الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماؤنا مالح كدمعنا

مفيد بدر عبدالله

2014 / 2 / 26
المجتمع المدني


على الرغم من السرعة العالية التي كنت اقود بها سيارتي لأصل بها فندق البصرة الدولي واحضر ورشة العمل الدولية المخصصة لمعالجة ملوحة المياه في البصرة بوقتها المحدد ، الا اني توقفت وانا ارى الصهريج الذي يزود منزلي بالماء العذب واقفا عند منزل فخم لاحد المسؤولين ويسقى بالماء الذي وعدني به حديقته الواسعة، لم تكن حماقته الاولى ولن تكون الاخيرة ، لكني لا املك خيارا اخر ، فالشارع المؤدي لمنزلي مليء بالمطبات وهو الوحيد الذي رضي ان اكون في مؤخرة قائمته وفي الاحتياط مقابل سعر يقترب من الضعف، ما زاد من غلياني وسخطي عليه أن زواج أخي بعد يومين مما ضاعف حاجتنا للماء واضطرني لنقل الماء بسيارتي المتهالكة ، لم اتمالك نفسي و انا اراه يبتسم غير آبه بموعده وبمعاناتي، فمزقت بطاقة دعوته للعرس قبل ان انزل من السيارة وأعاتبه عتابا شديدا ، وقبل صعودي السيارة رفعت بأكفي بالدعاء للعزيز القدير أن يزيل عنا هذه الغمة وان تكون ورشة العمل فاتحة خير على البصريين .
غادرته محبطا ، وانا اقترب من الفندق بدا الامل يأخذ حيزا في تفكيري ويكبر كلما اقتربت ، وكأن من داخل قاعة الفندق هم ملاذ للخلاص من صاحب الصهريج وامثاله الانتهازيين وعديمي الضمائر ، لكن سؤالا محيرا ظل يخالج مخيلتي طول الطريق وهو " ما تخرج به الورشة من توصيات هل تكون ملزمة للحكومة ، بمعنى هل ان الكرة اضحت بملعب المختصين وصار لهم القول الفصل ؟ "لحل مشكلة لازمت البصرة وارقت اهلها لعقود .
في قاعة الفراهيدي استمعت لطروحات واقعية تهدف الى اقتلاع المشكلة من جذورها وأخرى تحدثت عن كيفية التعايش مع المشكلة عن طرق معاملات للتربة الزراعية او المياه والثانية وهي من ولدت عندي بعض الاحباط وبدت كما لو انها تقلب رماد الاشياء للبحث عن بارقة امل، لكن خيبة أملي وصلت ذروتها وانا استمع على هامش المؤتمر لاحد المختصين وهو يتحدث عن الخزانات العملاقة والسدود التي أنشأت مؤخرا في تركيا وما ينتج عنها من شح للمياه القادمة من هناك في المستقبل القريب وقد تدخل العراق في قائمة بلدان العجز المائي ، وهذا ما دعاني للخروج من القاعة قبل نهاية الاستراحة والاتصال بأخي طالبا منه أن يخصص أكثر من بطاقة دعوة لصاحب الصهريج ليصحب معه من يشاء الى العرس ، فلقد تيقنت باني كنت مستعجلا جدا بتقطيعي لبطاقة الدعوة ، وحتى أن اثمرت الورشة عن نتائج حقيقية فقد تحتاج لأعوام لتدخل حيز التطبيق ،كان علي ان اكون دبلوماسيا وان ابتسم في وجهه رغم كراهيتي له ان اقتضت مصلحة من هم في ذمتي لا مصلحتي مثلما يفعل بعض السياسيين ، وهذا هو خياري الوحيد فليس من المعقول ان يكون عنادي بهذا الحجم وانا ارى طفلي الصغير يعاني احمرارا جلديا من الماء المالح او ان ارى نخلة منزلي الوحيدة مصفرة السعف بائسة ، او سيارتي التي أصداها الملح وملابسي التي تريد ان تلقي بما علق بها من اوساخ بمساحيق تعمل ، امام كل هذا وغيره لا املك الا ان اغازل صاحب الصهريج الى أن التمس شيئا حقيقا على ارض الواقع وعندها سيكون لكل حادث حديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهي نتائج
علي العبيدي ( 2014 / 2 / 26 - 12:10 )
هي نتائج اختيار اهل البصره للحراميه والفاسدين كي يمثلوهم
المتاسلمين اللذين حكموكم 13 سنه كان لابد ان تحاسبوهم هم وكتلهم او احزابهم الفاسده
يقال ان المؤمن لايلدغ من جحر مرتين وقد تم لدغكم عدة مرات فلنرى اللدغه الاخيره هل سيشعر بها جمهور البصره ام سيبقى يتبع من يسومه العذاب ويكذب عليه ويسرقه جهارا وعلنا

اخر الافلام

.. بلينكن: لمّ الشمل مع الأسرى في صميم ما نحاول القيام به


.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة




.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال


.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما




.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا