الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لله قلب

أحمد عفيفى

2014 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




الله؛ بكل الميثولوجيات، بما فيها الميثولوجيا الإسلامية، كهل مهيب حكيم، ولم نعرف حتى الآن على وجه الدقة، لماذا توغل الميتافيزيقيات وتشترك بتصوير الله كهل، رغم أنه قياسا على أبديته وأزليته المفترضتين، شاب أو راشد، وليس بالضرورة شيخ أو كهل، وهو ما يؤكد بشرية الله أو بشرية صناعته وتصوره، يتبع تلك التصورات والتهويمات انه رحيم، ونظرة واحدة على تاريخ الحياة سوف تثبتان، أنه أي الله، بحال وجوده؛ هو المخلوق الأغبى والأقسى عبر التاريخ، بدء من الفقر مرورا بالجهاد وصولا للسرطان، وأي رئيس وزراء أوروبي هو كائن احكم وارحم من جلالته، بل ربما تجاوزه اوباما بغباءه ومحدوديته في الذكاء والرحمة، حيث انه لا يوجد مواطن أمريكي الآن قادر أو غير قادر لا يتمتع بتأمين صحي كامل، أتاه الله من فضله أو نسى كعادته بحكم السن ولم يؤته.

الله بقرآنه المتناقض؛ أكثر من كتاب عكف على تأليفه سكّير، يخبر الملائكة المساكين الذين يعرفون مسبقا الغيب، تماماً مثلهً، انه سيخلق فيها من يقتل فيها ويسفك الدماء ولا يبالي، هكذا بمنتهى البرود؛ لا يبالي، قطعا منتهى الحكمة والصدق والرحمة، ثم ينزعج المسكين المغدور به، ويفاجأ وهو السميع العليم البصير الفشيخ، عندما يأكل آدم من شجرة تفاح تافهة، ويعاقبه على تفاحة ولا يعاقب الشيطان على مصيبتين؛ المعصية والغواية، بل يتركه خالد، ويخسف بآدم وذريته القتله الأرض، أي تناقض أو علم أزلي أيها الله وأنت تعرف مسبقا انك ستخلق عصاه قتله ولن يكون مصيرهم ومستقرهم الجنة وان الشيطان افسد عليك خططك ولم يقتنع بهراءك، وجعلك رغما عن انفك أضحوكة، بل جعلك تتركه خالد بصلاحيات اقرب لصلاحياتك، ودعني أخبرك من موقعي على الأرض هنا، إن كنت فقدت الصلة بالأرض أو انقطع عنك الانترنت، الشيطان محبوب أكثر منك لأنه صريح وصادق وواضح ولا يقمع شهوات الناس وغرائزها ولا يجبرهم عليها بل يتركهم يجربون ويقررون، عكسك أنت أيها العتيق الأناني المتشدق، الذي لا تدرك شيئا عن تطور الناس والحياة، يا من تسكن ببرج عاجي أو طيني لا اعلم، وتراقب من بعيد كمن اقترف جرماً.

ودعني بعد كل ذلك أفترض؛ كما سوف اغونان يفترض، بعد سيل من كتاب الموتى المدعو بالقرآن، وآياته السخيفة السقيمة المضحكة المملة، أن لله قلب، حسنا، تلك سوف تكون مصيبة أكبر، بل إن شئت الحق كارثة، فلو أن لله قلب، يرى به ويشعر، فحتماً، لابد يتخير أطول وأمضى سكين بمطبخ الجنة، حيث يذبحون لحم طير مما يشتهون، ويغمده بقلبه حتى المقبض، حتى يرتاح ونرتاح، يرتاح من بؤسه وغباءه وضعفه ومسئولياته التي لم يضطلع بها يوماً، ونرتاح وأطفال سوريا ونساءها المتجمدون والمتجمدات على الحدود بين العراء والبرد، والنساء الأرامل اللائي يترددن على جمعية رسالة الخيرية لتلقي العون المادي لأنهن بلا عائل ولا مال وأحيانا بلا مأوى، والفتيات اللائي يعملن براتب يكفي طعامهن وكسوتهن بالكاد، وتخطين الثلاثين دون رجل يُرضي ويطمئن غريزتهن وأمومتهن، والرجال العجائز الذين ألقاهم آل زهايمر دون حول منهم ولا قوة بعنبر رقم 26 شيخوخة بمستشفى العباسية للأمراض العصبية و النفسية، ودعني لا أذكر لك عدد النساء الغارمات بسجن القناطر، ممن يعُلن صغارهن وهن بالسجن، لظروف حياتية بالخارج، أبشع من السجن.

كل ذلك؛ ولله قلب، أعتقد، إن لم أكن على يقين، أن قلب هُبل، كان أرق من قلب الله، فلم تكن توجد بالجزيرة وبالعالم بعد ذلك كل هذا الخراء الإسلامي وقرون من تعطيل الغريزة والعقل، ومن يتربص بكلامي، عليه مراجعة تاريخ العرب قبل الإسلام للأستاذ الدكتور الباحث جواد العلّي، حتى يدرك عن مصادر ووثائق، أن هذا الدين مقيت، ومشروع طموح نجح، ليس أكثر من مشروع محمدي طموح نجح، فاسد لكنه نجح، وطوبى لمعاوية وذراريه حينما لم يصدقوا هذا الهراء من مبدأه لمنتهاه، ولست بشيعي أو علوي أو جن أزرق، ومعاوية وعلى وعمر كلهم رجال أعمال بمشروع طموح فاسد نجح، بالقوة والجبر والقهر نجح، بالسيف والسبي والعنف نجح، بالغاية تبرر الوسيلة نجح، المصيبة والكارثة أنه نجح، كما نجح هتلر باجتياح العالم، وهو قطعاً على خطأ، والعرب قبل ذلك المشروع الانتقائي الانتقامي ألتوريثي، كانوا أهل طيبة وكرم ومسئولية، تكاد تقترب من مجتمعات المدن المتحضرة الآن، تجارة وزراعة وعمل، وليس حرب وجهاد وغنيمة، كالصعاليك وقطاع الطرق وزعماء العصابات.

لو أن لله قلب؛ ولو أن هذا القلب به قطرة من دم، فيجب أن يشنق الله نفسه، تكفيراً عن جرائمه بحق الحياة و الناس، أو يقدم نفسه للمحاكمة، إن واتته الشجاعة، وأشك أن تأتيه، حتى تتم إدانته، ويُسجن مدى الحياة، تكفيراً أيضاً عن خطاياه وتكاسله وتخاذله بحق الناس والحياة، فطبقا لكتابه المتهافت – كما تدين تدان – وكما سيحاسب هو الناس على أخطائهم، فليحاسب هو نفسه قبلا على أخطاءه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اله مقالتك حقاً بلا قلب
ابو داود ( 2014 / 2 / 23 - 06:41 )
انا لا اعرف الله المجرم الذي تتحدث عنه في مقالتك، ولكنني اعرف إلها محبا دخل التاريخ البشري عندما تجسد بصورة إنسان ومات على الصليب لفداء الانسانية واعطانا أقدس وأجمل وارع تعاليم وفي قمتها: احبوا بعضكم بعضا


2 - جريمة
بلبل عبد النهد ( 2014 / 2 / 23 - 09:47 )
وهناك جريمة نكراء اخرى تتجلى في ذبح هذا الاه لابنه فالرب الذي لا يستطيع حماية فلذة كبده فلا طائلة ترجى منه ويزعمون انه قدم ابنه قربانا ليخلص الناس او ليس كان بامكانه ان يفعل ذلك ويحافظ في نفس الوقت على ابنه الوحيد وبمناسبة الاشارة الى ما يعانيه الشعب السوري اقول
يا سيدي البائع
انا لا امتلك في جيبي اي ذهب
وامي مرمية بين الخيام ووالدي استشهد في حلب
اصابع قدمي ما عدت احس بها
وجسدي الصغيرقد انهكه التعب
فهل ممكن ان تعطيني حدا
واعطيك بدلا عنه كل الغرب


3 - احسنت يا محترم
د/ سالم محمد , , دكتوراه فى تاريخ مصر ا ( 2014 / 2 / 23 - 10:12 )
عتل بعد ذك زنيم
اى عاقل يصدق ان هكذا سفالة و قذارة تصدر عن إنسان بسيط
فما بالك و قد هتف بها صلعم و جعل ربه ينطق بها
و يرددها المليار مسلم او يزيد
اكثر من ثلاث ارباعهم لا يقرأون او يكتبون العربية
امة عديمة العقل و القلب
اشكرك ايها الكاتب المحترم
فقد لمست كبد الحقيقة
ان كان لها كبد


4 - ابو داود
أحمد عفيفى ( 2014 / 2 / 23 - 13:57 )
الاله المحب ليس بحاجة لتجسد وموت
تحياتي


5 - بلبل
أحمد عفيفى ( 2014 / 2 / 23 - 14:00 )
اكتب مقالات باسمك يارجل
بحق اللات :)


6 - دكتور سالم
أحمد عفيفى ( 2014 / 2 / 23 - 14:03 )
واي عقل يصدق ان رجل واحد
يصنع ما صنع الداهية
سؤال محير
وتحياتي


7 - مادامت هنالك طفل يموت جوعا لاقلب له
حميد كركوكي ( 2014 / 2 / 24 - 02:16 )
لو كان الاه لصعدت اليه ووضعت قازوقا في جحره لكونه خلق طفلا جائعا في أفريقا وقلت لعنة الكون على أخلاقك وقلبك القاسي ، ولعنة الكون على من إخترعك في عام 7000 سنة قبل الميلاد في {گيوبگلي تپه} في هضبة أناظوليا بعد إختراع الزراعة!
في بعض الأحيان أقول ياليت لم نتطور لكي نخترع هذا البعبع السلطوي الرأسمالي والجشع والأحمق.