الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النجوى الفيسبوكية

نافذ الشاعر

2014 / 2 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


النجوى الفيسبوكية هي تلك المحاورات الخاصة التي تتم بين شخصين على البرامج الالكترونية المستحدثة، حيث وردت إليها الإشارة في القرآن الكريم بلفظ: "المناجاة أو النجوى" يقول الراغب وغيره: ناجاه أي اسْتَخْلَصَهُ لسرِّهِ، وانْتَجَى القَوْمُ: تَسارُّوا؛ ومنه فلان نَجِيُّ فلان، أي يناجيه دون من سواه..
والنَّجو: السِّر بين اثنين؛ يقال: نَجَوْته نَجْواً أي سارَرْته أو نَاجَيْته. وانْتَجاه خَصَّه بمُناجاته، وانْتَجَى القَوْمُ وتَنَاجَوْا أي تَسَارُّوا. والنَّجْوى والتَّناجي: الحديث المكتوم، وأَصْلُه أن يَخْلو به في نَجْوَةٍ مِن الأرضِ.. ومنه قوله تعالى: (وإذْ هُم نَجْوى)..

وعلى هذه التعاريف يدخل في معنى (النجوى) الماسنجر والفيس بوك والحديث على الخاص في البلتوك وغيره من البرامج الالكترونية المستحدثة. لذلك نجد أن الشيطان يتخذ من هذه الوسيلة مدخلا ليدخل الحزن في نفوس المؤمنين، لأن الشيطان يفرح بأن يحزنهم ويجعلهم يعيشون في هم دائم وحزن قائم، ويفرح الشيطان عندما يجعل المؤمن يشعر في نفسه انه غير متقي، وأنه فاسق ومرتكب للمعصية أو مقترف للاثم، وهذا ما جاءت إليه الإشارة بقوله تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ؛ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المجادلة10)

لهذا فإن القرآن يصدر حكمه على هذه المناجاة التي تتم في الماسنجر والتشات والفيس بوك وو.. يصدر حكما عاما مفاده:
(لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ؛ أَوْ مَعْرُوفٍ؛ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ..) (النساء)
ومن الصعب أن يطبق الشخص هذه الأمور، لذلك وعد سبحانه من يطبقها، رغم صعوبتها، وعده في الشطر الأخير من نفس الآية بقوله: (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
ثم يكرر القرآن ويبين علم الله المطلق والشامل لكل كبيرة وصغيرة في حياة الإنسان، وما يقوله أثناء المناجاة: (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) وقوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم؟! بَلَى! وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)

لكن المناجاة أو الحديث على الخاص قد تكون ضرورية أحيانا، لهذا فإن القرآن لم يغفل هذا الأمر، ورفع الحرج عنها بشروط، وأعطى تصريحا للمؤمنين في هذه النجوى بالشروط التالية: (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان، ومعصية الرسول، وتناجوا بالبر والتقوى؛ واتقوا الله الذي إليه تحشرون)
إذن من يطبق هذه الشروط فلا حرج عليه في المناجاة على الخاص، أما من يحنث بهذه الشروط فإنه يكون قد ورد في حقه النهي عن النجوى، فلا بد أن يرعوي ويكف عن المناجاة، وفي هذا يقول عز وجل:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى، ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ) (المجادلة 8).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد 100 عاما من الجدل حول نفرتيتي..هل تعود ضيفة برلين الدائم


.. هجمات الحوثيين تقيد القوات الأميركية في البحر الأحمر | #الظه




.. القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: على واشنطن الكف عن تقد


.. سوليفان: حماس اقترحت تغييرات طفيفة على اقتراح وقف إطلاق النا




.. جنود إسرائيليون يقتحمون بلدة تل جنوب غربي مدينة نابلس بالضفة