الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية ليبرالية إلى القائد السلفي نادر بكار

إسماعيل حسني

2014 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن إعلان نادر بكار عن مشاهدته لأفلام السينما واستماعه للموسيقى زلة لسان كما يتصور بعض السذج، وإنما خطوة في مشوار الألف ميل، وبالونة اختبار في إطار خطة شاملة لتحديث الدعوة السلفية ونبذ الأفكار والأحكام الدينية الفاسدة التي تبقى ملايين السلفيين في كهوف العصور الوسطى وتمنعهم من دخول القرن الواحد والعشرين.
إن مراجعة الحكم الديني الفاسد بتحريم الموسيقى كفيل بتحويل السلفيين إلى مواطنين محترمين يؤدون التحية لعلم بلادهم، ويقفون احتراما لسلامها الوطني مما سوف يقودهم حتما إلى مراجعة كثير من المعاني الملتبسة في أذهانهم حول الوطن والدولة والقانون، وإلى الإقبال على تعلم وممارسة مختلف الآداب والفنون مما سيرتقي بهم درجات في سلم الإنسانية، ويساعدهم على فهم طبيعة الإنسان، وإدراك الفروق الأساسية بينه وبين غيره من الكائنات، ويحررهم من أسر ثقافة القطيع، ويزيد من إدرك السلفي لفرديته وتميزه واستقلاله وحريته في اتخاذ القرارات المتعلقة بحياته الشخصية.
ومع الإستمرار في عملية التحديث سيمتلك هؤلاء الشجاعة لطرح الأسئلة الصحيحة حول العديد من المسائل التي تعج بها الكتب الصفراء القديمة والتي تعتبر خطوط حمراء في الفكر الوهابي السلفي مثل تقديس الأزياء البالية من جلباب ونقاب وعمائم، وممارسة العادات السيئة كختان النساء ونكاح الصغيرات وتعدد الزوجات والإفراط في الطلاق وتشغيل الأطفال، مما ينقلهم نقلة نوعية إلى إدراك كنه وجوهر وأهمية حقوق الإنسان بصرف النظر عن لونه أو دينه أو عرقه، ويؤهلهم إلى استيعاب قيم مثل الحرية والعدالة والمساواة وحقوق المواطنة وغيرها.
ولم يكن خافيا على بكار أن تصريحاته تلك سوف تثير عليه عاصفة من الهجوم الذي قد يصل إلى التفسيق والتكفير، ولكن هذا هو قدر القادة العظماء الذين يضحون بأنفسهم في سبيل مجتمعاتهم.
إننا نتوقع أن تثير هذه التصريحات جدلا عاتيا في أوساط المجتمع السلفي سيؤدي حتما إلى تفاقم الخلافات التي بدأت حول الموقف من 30 يونيو، لتنقسم الدعوة السلفية في النهاية إلى معسكرين رئيسيين، وربما متقابلين ويكفر أحدهما الآخر "سلفية حداثية" تعبر عنها مجموعة المشايخ التي يمثلها بكار والتي سوف يتعاظم تفاعلها مع المجتمع سياسيا واجتماعيا، و"سلفية تقليدية" تنزوي إلى كهوف ما قبل 25 يناير ويمثلها المشايخ الملتزمون بالنهج السعودي الوهابي المتطرف.
ومن نافلة القول هنا أن هذه الخطوة المباركة التي قام بها نادر بكار لا تعني أنه على المستوى الشخصي قد انتقل من معسكر التقليد إلى معسكر الحداثة، ولكننا كما هاجمناه مرارا في سقطاته يجب علينا أن نرفع له القبعة إذا أحسن، وأن ندفعه نحو المزيد من العقلانية والحداثة.
إن حركة التاريخ لا تعود أبدا إلى الوراء، فمن يواكبها ينجو بنفسه، ومن يجافيها يلقي بنفسه وجماعته في مزابل التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاء هى زلة لسان ... وربما تجلب عليه المصائب
حكيم العارف ( 2014 / 2 / 23 - 22:17 )
استاذ حسنى ... الاخوان السلفيون لازم يكون فيهم تدريج ... فاذافلح التزمت وسار على الجميع يلتزمون به اذا رفض المجتمع هذا التزمت ينزلون الى الدرجه الاقل فى السلفيه .... الموضوع كله جس نبض مصر المطحونه .... والشعب هو اللى بيدفع الفاتوره ...

هل تعلم ان جزء كبير من ايرادات امريكا يرجع الى الالبومات الموسيقيه / الاغانى والافلام ...

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah