف نعيش حاله من الفلتان او النهايه والتي سوف لن تحدث بالتاكيد ولو انتهى زمن الحسابات التقليديه
القانون الثابت
ان القانون الثابت هو فلسفه اللاوعي او مثاليه الماده بصورتها النهايه والتي لاتسمح ان يتقرب منها الوعي لكشف زيفها وعدم تطابقها مع منطق الاراده والحاجه والضروره ,انها تدحض الحقيقه باعتبارها شي لاوجود لها الا في نظرتنا اليها وهم في هذا
يؤكدون خطا الفهم العام لاساس الاشياء من خلال الاعتراف بوجود الشي وان كان عن طريق التصور من خلال الجدليه واعطاء البديل الخاوي من اساسياته ,انها تمثل الركود الاسن في كل شي من الكون والى عقل الانسان وايمانه ,فهي تجعل من البشر عباره عن هياكل خاويه تم استحداثها بواسطه قوه خارقه منحتها الشكل النهائي الذي لن يتغير حسب ادعائها الا عن طريق اللاوعي الذي يتحكم في الماده وهذه تشمل النظره الى الكون والنجوم والبشر ,انها لاتعترف بالوجود اساسا لذلك لاتعترف بالتغيير وحركه الاشياء ,انها تؤمن بالوجود الثابت المقدس وليس قانون الطبيعه المتغير ,,انهم يمثلون اللاشئ وينسبون الاشياء الى الاعتقاد والتصور اما الوعي فهو عباره عن مفهوم خارج حدود الماده بمامعناه ان الماده موجوده في الخيال وليس هي من تصنع الخيال, انها تستعمل الشئ في تفسير اللاشئ
ان جميع الاديان والمعتقدات تعتمد في طرحها على اساسيات مشابهه للفلسفه المثاليه او انها جزء مهم استندت عليها هذه الفلسفه في اعطاء الحجه والتبرير الناقص والمشوش والذي يضع العقل البشري في حيره ولايعرف ماهي الوسيله لدحض االاوعي بما معناه كيف اكذبك ان انت ادعيت النبوه او ان الله ارسلك لتكون رئيس القوم بالتاكيد لااحد يستطيع ان ينفي التصور او الخيال او الادعاء او الحلم او الاعتقاد والذي تبقى القناعه والفوضى تدور في فلكها يحوم الشك من حولها ,ان الاديان جميعها تخضع لحاله واحده وهي القانون الثابت فهناك طقوس ثابته وهناك الهه وانبياء ورسل وهناك واقع واراده من قوه خارجيه تتحكم بنا ولها السلطه العظيمه في فعل الاشياء وتغييرها وماعلينا الا ان نلتزم بطاعتها وان نقوم بالواجبات الدينيه التي ارسلها الله لنا عن طريق الانبياء والمرسلين وان التغيير سوف يقع عند الحدث الكبير وهو قيام الساعه ولكن لااحد من المؤمنيين يعرف متى تقوم القيامه ويكون الجميع في مواجهه حكم الله ,على الفقير ان يصبر على جوعه وعلى المراه ان تبلع ضيمها وما الحروب والقتل والارهاب الا من عمل الشيطان الذي زرعه في القلوب وان هناك قوه خفيه تعمل على زرع الحقد والكراهيه بين البشر وهي بهذا التصور الغير واعي واللاعقلاني تنفي الصراع والحركه وضرورات الغيير ولكن اين الله وفعله من هذه الماسي ؟لااحد يمتلك الجواب
ان الماده والافكار والواقع والكون يستمد قوته وبقائه من عناصر الحركه والتغيير والتكيف ,ان الانسان وفكره ومايحيط به لم يكن هكذا قبل الاف السنيين ولن يكون على نفس الحاله مستقبلا بالتاكيد ,انه سوف يتغير بايولوجيا ولن تستطيع اي قوه من ايقاف تغييره ,ان التغيير حاله اجباريه وليس اختياريه تخضع لضرورات الحاجه الذاتيه والمحيطه والظروف الطبيعيه عكس ذلك هو الوقوف ضد مجرى التيار والذي سوف يجرف جميع المواد الراكده وان الافكار والمعتقدات والاديان والطقوس سوف تعيش حاله من الصراع مابين القانون المتحرك والقانون الثابت وفي النهايه سوف تكون الغلبه للعامل المتحرك الذي سوف ينتج افكار ومعتقدات جديده تتناسب مع الحاجه والضروره عكس ذلك فان الضمور سوف يصيبها وتنتهي كفكر وليس كماده وماحاله الاندثار التي اصابت الفلسفات والمعتقدات القديمه الا تاكيدا على هذه الحقيقه
اكرم النشمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا