الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سبيل الخاتم...

حنان فوزي المسعودي

2014 / 3 / 1
المجتمع المدني


في سبيل الخاتم......

  عندما خلق أبوانا أدم وحواء لم يمتلك اي منهما حق إختيار شريكه...حيث لم يكن امام أدم سوى حواء والعكس صحيح.....فقامت بينهما علاقة روحية أزلية سامية دفعت ادم الى البحث عن حواءه لألاف السنين بعد هبوطهما على الأرض مغضوبا عليهما...حيث لم يجد أدم الرجل على الكرة الأرضية من تشغله عن زوجته وشريكته فأخلص لها وبحث عنها.....بمعنى أخر كانت علاقة جبرية....وإخلاص ووفاء بالقوة.....لأنه لم يتوفر البديل..... حتى زواجهما الذي تم بدون المراسم المعروفة كان امرا إلهيا بحتا لايملكان حق رفضه او التفكير فيه.... واليوم.....تتعدد امام احفادهما الأختيارات وتتنوع وتكثر الشروط والقواعد التي صار من الواجب ضمانها او توفرها قبل البدء بالعلاقة الزوجية..... ولو نظرنا إلى الموضوع من زاوية اخرى...بغض النظر عن التوافق الجسدي والأجتماعي والثقافي وغيرها من الأمور التي نتشدق بها طوال الوقت..... فليس من السهل ان نجمع مخلوقين...بجسدين مختلفين...وروحين منفصلين...وإرادتين مستقلتين ..معا في غرفة واحده ثم نطلب اليهما ان يصبحا كيانا واحدا..... نفس اوقات النوم...نفس الغذاء...ونفس الاحتياجات الجنسية.......اعتقد إن الأمر صعب جدا...... مما يتطلب وقتا وجهدا في إختيار الشريك أكثر مما يتطلبه أي شئ اخر في مجتمعنا بالذات..وذلك لأن الأرتباط الوحيد المسموح به عندنا هو الرباط المقدس...وهو طريق ذو اتجاه واحد...ولايمكن الرجوع عنه أبدا خصوصا لو ازدادت القيود قوة بولادة الاطفال. بعد كل ماقلته اصبحنا نتوقع من اشخاصنا التصرف بذكاء وحيطة...ولكن الذي يجري على ارض الواقع مختلف تماما...فبمجرد تعرف شابين ملائمين للزواج على بعضهما حتى تبدأ سلسلة لاتنتهي من الوعود والتصرفات المزيفة إن لم نقل الكاذبة ....وكل همهما ان ينالا استحسان احدهما الأخر ويصلا الى الزواج والخاتم المقدس... . فالفتاة تبرع في تمثيل دور الحب والخجل والطاعة..لكي تنال رضا عريسها المرتقب اما هو فيكون اقرب الى سوبر مان منه الى البشر ...فيقدم لها شتى الوان الوعود الخيالية عن الحب الازلي وانواع الدلال والدلع التي تنتهي تماما بعد اول وجبة طعام تقوم عروستنا الجديدة بحرقها...... في الغرب....يحدث العكس تماما....حيث يستنزف الشابين كل طاقتهما للوصول الى التفاهم المطلق...وبغض النظر عن الفترة التي يعيشان فيها معا دون زواج والتي لايسمح بها ديننا ولا تقاليدنا ولكنهما يجهدان انفسهما في معرفة دواخل كل للأخر....ويحاول كلاهما توضيح شخصيته دون زيف...لان لايمكنه ان يستمر بالتظاهر سوى اشهر او اسابيع قليلة وعندها سيظهر وجهه الاخر الذي حاول اخفاءه..وسيغلب الطبع التطبع...ويكون هو شخصيا..الخاسر الاكبر... تظاهر..  وتمثيل....وكذب ايضا ... يمارسه الطرفين للوصول الى الزواج...الأمل المنشود.....وعندها فقط تظهر الانياب وتكشر عن الشخصية الحقيقية....التي ماعاد هناك من داع الى اخفاءها....فقد ارتدينا الخاتم.....ودخلنا طريق اللارجعة......وبعد كل هذا مازلنا نبحث في الشرق ....عن زوجين سعيدين حقا....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء