الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الذاكرة والوعي الجمعي في العراق الجزء ألأول
عصام عبد الامير
2014 / 3 / 1دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الذاكرة والوعي الجمعي في العراق
يقال وفق أحدى نظريات المعرفة أن ألتاريخ هو عبارة عن تجربة كبرى يقوم بها الجزئي أتجاه الكلي والنسبي سعيا نحو المطلق والتجربة مجال نكتشف من خلاله الصح والخطأ في التفكير ألأنساني اما من الذي يقيم التجربة هنا ياتي دور العمل حيث انه المادة الاساسية للتجربة هنا ينطرح سؤال من الذي يقوم بتعميم التجارب ويداولها ويقوم بدور الواسطة وحلقة الوصل ما بينها عموما وما بين الأجيال المتعاقبة هنا يأتي دور الذاكرة بأعتبارها خبرة جمعية بالمعنى الخبرة التأريخية منقولة وموروثة في الوعي الأجتماعي هذه الخبرة خاصتها انها محايدة وموضوعية تحمل صورالتجارب الماضية للمجتمع دون ان يكون لها دور في ترجيح او استنباط نتائج او حقائق معينة يمكن ان تساهم في تحديد مسار الحياة الجديدة اما من الذي يمتلك القدرة على استنباط الحكمة والمفاهيم المعرفية استخلاصا من التجارب الماضية واقتناص اللحظة التاريخية المهمة والحاسمة والتي ممكن ان تعطي معنى حقيقيا للوجود والتي في ذات الوقت تغير وجه التاريخ نحو الامام وتوحد المصالح الانسانيةوألطبقيةالمتعارضة والمتناقضة في لحظة محددة من المكان والزمان هنا ياتي دور العقل الجمعي الذي يتكون بفعل التجارب حيث ان خلاصة هذا العقل وأخر أستنتاجاته يتمثل بالأبداع بكل أشكاله الفنية والعلمية والثقافية حيث تولد الحظارة كانت هنالك مقولة لكارل ماركس تعبر عن تواضع وموظوعية عظيمة كان يتمتع بها حين قال بما معناه ليس لي الفظل وأنجلز في أكتشاف هذه النظرية وأنما هي ثمرة للجهد الفكري أللأنساني الطويل هنا يؤكد ماركس على العقل الجمعي الذي هو حصيلة التجارب الطويلة والمتعددة والذي يتمظهر في فكر المبدع ايا كان علمي ثقافي او فني وأرقى ماتوصل اليه المجتمع البشري لحد الزمن الحاضرهو العقل الجمعي الغربي بما يتصف بنقطتين أساسيتين هما العلمية والبراغماتية ويمكن أعتبار هذين العاملين مصدر لنشؤ العقلانية الغربية مؤطرة بمجموعة من المصالح الطبقية أولا والأجتماعية الوطنية ثانيا أن هذه المقدمة والتي قد تكون معلومة وربما بديهية لكثير من القراء وقد يتفق البعض معها وقد يختلف البعض ولكن كان من ألاجدر بل المفيد ذكرها لما تتظمنه من مفاهيم أساسية لبناء موظوعي الرئيسي الموظوع الذي نحن بصدده هو ما هو موقعنا نحن العراقيون أولا والشرق اوسطيين ثانيا من هذه المعادلة أن صحت وان لم تصح فهنالك مفردات عامة للقياس كالعمل وألأنتاج التجربة الذاكرة التاريخ الثقافة الموروث والعقل الجمعي وكيف تشكل هذه مجموعة من مفاهيم عامة لقياس البناء الحظاري ودرجة تطوره نأتي لنذكر المفاهيم السابقة نقطة بعد أخرى ونجري البحث القياسي لتشخيص النكوص الحظاري الذي ألم بنا وسنأخذ العراق مثال ونموذج للمنطقة وذلك للتشابه الكبير في مجمل الظروف على الرغم من بعض الخصوصيات للبلدان هنا وهناك المبدآ الأول للحياة العمل (العمل واللسان ذالكما اللذان خلقا الأنسان ) أنجلز اصل ألعائلة أن العمل بدأ من الصيد والرعي والصناعة اليدوية البسيطة ثم الزراعة حتى جائت الصناعة في العصر الحديث كان العمل في تطور مستمر وكان يعتمد هذا التطور على أدوات ألأنتاج أن تطور العمل ورقي أشكاله كان له الدور ألأساسي في تطوير البنى الفكرية للمجتمع ومن ثم البناء الفوقي مثل الثقافة والعلوم والنظم السياسية وغيرها أن الشعب العراقي لم يتعرف على أساليب العمل الحديثة عن صناعة النفط وبداية للأنتشار الكهرباء وأقامة خطوط السكك الحديدية ودخول المكائن ألا بعد دخول ألأنكليز في الحرب العالمية ألأولى كان هنالك تطور ملموس في مجال الصناعة ولو بشكل بسيط مما أدخل نمط جديد للحياة العراقية نشأة المدن أو لنقل تطورت وبدأت بالنمو ومعها تطورة مؤسسات الدولة التعليمية والصحية وغيرها كانت هنالك مقولة الى لينين بعد ثورة أكتوبر وهو يفضح أتفاقية سايكس بيكو المعروفة والموقعة بين بريطانيا وفرنسا أنذاك حيث قال بما معناه ليس بالنص (دعهم يدخلون فأنهم بكل ألأحوال أفضل من ألأستعمار القديم لانهم سرعان ما سيوجدون حفاري قبورهم بأيديهم ) هنا يقصد لينين أن ألأستعمار الأنكلوفرنسي هو أفضل من ألأستعمار العثماني لانهم سوف يدخلون و معهم المكنكة ومن ثم الصناعة عندها ستولد الطبقة العاملة التي رمز لها بحفاري القبور ونلاحظ أن سير الأحداث وتاريخ تطور الحياة بكل أشكالها بعد دخول ألأنكليز الى العراق يؤكد ماذهب اليه لينين في مقولته الانفة الذكر وفعلا بدأت صناعة النفط التي تتطلب كوادر محلية ومن ثم أنشاء الطرق وسكك الحديد وأنشأت المعامل والورش وغيرها ( في هذه المداخلة أحب أن أشير الى أن الأنكليز والأمريكان يبدو قد أنتبهوا الى هذا الشكل من التطور الأقتصادي وألأجتماعي وبالتالي السياسي الخطير في العراق عندها وضعوا خطة وأستتراتجية مضادة لوقف مثل هذا النمو سنشير الى هذا الموضوع لاحقا ) نعود الى موضوعنا ألأساسي وهي المعادلة التي أفترضناها في بداية الموضوع كان لاشكال العمل والأنتاج الجديد في العراق دور في خلق وعي وخبرة أجتماعية ناشئة ومنبثقة من التجربة الحديثة هذا ومن أجل تحليل سير التطورالفكري والثقافي في العراق بعد دخول الأنكليز في الحرب العالمية الاولى لا بد من الرجوع الى القاعدة أي الى الخلفية وهي ألأرث الفكري والوعي الجمعي الموروث مقروننا بشروط العمل والأنتاج وطبيعة النظام الأقتصادي وألأجتماعي أنذاك
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس
.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي
.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا
.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات
.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة