الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سارة الجميلة...من يعيدها؟

عقيل الخضري

2014 / 3 / 1
المجتمع المدني


في تواصل مع صديق لي في بغداد ، اخبرني قبل أسبوع أن أحد العاملين في ورشته ،أصيب وزوجته في انفجار بمنطقة حي أور، حيث يسكنان ، ولأني أعرف العامل أحمد حسين،هذا الشاب شبه المعوق و المكافح والمناضل للعيش بمحاولات اكتفاء متواضع جدا و ستر لا أكثر، فبقيت أتابع أخباره ، وعلمت انه تعافى من إصابته الطفيفة ، بينما بقيت زوجته سارة في المستشفى تحت العناية المركزة لأصابتها البليغة في الرأس.
سارة ، نقلت بعد الحادث إلى مستشفى الجملة العصبية في الباب الشرقي ويبدو أن زحمة طوابير المصابين منعت الكادر الطبي المناوب من تشخيص دقيق لحالتها ،فعولجت في إصابة تهتك رأسها ودماغها وأهملت الأعراض الجانبية ، ومنها عينها التي اندلقت من مكانها بشكل غريب مما استدعى نقلها لمستشفى مدينة الطب ، حيث أكد الأطباء على ضرورة قلع عينها، والتي كان الممكن معالجتها في بداية الإصابة.
العامل أحمد حسين لامس العوز الحاد بعد توقف عمله لأسبوع ويقول أن هذا لا يهم الآن وحتى لو أكل ترابا ،يحط رأسه بيديه ويجلس كل النهار بباب الردهة التي تضم عروسته وأحلامه وذكرياته، وعائلة سارة عبرت خط الفقر وسكنت تحته وزياراتهم للمستشفى تمزق في ميزانيتهم.
لا أحمد ولا سارة من السياسيين، ولا من الدعاة الدينيين ولا ممن يشدهم هذا العالم أو تلك الأجواء.
سارة العروس الشابة، من مواليد 1991، ترقد في مدينة الطب ببغداد، تنتظر قلع عينها الجميلة. أحمد وأهلها والجيران الذين كلهم طيبة وبساطة، يبتهلون إلى الله وإلى الأئمة وإلى الصالحين لينزلوا بمعجزة ما تحول دون قلع عين سارة الجميلة...سارة نسيت الكلمات ونست الأسماء ،وباتت في عالم آخر من اللاوعي والهلوسة.
سارة و أحمد، رقم من الأرقام التي تمر كل يوم، أرقام عابرة لحالات جرحى، لا تشد الانتباه ولا التوقف، ولا الـتأمل.
لِمَ..؟!
إنني حزين جدا...الحزن يحتلني وصورة هذه العائلة الصغيرة تركد في وعيي،فأنا أعرف أحمد حسين، كان ضحية عدم توافق أبويه فافترقا منذ كان في سنته الأولى، تزوج والده وأهمله بل رماه على أمه التي كانت قد تزوجت هي الأخرى ولم يعد في بيتها ولا في حضنها مكانا لأحمد الطفل الأعمش...الولد لم ير دفء عائلة حتى وجد سارة...من يعيد سارة لأحمد ؟ الحزن يعمني وأنا أرى ان اللعب السياسية تستخدم كل الأدوات التي عجزت الشياطين الافتراضية في الجمع بينها، كل الأدوات بمسمياتها الطاهرة أو الداعرة للوصول إلى غاياتها...حي على الجهاد !! و أي جهاد ينتهك حياة أحمد وسارة !؟
إنني حزين في ظل عجزي عن تقديم أي شيء ليعيد البهجة لهذه العائلة.وما الذي يعيد البهجة لسارة ولأحمد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح


.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا




.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف


.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا




.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة