الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدوق: ...إلى العَدَمْ

مزوار محمد سعيد

2014 / 3 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



الخلاص هو فكرة ترجع إلى الناس، و تجعل الأشخاص قائمين على قواعد الترجيح، الثقافة هي اللغة التي تصنع الأفراد، لأنّ السلام هو علامة على كرسيّ الشيخوخة، و لأنّ كثرة قراءة النص لعدّة مرات هي التي تعطي قيمة أكبر للمقروء. الموسيقى هي التي تنقذ الروح لأكثر من مرة، هي الفاصل ما بين الموت و موته، بينما العقل هو أساس التحصيل المعرفي في الساحة الفلسفية خاصة ما يتعلق بما هو بعيد عن المعتقد. كما أنّ العقل هو الخير إن كان ميزان الأخلاق حاضرا في الحكم. ففي البداية يكون العقل مساحة غضة نظرة، يمكن استغلالها كما يشاء البشريّ أمام بشريته أو أمام الطبيعة. بسبب الضرورة التي هي مسلك من النشأة، خاصة و أنها صدور من المصدر، و هي إجبارية الوقوع وفق التصورات الملونة.
".... أما أهل المدن الجاهلة، فإنّ أنفسهم تبقى غير مستكملة، و محتاجة في قيامها إلى المادة ضرورة، إذ لم يرتسم فيها رسم حقيقة بشيء من المعقولات الأول أصلا. فإذا بطلت المادة التي بها كان قوامها، بطلت القوى التي كان شأنها أن يكون بها قوام ما بطل، و انحل إلى شيء آخر، صار الذي بقي صورة ما لذلك الذي إليه انحلت المادة الباقية (...) و هؤلاء هم الهالكون و الصائرون إلى العدم، على مثال ما يكون عليه البهائم و السباع و الأفاعي...."
(أبو نصر الفارابي، آراء أهل المدينة الفاضلة، الباب الثاني و الثلاثون)
الإلهيات و الطبيعيات كما الفلكيات هي منابع العلم و المعارف، لتأتي الفلسفة كي تنظمها و تدبرها. و على هذا تكون النظرية هي وِزْرٌ يصيب الإنسان، هي عملية بعيدة عن المنتقل إلى الفرد الإنساني عبر حواسه الجسمية، و إنما هو واصل الروح بكلّ مختلف عنها أو مشابه لها.
الكثرة تخرج من الوحدة؟ حاول الفارابي الإجابة عن هذا الاستفهام عبر أنّ الواحد لا يصدر عنه سوى الواحد، و منه تمّ ترتيب العقول. الكامل يعقل الكامل، و الناقص يعقل الناقص، و الذات الإلهية هي موضوع للعقل الإلهي. يبدوا مقبولا طرح الفارابي هذا، و أنـا أتفق معه تماما في قوله بعالم ما تحت القمر. يقول الفارابي بالسعادة العقلية، على الرغم من أنني أرى في سعادة الفارابي مصيرا راقيا، لكنني أراه أقرب إلى فلسفة أساتذة العالم "الإغريق".
هكذا فهم الشرق عملية التعرف على نفسه و العالم و الله، صاغ مدارس عبّرت عن نفسها بنجاح، و ها هي الهند تصنع قفزتها لوحدها في كافة الاتجاهات، فمن تعدد المدارس الهندية يُقرأ الفكر الفلسفي في الهند، و إن ارتبط بالدين و الأساطير إلاّ أنّه عبّر عن نفسه بكلمات واضحة و تعاليم راقية. و أرجوا ألا يندهش من يسمع بأنّ الهند اليوم (ما بعد غاندي و نيهرو) تغزوا اتجاهات حُرّمت و حرمت عليها و منها لعقود من الزمن. لا عجب في ذلك، إنّها تراجيديا الإغريق عندما تتحد بنبوة الشرق لتصنع عملاقا مثل الألماني المعاصر.
لقد عبّرت فلسفة الهند عن "كارما" الإنسان، و رفضت مبدأ علويا يدير الكون، هذا ما جعلها تقيم تواصلا بين الروح و روحانيتها، و هذا ما أخذ به الجميع في ما سُمي بـ: "الجِن"، أي أنّ الوسائط تكون بين الأفراد، و هي وحدها تحكم الروح و تصونها بقدر ما تكون هذه الأخيرة في وفاق مع الطبيعة و الآخر.
بينما في أفريقيا ظهرت الفلسفة في أغوار أعمالها الحسية، هنا أشير إلى أنّ الفلسفة ذات البعد النظري بقيت بعيدة عن الأفارقة، و لكنّ الأدوات الفلسفية التي تمكن المتفلسف من استقراء و تأويل أو تحليل الواقع، جعلت من الناظر المتأمل في أفريقيا منبهرا بفنها، إذ تحوّل الفن في أفريقيا إلى لغة للعيش، تحوّل إلاّ وسيلة لحماية الروح بالأرواح، و صبّ في قالب أساليب الحياة من أشكال الأقنعة، إلى تقديس المجسمات، و الاهتمام بدُنْيَا الأعمال الجمالية في كليتها للتعبير عن الإحساس أو الإحساس بالتعبير، كله يصب في الإطار الأفريقي التحرري على الطريقة المادية، تحرر من المادة بالمادية، من اجل الانصهار في المادة، و الذوبان من أجل الاقتراب من المادة بالمادة و من أجلها.
الفن في أفريقيا لا يخرج عن دائرة اليومي الأفريقي، و بالتالي تكون أشكال الأكواخ و آلهة القطع الروحية في أفريقيا هو فنهم الذي لم يجعلوه هدفا، و إنما كان بالنسبة للأفريقي الإنسان: ملجأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها