الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإسلام السياسي مؤهل للتكيف مع العصر؟

محمد الحمّار

2014 / 2 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في هذه الفترة من تاريخ تونس، الحالكة بسبب تنامي الإرهاب، بودي أن أسهم في الجهود الرامية إلى الاهتداء إلى بعض حلٍّ وذلك عبر وضع النقاط على الحروف بشأن المسألة الدينية، سيما أنّ هنالك شبه إجماع مجتمعي على أنّ التشدد الديني يقع في صدارة ترتيب مصادر الإرهاب.

كما أنّ رغبتي في التوضيح تتزامن مع انحسار ما أُفَضّل تسميته بـ"الإسلام الحزبي" أو "التحزب الديني" (إعلان تنظيم الإخوان تنظيما إرهابيا في مصر، وخروج حزب النهضة الإسلامي من الحكم في تونس) لكي أتساءل: أليس الأجدر بالإسلاميين – المتحزبين دينيا- أن يفكروا في المشاركة في الحياة السياسية عبر بوابات أخرى مع حرصهم – المشروع- على الاضطلاع بالمهام النبيلة التي ينص عليها الدين الحنيف؟

في هذا المضمار ألاحظ أنّ الإسلاميين كانوا – وما زالوا - متشبثين بتصور خاطئ للعمل السياسي الإسلامي. ويتبين ذلك إجمالا من خلال حبس الإسلام بين جدران الزنزانة الحزبية من جهة أولى وعدم مواكبتهم للفكر الإسلامي المعاصر من جهة ثانية.

من مخلفات هذا الخطأ أنهم يمارسون العمل السياسي وكأنّ علاقة الإسلام بالفلسفات الوضعية وبالإيديولوجيات المادية والعلمانية المختلفة السائدة في العالم إنما هي علاقة إقصائية وعدائية. وكأنهم يرفضون أن ينفتح المسلمون على الفكر الوضعي لكي يطوروا حياتهم نحو الأفضل وبالتالي تراهم يعملون على شطب البراديغمات التي يستبطنها ذلك الفكر من قاموس المعرفة في حياة المسلمين ظانين أنّ الإسلام ليس له من مهام سوى الانتصاب كبديل عن تلكم الحاضنات الفكرية والمعرفية. فما هو لبّ الإشكالية وكيف الخروج من المأزق؟

*تعارف ومعرفة واعتراف

إنّ المشكلة ليست في شطب الفلسفات والإيديولوجيات المذكورة ولا في تقدير أنّ الإسلام ينبغي أن يكون في وضع صراع مع مختلف المدارس الفكرية الغربية. لكن تكمن المشكلة برأيي في معرفة ما إذا كان الأس العلمي الذي ينبني عليه قرار الشطب متوفرا أم لا. أقصد هل أنّ الإسلاميين قد ألموا بالفلسفات والنظريات غير الإسلامية واكتسبوا القدرة على توصيف الشر فيها، وقرروا أنها مليئة شرا وليس فيها ما يصلح، ومن ثَمّ حكموا عليها بالزوال؟

لا شيء من ذلك القبيل قد حصل، ولا أدلّ على ذلك من تغاضي الإسلام الحزبي عن مصادر الفكر الإسلامي المعاصر على غرار أعمال مالك بن نبي والطاهر بن عاشور والفاضل بن عاشور وعلال الفاسي وعلي شريعتي وعبد الكريم سروش وعبد الوهاب المسيري وجمال البنا وغيرهم، التي تشتمل على آثار مفيدة لتفاعل الإسلام مع النظريات غير الإسلامية.

يُفهم من هذا أنّ نفور الإسلاميين المتحزبين دينيا من المدارس الفكرية والسياسية الغربية كان غير متسق مع محاولات الفكر الإسلامي المعاصر لتجسير الهوة الفاصلة بين الإسلام و تلكم المدارس الأجنبية. وهذا مما يدل على أنّ النفور لم يتمّ على قاعدة منطقية، بل يبدو أنه كان رفضا مذهبيا مؤسَّسا على مسلمات خاطئة لعلّ أبرزها خلط الإسلام (الديانة) بوصفه نظاما أسمى من أن يُقارَن بمنظومة فكرية، والفكر الإسلامي بوصفه مصدرا للأفكار ومجالا للتدارس و للتجريب وللقبول وللرفض.

تأكيدا لذلك، يبدو أنّ الذي حصل – تبعا للخلط الموصوف - هو مقارنة الأنظمة العلمانية بالإسلام، لا استخراج الأفكار التي تحتوي عليها وعزلها عن خطها الإيديولوجي والمذهبي، ثم مناظرتها مع ما يخالج فكر المسلمين من آراء وأفكار وأحكام وما يشتمل عليه هذا الفكر الذاتي من بنى ومنظومات ذات متطلبات وحاجيات خصوصية بالإضافة إلى طموحاته الكونية. فإذا كان فكر الإسلاميين تعوزه هذه الملكة - ملَكة المعرفة - فكيف ينشد هؤلاء تطوير حياة المسلمين من دون إعداد هذا الصنف من العُدة لذلك، وكيف سيفلحون في بناء سياسات الارتقاء والتقدم لمجتمعاتهم من دون التعلم من تجارب الآخرين، سيما وأنّ العديد من مفكري الإسلام المعاصرين قد وضعوا علامات وضاءة على الطريق المؤدية إلى الاستفادة من الآخر وإفادتة؟

إنّ معرفة الشيء أصلٌ لتوليد الرغبة في تقصّيه وتقييمه. لكن معرفة المدارس الفكرية الغربية ليست متوفرة لدى الإسلاميين، كما قدمنا. وبالتالي فإن أيّ تقصٍّ أو فحص أو تقييم أو تقدير يقومون به إزاءها يكون مشوبا بالنقصان، ناهيك أن يرتاح المرء لحكمهم النهائي على فلسفة كذا أو النظرية الاقتصادية كذا أو التوجه الاجتماعي كذا. لنرَ إلى أيّ مدى تصح هذه الفرضية وإلى أيّ حدّ يمكن تسوية الوضع المنهجي المعوَجّ.

لو بحثنا أولا وبالذات عن الدائرة التي كان فيها الإسلاميون على حق لوجدناها بسهولة مما لا شك فيه. وحسب اعتقادي هنالك أمر واحد يعطي هؤلاء الحق في بروز الحركات الإسلامية بجميع أطيافها على الساحة السياسية. ويتمثل هذا الأمر في علة ذات وجهين اثنين، أولهما عدم تقديم المدرسة الحديثة – في تونس وفي سائر البلاد العربية الإسلامية- للفلسفات والتيارات الفكرية غير الإسلامية بشكل يسمح بالإلمام بها وباستيعابها، وعلى نحو يسهل تأقلم الناشئة مع العصر بواسطتها.

فماذا يعرف طالب متخرج من الثانوية عن الوجودية وعن الاشتراكية وعن الشيوعية وعن الليبرالية وعن الكونية وعن العولمة، من بين تيارات ومدارس أخرى، عدا أضغاث أفكار تتسم بالتجريد تارة وبالغموض طورا؟ لا شيء يذكر. وهذا كاف لندرك أنّ المدرسة لم تُعلم الناشئة كنهَ التنصيص القرآني الذي جاء في الآية الكريمة" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ-;---;-- وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ-;---;-- إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ-;---;-- إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13). إذن كيف نعجب لتخرج أفواج من الطلبة غير دارين بطرائق التفكير لدى الشعوب الأخرى وبثقافاتها، وبمعتقداتها وبسياساتها الاجتماعية؟ وكيف نعجب لبروز إرهابيين من بين تلكم الجحافل الهالكة تربويا؟

* الحل يكون علميا لا سياسيا

أما الوجه الثاني للعلة التي كان من حق الإسلاميين أن يدّعوا ثبوتها – لكنهم يجهلونها- فيتمثل في كيفية معالجة قضية انعدام التعارف والمعرفة، ناهيك الاعتراف بفكر الآخر كوسيلة للتطوير الذاتي. إنّ الأفكار المنبثقة عن مدارس غربية علمانية – وحتى متدينة – لا تعاني فقط من ضحالة الإلمام بها من طرف الناشئة المسلمين وإنما أيضا، وبالخصوص، من عدم مناظرتها مع مواقف وأفكار وأراء تصدر عن المسلمين وتتضمن معاني من الإسلام وقيم يحض عليها الإسلام. بالمحصلة بقيت الأفكار والمنظومات العلمانية في عزلة عن عالم الأفكار الداخلي للمجتمع العربي الإسلامي طالما أنها لم تقاس على سُلّم فكر المسلمين والقيم الإسلامية السمحاء التي ورثها هذا الفكر.

فانعدام التداخل بين الأساسات الفكرية للمسلمين مع تلكم النظريات والتوجهات المعرفية الدنيوية كان دوما عقبة أمام تصفية وغربلة (وهما عمليتان ضروريتان) هذه الأخيرة من أجل فرز السمين من الغث واستخراج العناصر الصالحة والقيم البناءة التي أنتجتها مدارسها. من الضروري أن ينجز هذا العمل من أجل تزويد عامة المسلمين بالمكونات المفيدة ابتغاء إحداث التوازن العقلي والعاطفي لديهم لكي يصالحوا أنفسهم في ذات الحين مع الإسلام ومع العصر بثقافاته المختلفة. مع العلم أنّ عندما جاء الإسلام لم يقضِ تماما على الحضارات السابقة - والتي تميزت بغلبة الطابع العقدي على الطابع المعرفي والعلمي فيها- مثل الزرادشتية والمانوية وغيرها، والتي بدورها كانت قد طوعت الحضارة الهلنستية التي سبقتها لحاجيات أتباعها.

إنّ الخطورة الكامنة في موقف الإسلام الحزبي هو أنه لم يع أنّ بقدر ما هو محق في التذمر من مخلفات العلة ذات الوجهين، ما هو مستخفّ بضرورة تشخيص العلة لكي يجابهها بكل روية. وهذا مما جعل الخلل المتسبب في غياب التأصيل الثقافي قد انجر عنه أيضا تضخم في المشكلة وتعقيد لها حيث إن الإسلام السياسي خيّر بعث فكرة "الإسلام هو الحل" دون إحالة المشكلة على الهيئات العلمية المختصة. وكان من المفترض أن يعتبر غياب التأصيل مشكلة تقع طائلة العلم لا تحت طائلة السياسة كما ذهب إليه الإسلام الحزبي.

هكذا كان التحزب الديني مبشرا بحلٍّ سحري لمشكلة علمية. فكانت النتيجة أن عانى المجتمع التونسي – والعربي الإسلامي عموما- من حزمة من المضاعفات المرَضية المتأتية من العلة الأصلية عوضا عن استئصال الداء. ومن بين هذه المضاعفات –التي مازالت تضرب في عمق النسيج الثقافي للمجتمع- نذكر الاحتباس التواصلي و الاحتقان السياسي والفرز الإيديولوجي والاغتيال السياسي – بل واغتيال العقل- والتكفير، والآن الإرهاب .

* مقاربة بديلة

في هذا المستوى، ما هو السؤال الذي يصح أكثر من الأخر،"ماذا يتوجب على الإسلام الحزبي أن يفعله للاهتداء إلى منهج قويم؟" أم "ماذا ينبغي أن يفعله المجتمع (المدني) لكي ينجز ما فشل الإسلام الحزبي في إنجازه ؟" للإجابة أعتقد أنّ السؤال الثاني هو الأصح قطعا. و يجوز برأيي ممارسة الإسلام في السياسة، لكن ليس قبل أن تعالج الإشكالية علميا ومن ثَمّ تتمخض عنها آداب وسلوكيات تكون بحوزة عامة الناس على إثر انقضاء فترة المخاض. كيف يتمّ ذلك؟

ما من شك في أنّ بحوزة المجتمع الفكري مداخل نظرية وعلمية عديدة ومتنوعة ومتكاملة، كافية لتأسيس مقاربة بيداغوجية ترمي إلى مصالحة السياسة مع الدين. وهي متوفرة في كتب الأكاديميين وعلى أعمدة المجلات وعلى مكاتب الجامعيين. إلا أنّ – وهذا من المضحكات المبكيات - تأبيد حالة التصحر البيداغوجي بوصفه عقبة أمام تشكيل المقاربة الملائمة قد تسبب في طمس الحقيقة المتمثلة في وجود صلة وثيقة بين الدين والسياسة. فأصبح العلمانيون يتشدقون بشعار "الدين مسألة شخصية" ليتهموهم خصومهم الإسلاميون بأنهم أعداء الدين، والإسلاميون ينافقون أنفسهم برفع شعار "الدولة المدنية" قبل أن يتهمهم منافسوهم بازدواجية الخطاب.

مع هذا، بإمكان الفكر الإسلامي أن ينجز انبعاثا داخليا و ذلك بحيازة خيط رفيع يربط بين مناهج "الوصل والفصل" (م.ع الجابري) و "القبض والبسط" (عبد الكريم سروش) و"حياة التفكير" (الطاهر الحداد) و "المقاصد" (الطاهر بن عاشور وغيره) و "العلوم الحكمية" (الفاضل بن عاشور) و تحرير "الرسالة" الإسلامية (مالك بن نبي) و التوفيق بين "مشروعية الماضي ومشروعية الحاضر" (حسن حنفي) و التمييز بين "الدين والتديّن" (احميدة النيفر وغيره) و "الثابت والمتحول" (أدونيس ومرتضى المطهري وغيرهما) و "توليد الواقع" (عبد الوهاب المسيري).

على أية حال، واضح أنّ الذي يعوز المداخل النظرية الصادرة عن خيرة مفكري الإسلام ويحُول دونها والتحول إلى مقاربة عملية مندمجة و نافذة المفعول هو التصور التأليفي الذي يمكّن نخبا مفكرة أخرى مختصة (غير هؤلاء المنظرين) من تزويد المسلمين بطريقة للتفكير الجماعي تتألف من عصارة النظريات الإسلامية المعاصرة التي عنيت بإشكاليات الفكر الإسلامي المعاصر على امتداد ما يناهز قرن من الزمن.

لكن التأليف لا يتحقق من دون التعرف الدقيق على مكونات التيارات الفكرية ذات المنشأ غير الإسلامي ومعرفتها والاعتراف بها. وهذا مما لم يتوفر لدى الإسلام الحزبي، وبالتالي مما يؤكد أنّ هذا الصنف من العمل الإسلامي مؤشر على أزمة علمية – منهجية وابستمولوجية بالأساس- أكثر منه وسيلة للخروج من نفس الأزمة.

في ضوء هذا، إنّ المطلوب إنجازه على الأقل من أجل الاهتداء إلى مثل المقاربة الموصوفة هو أولا و قبل كل شيء تصحيح الرؤية إلى علاقة الإسلام بالحياة عموما وبالمذاهب والمناهج والتيارات والمدارس العلمانية - بما فيها الديمقراطية - التي أنشأها غير المسلمين. ويلبَّى هذا الشرط بعد التعرف على الزاد المعرفي والعقدي لشعوب بقية العالم والاعتراف بها و معرفتها. حينئذ سيتضح أنّ الإسلام ليس مطالبا بأن ينتج إسلاما وإنما أن يستعيد مهمته الأصلية بصفته منهجا يُسهل لمعتنقيه توليد أسباب الحياة الكريمة وذلك بفضل بناء المعارف والعلوم والمفاهيم والسلوكيات الإنسانية المناسبة لتحقيق ذلك الهدف المؤدي بدوره إلى تحقيق غاية عبادة الله جل جلاله.

بكلام آخر، إنّ المسلمين ليسوا مطالبين بتقليد الاشتراكيين أو الشيوعيين أو الوجوديين أو الليبراليين أو غيرهم وبنقل أفكارهم ومناهجهم بحذافيرها، بل إنهم مطالبون بالاستفادة من تلكم المناهج و الأفكار باتجاه اكتساب الكفاءات اللازمة لتأسيس نظريات منطلقة من الذات، تكون منبثقة عن كونهم مسلمين، ومن ثَم إطلاق أسماء مستحدثة عليها - بحسب حداثة كل فكرة وكل نظرية – كيفما يرونه صالحا ومتناسبا مع شخصيتهم وهويتهم وذاتيتهم، وبالتناسب أيضا مع الكون الذي هم شركاء مع سائر الشعوب في الانتماء إليه.

هكذا بإمكان الإسلام اليوم أن يسهم في تنوير عقول العباد المنتمين إليه حتى تصوغ هذه الأخيرة العديد من المذاهب المعرفية المستحدثة التي تنخرط في الحراك العام الذي يستهدف غاية التقدم والرقي، تماما مثلما كان للإسلام في الماضي مذاهبه المعرفية والمتجسدة في شخصيات من الحكماء و العلماء الأفذاذ على غرار ابن سينا وفكر "الإنسان الحكيم" والمدرسة العقلية، والخسن البصري وأبو حامد الغزالي و محي الدين ابن عربي و المدرسة الصوفية، و عبد الرحمن ابن خلدون والمدرسة التاريخية والاجتماعية، وغيرهم من جهابذة العلم والمعرفة والحكمة.

و حتى من منظور مقارن وباعتماد تاريخ الأفكار المعاصرة في الغرب المتقدم سيتبين لنا أنّ بمقدور الإسلام أن يؤدي مهمة تحويل الأفكار والمعارف الناشئة أوروبيا وأمريكيا إلى أفكار ومعارف بل إلى تيارات يتحكم بها المسلمون ويروّجون لها ويطوّرونها باستمرار. في هذا السياق المقارن، نعاين أنّ العولمة – مثلا - لم تكن موجودة لمّا نشأت الليبرالية الاقتصادية. لكن الليبراليين بمعية الرأسماليين طوروا مناهجهم حتى أصبحوا قادرين على التوصل إلى ابتعاث العولمة. ومن زاوية مختلفة نرى كيف كانت الشيوعية سابقة للعولمة ومع هذا فإنّ الكثير من المجتمعات الشيوعية قد تحولت اليوم إلى مختبرات للعولمة. هكذا بإمكان الإسلام، وما أدراك ما هو، أن يؤدي مهمة استيعاب الثقافات ونحت أشكال من الكونية والعالمية تتسم بأكثر إبداع وبأكثر عدل واعتدال وبحكمة وحوكمة أفضل من أشكال الفكر الكوني العولمي الراهن.

*الخاتمة

نخلص إلى أنه إذا اتضحت الرؤى وتبلورت التصورات و نمَت المدارك والمهارات الضامنة لإعمال العقل، لن يكون هنالك مانعا من أن تكون سياسة المسلمين رافدا من أهمّ روافد التطور المعرفي والعلمي المنشود، بوصفها انعكاسا لتحضر المسلمين. وهل سيكون هنالك إرهابٌ قطّ عندئذ، طالما أنّ مصفاة الإسلام ومُحولاته – العقلية والمعرفية والعلمية- شغالة على مدار الساعة في حياة المسلم بالإضافة إلى فضل العقيدة لمن أراد أن يزاوج العقل والعقيدة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من أين يأتون بالمهام النبيلة؟
أحمد حسن البغدادي ( 2014 / 2 / 26 - 10:20 )
يقول السيد محمد الحمار؛
(الأجدر بالإسلاميين – المتحزبين دينيا- أن يفكروا في المشاركة في الحياة السياسية عبر بوابات أخرى مع حرصهم – المشروع-على الاضطلاع بالمهام النبيلة التي ينص عليها الدين الحنيف؟)
تعليق؛
من أين يأتون بالمهام النبيلة؟
هل من القرآن أم من الحديث أم من كتب السيرة ؟

إقرأوا هذا المقال؛
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=176349

تحياتي...


2 - ألم تقرأ؟
محمد الحمّار ( 2014 / 2 / 26 - 12:55 )
السيد أحمد حسن البغدادي
الجواب عن سؤالك يوجد بالنص أعلاه. ألم تقرأه؟


3 - تحياتي أستاذ محمد.
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 2 / 26 - 20:37 )
تحياتي أستاذ محمد.
إني قرأت مقالك كاملا ً قبل التعليق عليه، وإني نادرا ً ما أعلق على مقالاتك، وأعرف إنك جاوبت على هذا السؤال، لكن هل فهمه الإسلاميون؟
أنا لا أعتقد.
المشكلة إننا نوع من البشر، يعيشون كأجساد فقط في القرن الحادي والعشرين، أما العقول فهي سارحة واثقة من سباتها في شريعة حمورابي وماقبلها.
إنهم لايزالون يصدرون الفتاوي بأن الأرض مسطحة، وحين تناقشهم، يقول لك إثبتها علميا، وحين تثبتها علميا ً يقولون لك أنت خطأ والرسول صح.
لذلك فإن ّ إسلوبي معهم، هو إني أتكلم بلغتهم، ولكني أدخل داخل جماجمهم لأفضح الخزين المتعفن في عقولهم، فتراهم يصعقون من فضحهم.

شاهد هذين الرابطين، لشيوخ الإسلام، دليل على مستوى ثقافتهم المقرف.

1-هذا نموذج مرجع شيعي، ويحكم فكره العراق حاليا ً.

http://www.youtube.com/watch?v=Nn696cAUyj4

2- وهذا نموذج شيخ سني، يقول حتى لوكان العلم صح أقول خطأ والنبي هو الصح.

http://www.youtube.com/watch?v=hxNKqbRIN90

تحياتي...


4 - سقط سهوا ً.
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 2 / 26 - 21:49 )
يرجى تصحيح الجملة الثانية لتصبح؛

إننا أمام نوع من البشر، بدلا ً عن إننا نوع من البشر.

عذرا ً عن إسقاط كلمة أمام.

تحياتي...


5 - القافلة تسير
محمد الحمّار ( 2014 / 2 / 27 - 15:49 )
الأستاذ أحمد حسن البغدادي
أجل فهمتك الآن. لكن بالنسبة لي أمر هؤلاء الجهلة محسوم نهائيا وربما أنت لم تكن تعلم موقفي منهم. هم تجار دين لا يفسرون القرآن والسنة بالعقل وإنما بالظن وبما يبدو لهم أنه شريعة.
المشكلة أخ أحمد أنك لو تتمادى في -تكلم لغتهم- و في - الدخول داخل جماجنهم- لتفضحهم سوف تخسر المشوار كله لأن مثل هؤلاء الزواحف يضرون من يتبعهم ومن لا يتبعهم. أفضل خيار برأيي هو أن يسهم ذوو العقول المستنيرة مثل حضرتك في بناء فكر بديل.
وهذا الفكر، حتى وإن استوجب إقحام العامل الديني، يشترط أن يتم الإقحام من خارج المؤسسة الدينية.
هكذا بإمكان السني والشيعي والعلوي وغيرهم من الأطياف التوافق على قاعدة عقلانية.
لألخص، أقول إنّ طريقة التعامل مع الدين في المجال الفكري هي التي ينبغي أ ن تتغير، لا الدين نفسه. وإذا تغيرت الطريقة يتغير معها طبعا فهم الدين وينقرض مثل هؤلاء المحرفين للعقل.

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج