الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة العربية غرقت في مستنقع الطائفية

شمخي الجابري

2014 / 2 / 22
المجتمع المدني


حان الكلام لأحاور فكرتي عندما عم الصمت في وطني الكبير، وأحكمت متاريس الطرق ولا نافذة أخرى ، فيسألوني لماذا تفكر في منهج الوحدة العقيم ، فقلت سأكتب تداخلي وأن غاب اليقين ! . . .
تعاني الدول العربية من أزمات معقدة لكوارث من صناعة بشرية لمتغيرات ليست عفوية جاءت نتيجة نجاح مشروع الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير المنطقة وإيجاد محفزات لبؤر فيروسات مزمنة كفيلة في تبديل أوضاع الدول لضمان مستقبل أمريكا التي لها مصالح ثابتة مع الحكومات وصداقات مؤقتة حسب منافعها لتأمين الوجود الإسرائيلي تحت برنامج واقعي تدارست فيه مساحة المشروع وحجم التغيير لتحقيق إستراتيجية عدم انتظام الدول العربية واعدت مفاتيح الدخول للسيطرة على المنطقة بكاملها حتى تمددت بشكل واسع ودخلت في تشريعات الدول العربية وإيصال عناصر في كل دولة لمصدر القرار لإيجاد الفرقة لعدم تجانس ارتباطات الدول في علاقاتها والذي يتعلق في مصالح العرب الأساسية ومنها القضية الفلسطينية وأما الترابط في منظمات عربية كواجهات ظاهرية ليست مبنية على مقدمات وأهداف حقيقية بل نابعة من مواقف الحكومات الاستبدادية ونهجها السياسي المبني على نظام الاستغلال واضطهاد الشعوب وتحريم كل الوسائل الشرعية التي يتبناها المجتمع وإيجاد فجوة لعدم التقارب لمعطيات موضوعية وواقعية تبعد الترابط بالقاعدة الجماهيرية ذات البنية الاجتماعية كما رسمت الخطوط العامة لعملية التغيير في الحكومات المراد تبدلها بشكل نوعي لصالح الولايات المتحدة الأمريكية حين أعطيت المنشطات للطائفية ووضعت مشاريع لإضعاف الدول العربية والمصير المجهول وجعلت العالم العربي يتهيج أوجاعه وتكتسحه الكوارث من خلال عمليات التخريب والإرهاب وأول تطبيق واقعي شمل العراق لوجود خصوصيات للانطلاق لتغيير المنطقة وإبعاد العراق عن حركة التنوير من خلال تنشيط الفوارق البشرية بين أفراد المجتمع الواحد في معامل التصنيع الديني وتداخلت دول الخليج عليه في أجندات خارجية تعمل لتنهش الجسد العام للدولة حتى وفرت أنواع أساليب الصراع المذهبي مما جعل الحركات السياسية في البلاد همها أن تنفرد في ادوار من اجل الوصول للسلطة مما اثر سلبا على حياة المواطن الذي لا زال يعاني من بث نظريات التخلف ونشر أساليب القتل والجهل ليبعد المجتمع العراقي عن ثقافة التوعية لبناء حضارة وطنية إنسانية تزامنت مع ضعف السيادة الوطنية والاستقلال العلمي والسياسي
لان المجتمع يرتقي مع القوانين عندما يتعامل في منظومة الحياة كبشر في أي مكان تفعل فيه مبادئ المواطنة وحين يجتث المجتمع براثن الأحقاد والطائفية والعنف وعندما تنظم الأوضاع بسلوك عام يجمع شرائط البناء والتغيير ويحمل خصوصيات المنطقة والجوانب الموضوعية والذاتية ولم يخنع لوسائل دينية حتى في البنية الاجتماعية من اجل تقارب الأديان والشعوب ويصبح الترابط أنساني حضاري بعد تقوية الوشائج المبنية على أساس المواطنة . . لا يمكن تلاقي الدول العربية لتحقيق مشروع الأمة العربية الواحدة لعدم توفر المنطلقات الواقعية ومقدمات ترابط هذه الدول والذي يعتمد بالأساس على البناء الحضاري وما تقدمه من خلال المحور السياسي والاجتماعي والاقتصادي مما يستدعي التحرك لمكافحة الأطراف التي تعمل على تفكيك الترابط بين الدول والتي هي مفككة ومقاومة القوى التي تسعى لإبادة المجتمع العربي ، والعراق يجب أن يبقى هو نواة لرسم خريطة المستقبل لهذه الوحدة بعد إصلاح الأوضاع الداخلية والتوجه لأفاق التغيير النوعي في مشروع وطني أنساني يعتمد التوجهات المدنية كمنطلق في حوار التسامح والمصالحة الوطنية والتعاون نحو الأصلح صوب العدالة الاجتماعية كوسيلة للتكامل والتكافل الاجتماعي تسبقها نشاطات لإعمال منظمات مجتمع مدني لمتابعة مقدمات حقوق المواطنة والثقافة الوطنية للتألق في صومعة التقارب العربي كدولة متحدة مع نفسها تسعى للاتحاد مع الدول العربية الأخرى . . وهل يتحقق الحلم العربي في فلسفة الوحدة لتوفر المقومات حسب اعتقاد القوميين وهي ( الأرض ، التأريخ ، اللغة ، الدم ، والمصير المشترك ) وحتى حين ابعدوا الدين باعتباره يفرق العرب ولا يوحدهم حين أصبحت القضية في محورين الأولى تجسدت المناداة في الطبقية الحكومية التي جاهدت أن تجعل القضية هامشية ودفعت الأموال كي تبقى المهرجانات والشعارات الفارغة والمصطلحات المروجة للوحدة ومنها القضية الفلسطينية التي أوصلوها بحكم السياسة الغربية إلى الافتقار ودخلت سوق المناورة في الشعارات حتى الكساد الذي لا يحتاج إلى الاستدلال والتعريف بقدر ما هو اليوم من الافتقار أما المحور الثاني هي المآثر الشعبية في النظرة المضادة للحكومات والمغالاة في إرادتهم كنهضة ثورية من اجل التقارب ولكن مقومات الوحدة غير منسجمة من مكان لأخر وعمق الاستعمار الفكري عند بعض الإمارات والدول التي يصعب دمجها وبهذا تكون مخالفة للقوانين العلمية والتاريخية والاقتصادية ومن هذا نقول أن شلل الحقائق أبعد هذا المطلب من التحقق وخاب من تبنى شعار ( امة عربية واحدة ) هذا ما دفعني للمداخلة ويتفق معي كل من يحمل النظرة الإنسانية والفكرية والثقافية لعملية الإصلاح في المنطقة ولكني لا اجزم بشكل مطلق عدم تحقيق الوحدة وإنها تتأثر في قوانين الطبيعة التي هي في تغير دائم إضافة إلى الكثير من المستجدات والتي هي لصالح قوى الهيمنة العالمية ولم تصب في مصلحة مجتمعنا الذي يتحمل مسؤولية الانتفاضة العامة في المنطقة وان ينزل إلى المقاومة الصادقة من اجل التغيير وعلى الإعلام أن يلعب الدور كسلطة أساسية في مرحلة التغيير لكشف الحقائق من اجل المعالجة لا لغرض التشهير والعرض الأفضل للحلول وتنوير الحياة الاجتماعية وهداية الناس على ضوابط المدرسة الفكرية المعتدلة لتوثيق وشائج الترابط البشري هو الإدراك العلمي للتلاقي حسب معطيات المواطنة والاهم من كل ذلك أن الحكومات والملوك في المنطقة يجب خضوعهم إلى المدرسة الفكرية الإنسانية لكي يظل الطموح قائم في حالت إنهاء التطرف المذهبي في إطار الالتزامات العشائرية القديمة التي مضت في بعض الدول لحال سبيلها والترويج للغة الثقافة والعلم كما جاء في سورة القلم ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) ويقع على عاتق المثقف والفنان الذي يعمل من اجل الإنسان هذا الدور المتميز لمكافحة الجهل والتطرف كوجهات لمسلك واحد إذا سلب احدهما أتبعه الأخر وكذلك علماء الأمة في الإرشاد والتوعية لما للعلماء من مكانة متميزة وقال النبي (ص ) ( علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل ) للعمل وسط جماهير البشر والمجتمعات التي تعاني من المفارقات والتناقضات وحالات التفرقة والصراع العربي العربي العنيف الذي يحتاج الحلول كمسلك للنجاة من خلال رفع الوعي الثقافي ويلعب علم الاجتماع التنويري دور في التوجيه لإحباط التنكيل والتسلط على الخلق وكما أن المؤسسات الإعلامية عليها مسؤوليات فهي لم تنشأ لإغراض مديح الحكومات والملوك بل هي كذلك وسيلة لخدمة البشر بوضع البيان الصائب لإحقاق عمل الخير لخدمة الإنسان في التغيير والتذكير عن عمل الحكومات الجاثمة والغير منصفة في امتصاص البشر هذه المجتمعات الغارقة في مستنقع الطائفية المقيتة وحين أصبحت الوحدة العربية مشروع مؤجل فهل تستطيع كل القوى التي تؤمن بالإنسانية من إيجاد ضغط عام على الحكومات لتشكيل الاتحاد العربي الحقيقي كمجلس يحتكم لقوانين لخدمة الأمة العربية ويردع حكوماتها المتمثلة في ملوك من أصحاب الكروش وحكام يأتمرون ويمتثلون لأسيادهم الكبار وأول خطوة ممكن أن تعطي ثمارها هو تحريم قتل الإنسان وانتهاك الحرمات في المنطقة لان الإنسان هو أهم الثروات وتحرير الناس من براثن الطائفية وجمع الأموال التي تصرف لقتل البشر بالبشر لمساعدة تحسين وضع الشعوب التي أنهكتها الحروب بأموال خليجية وان الأمة تتحمل مهام ليس فقط الصبر والعسر والمشقة بل التحرك من اجل التطهير والتغيير وان المواطن العربي بحاجة إلى التوعية بأهمية الوحدة العربية والانتفاضة من اجل الدولة المدنية لضمان الحياة الحرة الكريمة والاهتمام بثورة الإنسان العامة في المنطقة للتخلص من شر الملوك والحكام الذين لا يؤمنون بالعدالة الاجتماعية ولا يقضون بالحق كما أن الناس لم تنتفع من علم وخبرات الملوك ولكن ضرها جهلهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار