الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في القداسة – بين الجذر الديني و الاستحقاق الإنساني

نضال الربضي

2014 / 2 / 28
المجتمع المدني


قراءة في القداسة – بين الجذر الديني و الاستحقاق الإنساني

منذ أن انتصبت قامة الإنسان الأول و رفع رأسه إلى الأعلى، أذهلته النجوم و الكواكب، و استحوذت على مشاعره تكرارات الغروب و الشروق، و أدرك عوامل َالتأثير في مصيره ذوات َالمنشأ الطبيعي مثل البرق و الرعد و الأعاصير و البرد و الحر و البراكين و الزلازل، و استشعر ضعفا ً أمامها و حاجة ً مُلحة لتحديد علاقته بها و مكانه في منظومة الحياة مُعرَّفا ً بماهية العلاقة بكل ما كان يشاهده و يتأثر به.

تصور َ الإنسان ُ أن في الطبيعة قِوى فاعلة يُمكن التحكم بهم عن طريق معرفة "الطقوس المناسبة" فتصور َ أن أداء رقصات معينة، أو حركات ٍ جسدية أو تسلسلات أفعال مصحوبة ً بأصوات الغناء ِ و الإنشاد البدائـِيَّن تستثير ُ في هذه القوى الفِعل و تُجبرها عليها، و اعتقد َ أن أفرادا ً مختارين في المجموعة هم الوحيدون الذين يقدرون على الولوج إلى عالم القوى الخفية و التواصل معها و استثارتها على الفعل، هؤلاء الأفراد الذين كانوا ساحرات و سحرة القبيلة الأولى و كُهانها و كاهناتها و شاماناتها الأوائل.

يتشابه الشامانات الأوائل مع أنبياء الديانات التوحيدية في حساسيتهم العصبية و وجدانهم النفسي، فهم لا يُصبحون شامانات إلا بعد أن يخوضوا حروبا ً نفسية ً يصفونها بالعظيمة و الخطيرة، و هي أشبه ما تكون بمصارعات مع عالم الغيب، يلجون منه إلى خِدر القوى الخفية و تنكشف أمام عيونهم أسرار الكون و ماهية الألوهة و روابط الغيب، و يتحدثون عن الاقتراب من الموت و الانتصار على الأخطار ثم الاستنارة بـ "الانكشاف" الذي يمثل بالنسبة لهم شهادة "التأهيل" التي بواسطتها "يحق" لهم و "يمكن" لهم أن يعملوا كوسطاء بين القبيلة و القوى الخفية، و يُمثلها عند الأنبياء "الصوت الخفي" الذي يخبر النبي أنه قد تم "اختياره" و أن يبدأ "بالدعوة"، هذا الصوت الذي يُعلن عن نفسه في نهاية سنوات ٍ من "إحساس" النبي بوجود إلحاح ٍ داخلي ثقيل لا يعلم مصدره أو سببه و لا يملك أن يطرده أو يخفِّف َ من وطأته أو يتحكم بها، يأتي بدون دعوة و يمضي بدون استئذان و يعود دون نمط ٍ مُحدِّد.

إن تصور الإنسان الأول بوجود هذه القوى الخفية دفعه أن يربط بينها و بين وجود عناصر مادية في الطبيعة لها صفات خاصة مُستمدة من قوة الغيب، هذه العناصر التي تُعرف باسم "مقدسة" هي موجودات تمس حياة القبيلة و يتعلق وجودها كقبيلة بصيانتها و حفظها، و هي التي تُعرف باسم "الطوطم". آمن البشر أن "الطوطم" المقدَّس مرتبط بكيان القبيلة و تماسكها و استمرارها، و ربطوا منشأهم بهذا الطوطم، فهو الذي يمثل "حدث" الزمن الخلقي الأول، و "استمرار" غير المرئي داخل العالم المرئي، و "الحياة" التي تصدر من نبعها نحو القبيلة فتضمن ديمومتها. و لذلك يُحرَّم ُ لمسه من الأفراد، أو الاقتراب من موضعها إلا في أزمنة قُدسية معينة، و حسب طقوس ٍ معينة، و يُحرَّم الحديث عنه تحت طائلة الموت.

و مع تقدُّم الإنسان نحو الزراعة و الاقتصاد التبادلي البسيط، تراجعت الطواطم، و بقي منها مفهوم "القُدسية" فأضفى البشر على رموزهم هالات التقديس، فأصبحت الأماكن التي يتعبدون فيها مقدسة، و الأحجار التي يُضحون عليها مقدسة، و البشر الذين يكهنون لهم مقدسين، و القصص التي يتوارثونها مقدسة، و ارتفعت القوى الطبيعية من المشهد لتُصبح أدوات فعل في يد فاعل أو فعلة أعلى منهم هم جمع "الآلهة" المقدسة و التي لا يجوز التعرض لها.

إن السابق عرضُه يدفعنا للسؤال:
ما هي القداسة؟
كيف نُعرِّفها؟
ما هو مصدر القداسة؟

إن تأمُّل أديان الإنسان الأولى و الديانات الإبراهيمية و غير الإبراهيمية يقودنا إلى الاستنتاج أن القداسة هي "صفة" خاصة تُعطى لجماد أو كائن حي، تجعله في وضع ٍ "أعلى" من وضع باقي الموجودات الطبيعية، هذا الوضع "الأعلى" يفرض ُ طريقة ً خاصة في التعامل معه بحيث يتم إظهار "احترام" مُتميز له، مع إيمان بوجود "قوة" غير طبيعية فيه، تؤهله لأن "يفعل" في حياة الشخص و المجموعة و يجلب البركة و يقدم الحماية و يدفع الأذى و يضمن البقاء و الاستمرارية و السلامة.

يعتقد المؤمنون أن مصدر القداسة هو الإله الذي يعبدونه، فهو "يُسبغ" مظاهر ألوهيته على الموجودات، فـ "يختزن" فيها قوى معينة تقدر أن تمنح المؤمنين ما يحتاجونه في معيشتهم المادية و طمأنينتهم النفسية، و تتركز هذه القوى الحلولية في أماكن العبادة، و تصبح حالـَّة ً فيها تصبغها بهالة من الهيبة، تعمل في وجدان النفس المؤمنة و تُثير فيها مشاعر خلَّابة من الوقار و الخشوع و العرفان ممزوجة بالخوف و الاندهاش، كُلُّها يؤكد للمؤمن صدق ما يؤمن به.

تتركز هذه القوى أيضا ً في نصوص الدين نفسه، فكتاب الدين يحمل في ذاته - بحكم ترتيب الحروف في كلمات و جمل تُخبر عن الزمن الأول المقدس و مشيئة الإله – قدرة على الحماية و منح الطمأنينة و السعادة و ضمان الرزق و الصحة أو الصبر حين الابتلاء، و هو ذات التفكير البدائي أن تلاوة الكلمات و إخراج الألفاظ الصوتية و الأناشيد استثارة للغيب حتى يفعل، لكن مع فارق التقدُّم الحضاري في أداة التعبير من مجرد أصوات غنائية بدائية نحو كلمات و جمل تعبيرية إنشائية ناتجة عن عقل ٍ أعقد، و هذا ما يفسر لماذا يقوم الناس بتمزيق الجرائد التي تحتوي على آيات الإنجيل أو القرآن في إعلانات النعي إلى قطع، بحيث تتعذر قراءتُها و بذلك يمكن لهم رميها في سلة المهملات باطمئنان دون انتهاك "قداستها"، فالقداسة ليست خاصية من خصائص الحرف، لكن اجتماع الحروف في تنظيم ٍ معين يشكل كلمة، و كلمات ٍ تشكل جُمل تُخبر عن الإله و المشيئة الإلهية و الزمن الإلهي المختص بالمُقدَّس الأول و الذي هو مصدر القداسة يُكسبها هي القداسة، و يُحلُّها فيها.

إن حلول القداسة في النص أو في الموجود المادي لا يمكن تفسيره سوى بقدرة تلقائية تنتقل من مصدر القداسة أي من القداسة نفسها لتحل في كل ما يرتبط فيها، تلقائيا ً، فيكتسب النص القدسية بمجرد كتابته أو تشكيله، و الحقيقة أن هذا النمط من التفكير مُدهش لقدرته على جمع التناقض، فالحرف غير مقدس لذاته، لكنه حين يجتمع مع الحروف يُصبح مقدسا ً، فيصبح مجموع ما هو غير مقدس بفرديته مُقدَّسا ً باجتماعه، و التناقض هنا أنه بما أن الاجتماع هو تكرار المُفرد، و المُفرد غير مقدّس فكيف يُصبح تكرارُه ُ مقدَّسا ً؟ و لا جواب على ذلك سوى أن تكرار المفرد اكتسب قدسيته من مصدر القداسة حين أخبر َ عنها، و هو ما يُخبرنا أن القداسة في الدين خارجة عن خاصية العُنصر المُقدَّس و مُفارقه له، تحل ُّ فيه بمقدار اقترابه من مصدر القداسة و تُفارقه بمقدار ابتعاده و انفصاله عنها.

و لذلك تتعلق حياة المؤمنين بالإله و كافة تجلياته و صوره و مواضع حلول قداستة، و يتضاءل ُ الإنسان و قيمته الإنسانية و البشرية أمام القداسة الإلهية بحيث تنعدم أي قيمة له و لوجوده و لأي استحقاق ٍ نابع ٍ من إنسانيته أمام هذه الحقيقة، و يعتاد المؤمن على أن يرى نفسه من خلال علاقته مع القدُّوس مصدر القداسة، و يشتد قبوله لنفسه كلما اقترب من الإله و مُقدساته، و يتضاءل ُ رضاه عن و احترامه لـ ِ كيانه بقدر ابتعاده عن الدين و وصاياه، فالإله هو مصدر القيمة و مُحدِّدُها و مُعرِّفها الأوحد و مقياسُها الفردي في آن ٍ معا ً.

إن هذا الارتباط البشري بالقداسة النابعة من خارجِه يفسر قبول المؤمنين بتشريعات الرق و العبودية و اضطهاد المرأة و قتال الآخر المُخالف و العقوبات الدينية الإقصائية للفرد عن المجموعة و البدنية غير الإنسانية. فالبشري لا قداسة له من ذاته و لا قيمة إنسانية تحميه و لا استحقاق حقِّي من طبيعته البشرية، فكل هذا لا وجود له لأن القداسة "خارجية" "مُعطاة" "مُسبغة" "حلولية" "غير ذاتيه" و "غير أصيلة فيه" لأنها من عالم الغيب، من لدُن الإله، و هو الذي يحدد من هو الذي يحق له أن "يتمتع" بالحرية و الوجود و يُعصم من الاضطهاد و يُحفظ، و من يُعذَّب و من يُسترق و من يُقاتل و من يُنتهك، حسب قانون "درجة القُرب" من المقدس.

إن الثورة الفكرية الإنسانية ترى في مفهوم "القداسة الخارجية" جريمة في حق الإنسان و الطبيعة الكونية ككل، فهذا الانفصال بين القيمة و الاستحقاق النابع من طبيعة الموجودات هي تفريغ ٌ لها من حقِّها الوجودي، و إفناء ٌ للمعنى النابع من طبيعة التكوين المادي، و تشويه لخريطة الترابط النسيجي لشبكة الموجودات، و عماء ٌ كامل عن الواقع كما هو و كما يُخبر عن نفسه كاستحقاق ٍ وجودي.

يرى الإنسانيون أن القداسة هي صفة أصيلة في الإنسان، تنبع من نفس طبيعته البشرية، و من كيانه الإنساني، ملازمة ٌ له، أصيلةُ فيه، غيرُ خارجة ٍعنه، و لا "تُسبغ" عليه أو "تُمنح" له، و لا علاقة َ لها بإله أو دين أو طقس أو شريعة أو نص أو إنشاد. كما و نرى أن هذه الطبيعة البشرية و التي هي أساس "القداسة " الإنسانية مشتركة ٌبين البشر جميعِهم، لا زيادة فيها أو نقص لإثنية أو لون أو نوع جندري أو دين أو مكانة اجتماعية أو بسبب قدرات ٍ في الذكاء أو إعاقات. فهي أصيلة ثابتة، مُشتركة جامعة و مُعرِّفة للنوع البشري بالتساوي.

يحتاج ُ البشر اليوم أن يعترفوا بالأصول البدائية للأديان التي يؤمنون بها، و أن يروا فيها ما هي عليه بالحقيقة، أي خبرات نفسية لنوعنا بعد انفصاله عن باقي أجناس الأوليات بحمد ِ التطور و أليات الانتخاب الطبيعي، و نتيجة ً للوعي الإنساني، و أن يُدركوا أن استمرار هذه الخبرات لأكثر من 90 ألف عام حتى الألف العاشر قبل الميلاد قد طبعها في اللاوعي الجمعي و ضمن انتقالها، و هذا أيضا ً بحسب قوانين الطبيعة و آليات الانتخاب الطبيعي و بغريزة حفظ النوع. كما و يجب أن نعترف أيضا ً أن التطورات التي حدثت على التجمعات البشرية الأولى و اتجاهها نحو الزراعة و الاستقرار ثم التجارة و الذي صاحبه التدوين و اللغة المتطورة قولبوا جميُعهم هذا الموروث و صقلوه و هذبوه حتى اتخذ شكلة الذي على أساساته الحضارية الضاربة في جذور الأنثروبولوجيا بنت الأديان التوحيدية اديانها الثلاث التي ترسم مصائر 4 مليارات من سكان كوكبنا الأرضي.

استطاعت الإنسانية اليوم أن تُجيب على أسئلة العقل و أن تتسق مع التوق الإنساني المشترك للاعتراف بقدسية الإنسان و حقوقه في الحياة و الوجود و الرأي و التعليم و الصحة و التوظيف، و هي أساسيات ٌ ما زلت الأديان تخوض فيها بضبابية و ضمن شروط تجعلها غير مُطلقة و مُقيدة، و مربوطة "بإرادة" الإله و "تصنيفاته" و "شرائعه"، بينما نجعلها نحن "بسيطة" "واضحة" "مُطلقة" لا جدال فيها و لا مُساومة.

ما زلت أتعجب –على الرغم أني أفهم السبب لكن لا أسلك بحسبه- كيف يقبل البشر كل هذا الظلم الإستعبادي المرتبط بما لا دليل عليه و لا منطق يسوقُه، الذي يقلل من قيمتهم و يجعل منهم عبيدا ً لا أكثر، و يعتنقونه و يدافعون عنه بهذه الشراسة، لكن لذلك حديث ٌ آخر، سيأتي وقته.

معا ً نحو الحب، نحو الإنسان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القداسه
nasha ( 2014 / 3 / 1 - 10:52 )
الاستاذ العزيز نضال مما لا شك فيه ان تقديس الانسان و حياته ضروري جدا، للوقوف ضد من يعتدي على حقوق اي فرد من الناس وتحريم اي اعتداء عليه و بذلك نضمن الامن والسلام للجميع.
هل لا ترى معي ان تقديس الخير بما فيه من مُثل مطلقه مهم كاهمية الانسان؟ لان المُثل المطلقه هي الادوات التي نستعملها للمحافظة على الحياة. لماذا لا نقدس وثيقة حقوق الانسان مثلا او نقدس اي ايمان مبني على الحب و التضحيه مثل الفكر المسيحي ما الضرر في ذلك؟
يجب ان لا نخلط كل الافكار وننبذها كلها من اجل التخلص من فكر غير سوي.
ودمت يا استاذ.


2 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 1 - 12:37 )
تحية طيبة أستاذ ناشا،

نعم لقد أصبت َ حينما قلت َ:

-هل لا ترى معي ان تقديس الخير بما فيه من مُثل مطلقه مهم كاهمية الانسان؟ لان المُثل المطلقه هي الادوات التي نستعملها للمحافظة على الحياة. لماذا لا نقدس وثيقة حقوق الانسان مثلا او نقدس اي ايمان مبني على الحب و التضحيه مثل الفكر المسيحي ما الضرر في ذلك؟-

هذه هي القداسة أن نُعطي الاحترام و الأهمية على إطلاقهما للأنسان. و يجب أن نعترف أن سبب القداسة هو الإنسان نفسه و حقه الوجودي كصفة مُلازمة و مُعرِّفة له، لا لأن إلها ً أو دينا ً أمرا بذلك.

هنا بيت القصيد أخي العزيز، وعندها ستسقط كل النصوص التي تحارب الإنسان تحت أي عذر، لأن هذه الوصفة العلاجية هي فلتر لا يهرب منه و لا يمر من خلاله أي تعد ٍ على الإنسان من أي دين أو مذهب أو حتى حزب سياسي.

أهلا ً بك دوما ً.


3 - الافكار هي التي جعلت من الانسان وملكيته مقدسة
علاء الصفار ( 2014 / 3 / 1 - 13:25 )
تحيات استاذ نضال الربضي
الانسان بلا شك عرف ذاته من القدم,فنبعت من وعيه بذكائه,بمقارنة ذاته بوحوش اخرى.اقصد حين بدء يتامل السماء وصناعة الادوات.فكان هناك فترة من الوئام, كما لمجموعة اسود تهاجم قطيع ماشية.لكن بعد تطور المجموعة وظهور افكار المجتمع الذي انسلخ عن البدائية الوحشية,للدخول الى وحشية اولى, بداية المجتمع الحضاري.الذي اتسم بظهور تمايز طبقي بسيط.من سيد قوي وعبيد ضعيفة.فكما عقل الانسان سيطرة على وحوش الغابة سيطر عقل السيد القوي على المجموعة. فتحول تقديس الانسان لذاته عن بقية وحوش الغابة الى تقديس أخر,الا وهو تقديس السيد, فظهور الملك الذي حتى انفصل عن المجموعة ليعطى صفة القدسية والاختلاف عن العوام. فحتى بالزواج من داخل العائلة الملكية ذاتها لرقيها عن جموع العبيد,صانعة الخيرات.من هذا التاريخ ظهر احترام وتقديس للملكية الخاصة وهذه احتاجت لتشريع(دين و رب) لاعاقة العامة من المطالبة بحقها.فمرت قرون لتطور وعي العبيد للثورة على سلطة الملك.وحصل الكثير من التمردات الغير مجدية.الى ان ظهرت طبقة البرجوازية الوطنية في الغرب, فاطاحت بدولة الاقطاع وتشريعها الديني في قدسية ملكية لطبقة النبلاء.

اخر الافلام

.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن


.. نزوح من مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان




.. خطاب أمام الأمم المتحدة وتصعيد للقصف على بيروت.. كيف يفسر سل