الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمعي - قراءة في ما يراه المجتمع مثالياً - الاحتيال

احسان العسكري

2014 / 2 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الاحتيال Fraud
قضيتنا هذه قد تكون مختلفة عن السياق العام لكل ما سبق اذا انها ستكون بعد ان نناقش ما يراه بعضنا مثالياً في معاجة هذه الحادثة التي تعد من غرائب وعجائب مجتمعنا . .
*ان تكن حراً في مجتمعٍ تسوده مفاهيم متجذرة لالاف السنين هو ضرب من المحال ولكن ان تكن صادقاً خير لك من التبعية غير المنطقية لمافهيم قد تراها مغلوطة الى حد كبير ..
مثاليات المجتمع في التعامل مع المرأة تثير الدهشة والعجب اذا ان المجتمع يتعامل بطريقة اراها (حسب رأيي الشخصي) سمجة فيها من التطرف والطغيان والـ لا مبالاة بكيان الشريك الشريك الذي يفوق عدداً نصف المجتمع قضيتنا هنا لو طرحتها في مجتمعٍ متحضر لنظر الينا نظرة المحتقر المستهزيء المقلل من القيمة والكرامة والكاره لوجودنا فيه ..
مثاليات ربما تكون بائدة الى حدٍ كبير اسهم في تفشيها الفهم الخاطيء للاسلام كـ دين سائد عندنا وعندما تحتج على احدهم يقول ((ناقصات الدين)) واخر يقول ((ناقصات العقول)) واخر يقول ((للذكر مثل حظ الانثيين)) ويحتج عليك آخر بما يسمى ( محصنة) وغيرها من المفاهيم التي وجدت اصلاً من أجل العدالة الاجتماعية والانسانية ..
ولم يكلف احد نفسه ويقول بينه وبين نفسه ما اصل هذه النظريات ومن اين جاءت ومن اسهم فعليا في تجذرها في مجتمعنا ؟ ومن له المصلحة الحقيقية في جعل هذا المجتمع يحارب نصفه ويقسو عليه كل هذه القسوة ؟ تساؤلات كثيرة ومثيره للجدل تدور بين اروقة مكتبات الكتاب والمفكرين وحتى رجال الدين المعتدلين (ان جاز لي توصيفهم هكذا) فمن وجة نظر دين الاسلام واحتراما لكينونة وهيكلية ونفسية المرأة جعلها في تميز يعده البعض خللاً والاخر يعده عيباً اذا يخجل اصلاً من مجرد الحديث فيه وهي ببساطة تغييرات جسدية تطرأ على المرأة , هكذا خُلقت وهكذا تكونت وهكذا اراد لها من خلقها ان تكون كما اراد لك ان تكون من المشكلة في هذا ؟ فالاسلام تكريماً لها منحها حق التخلي عن عموده وهي الصلاة في ايامٍ لم يتسنَ لجسدها ان يكون في وضع وحال يمكنها من اداء هذه الفريضة فاسقطها عنها احتراما لا استصغاراً ..لقد بحثت في كثير من كتب الاسلاميين وحتى غيرهم فوجدت ان جميعهم اتفقوا على ان المرأة في ايام الدورة الشهرية وايام النفاس لاتتمكن من اداء فريضة الصلاة لان هنالك من وجهة نظر العلم والطب تغييرا يطرأ على الشرايين يسبب انخفاظا طبيعيا بضغط الدم , الامر الذي لا تتمكن بسببه من اداء هذه الفريضة لما في ادائها من حركات جسدية وهي قبل كل شيء تحتاج لنظافة جسدية وروحية مطلقة لاتشوبها شائبة فضلاً عن كون كل الاديان اتفقت على مبدا انها اديان تحمل صفة الرحمة .. وفي المقابل لم يسقط عنها الصوم بل الزمها بقضائه حين ميسرة .. فقيل ناقصة الدين أي ان الرجل لم تسقط عنه فريضة لاي سبب من الاسباب وليس بمعذور ابداً واعتقد ان التعبير اللغوي هنا هو السبب اذا انه جاء من لغة البادية المعروفة بالقسوة والغلظة والشدة ربما
ومن جانب آخر هذا الكيان الانساني الذي يحمل عاطفة لا توازيها عاطفة وقلباً رحيما لا يتفوق عليه قلب الرجل مهما بلغ من العطف والحنان درجة جعله من كوّنها يتغلب احيانا على عقلها وتفكيرها وهذا ما اثبته العلم حقاً اذ ان بعض العلماء اثبتوا ان تفاعل قلب المرأة مع الاحداث يكون اسرع واقوى من تفاعل عقلها وهذا نظرياً وعمليا ليس بخلل في شخصيتها وتكوينها وانما الخلل الحقيقي في يكمن في فهمنا لمقولة تحمل من الغلضة والبداوة ما ينم عن شيء مهم وجوهري تتعامل به لغتنا العربية في اطلاق التعابير الوصفية لبعض الامور والمفاهيم الحياتية والدينية والانسانية ..
وبمان ان المرأة ستتزوج في النهاية ولا يمكن لاي فرد مهما كان متأصلاً في العلم العقلاني والبائن والروحاني الخفي ان يحدد مصير امراة فيقول هذه ستموت باكراً وتلك ستموت عزباء وهذه لن تتزوج.. الــــخ لذا فمن المنطقي من وجهة نظر الاسلام وقد كلف الرجل بالرعاية والحماية والمعيشة من المنطقي ان لا تتساوى معه في الميراث اذا أنه أي الرجل هو حامل الدم لابيه وصاحب الارث لكونه هو من سيحمل اسم ومكان وهيبة الاب وهذا ليس في مجتمعنا وحسب بل في كل المجتمعات وحتى التي نعدها متقدمة علينا مدنياً فلا منطقية في ان تمنح امرأة تقبع تحت رعاية رجل غريب ما تمنحه لرجل يتحمل مسؤولية نفسه (من وجهة نظري الشخصية) بعيداً عن عقد وحلول الدين , وهذا هو جوهر الاية التي خصصت للرجل نصيبا يعادل نصيب امرأتين ولم يحرمها ابداً من حصة كاملة في الميراث اذا لم يك لرجل حق فيه بل سترث كل شيء من ابيها اذا كانت وحيدة له بعد ان تُستقطعُ حصة امها وفق الشرائع والقوانين .. وهذا ليس استحقاراً لها ولا تدانياً لهيبتها او مساسا سلبيا بكيانه بل هو تكريم حقيقي لها من باب انك يجب ان تعيشين بكرامة في ظل رجل وجب عليه ان يصونك ويحميك وهذا فعلياً شيء جيد ولا عيب فيه .. ومن الامور التي ربما لايعيها اغلبنا ان المرأة اذا كانت مالكةً لزمام امرها وتستطيع ان تتكفل بمعيشتها وتتبنى تكوين شخصيتها مادياً لايحق لاحد التدخل شرعاً في اختياراتها في ما يخص الزواج بل تعدى ذلك حتى في عدم تمكنها لايحق لاي حال من الاحوال ان يتدخل الاخ في هذا الامر بل انيطت مسؤوليته للاب والجد حصراً وفي المقام الاول الذي اشرنا اليه يكون لهما رأي وحسب وكما تسود الاعراف حسب ما يراه بعض فقهاء الدين .
ان عدم فهمنا وقلة ادراكنا للمفاهيم الدينية والانسانية السماوية والوضعية على حدٍ سواء اسهم بشكل كبير في جعل المرأة تشعر دائما بالخطر . فمثاليات مجتمعنا ظلمتها واوجدت لها حقاً تراه هي مشروعاً في الدفاع عن نفسها وهذا شيء طبيعي ان تتهيأ للدفاع عن وجودك حتى قبل ان يداهمك الخطر ان كنت شاعراً باقترابه منك او انه سيقترب منك يوما ما وفي أي لحظة .
• احب شاب ابنة عمته وكانت لديه اثنتين من العمات لى كل وحدة منهن ابنة بعمر الزواج واستمرت هذه العلاقة على مرأى ومسمع جميع الأقارب وفي يوم من الأيام وبعد ان حزم الشاب امره وجمع ما يمكنه من ان يتقدم لحبيبته خاطباً لها ليكمل معها حياته الزوجية استوقفه الحياء ربما فقرر ان يدخل بينه وبين عمته والدة حبيبته طرفا ثالثا وهي احدى عماته طالباً منها ان تطب له ابن عمته وهنا بدات المأساة :
استغلت هذه العمة حساسية الموقف وذهب لزوجها وأخبرتها ان ابن اخيها جاء ليخطب ابنتها هي ودفعت زوجها بطريقة ما ان يذهب لوالد الشاب ويعاتبه عتاب الاهل لمَ لم يات ابنك فيخطب ابنتي مني وانا بمقام عمه ؟ وكرد فعلٍ طبيعي بادر والد الشاب قائلاً (عمي خطبنا) وخطب ابنة نسيبه لابنه وعاد الى بيته حاملاً خبراً يعتقد انه سيفرح ابنه فجعله بين سندان الحب ومطرقة الخجل وفي النهاية الانصياع والرضوخ للامر الوقع والزواج من الفتاة الخطأ او التي لم يكن قبله يروم التعلق بها اصلاً فتزوجها وانجب منها طفلاً او طفلة . لكن قلبه الهائم لم ولن يتخلَّ عن حبه الذي عاشه فابقى على علاقة المودة بينه وبين حبيبته التي لاحول لها ولاقوة اصلاً واستمرت هذه العلاقة الى ان اكتشفت زوجته وعن طريق عمته الثالثة التي اغضبها انه تخلى عن حبه وتزوج ابنة اختها ولم يتقدم لابنتها .اكتشفت زوجته هذه العلاقة وحين قص لها قصته لم تتحمل ما ال اليه وضعها فعمدت الى قتل نفسها وجعلت الموت حلاً سريعاً وبسيطاً لرد كرامتها المهدورة ووفائها لزوجها الذي ذهب ادراج الرياح . اما حبيبته فقد قبلت باول شخص تقدم لها لتتخلص من تأنيب الضمير ولتنقذ سمعة عائلتها من الخطر المحدق فالحب أساسا يعده البعض جريمة وعيباً اجتماعياً .
اسفي على مجتمع يتعمد فيه الانسان الاحتيال على قرينه ليضمن بقاءه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب شكلها وعمرها.. التنمر يطارد ملكة جمال ألمانيا الجديدة


.. 34 عاماً من النضال والتضحية... جثمان الشهيدة زوازن حسكة يوار




.. الرقة 28 4 2024فوزية المرعي مثال للعطاء ومسيرة حافلة في الا


.. الناشطة السياسية مي حمدان




.. الصحفية فاتن مهنا