الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج3

مالك بارودي

2014 / 3 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج3

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com )
-----------------

ويواصل عصيد: "وقد زاد من تأزّم الوضع بشكل كبير إنتشار ظاهرة الإرهاب المسلّح وظهور تنظيم «القاعدة» وفروعه، ممّا جعل الإسلام مرتبطا في وجدان الإنسان الغربي بالعنف والدّم، خاصّة بعد أن تكاثرت الحوادث والوقائع الدّمويّة التي أبطالها ملتحون إسلاميّون وسلفيون في كل من مالي والجزائر وليبيا وتونس ومصر والعراق واليمن والصومال وكينيا ونيجيريا وأفغانستان وباكستان وغيرها من البلدان. دون ذكر التفجيرات في البلدان الغربية نفسها وعلى رأسها واقعة 11 سبتمبر التي كانت فيصلا بين زمنين فيما يخصّ هذا الموضوع، وهو ما أدّى إلى بروز ظواهر جديدة ذات خطورة في قارات أخرى مثل ما حدث في أنقولا مؤخرا حيث تمّ حظر الإسلام رسميّا وهدم مساجد الأقلية المسلمة."
يربط عصيد هنا إنتشار ظاهرة الإرهاب المسلّح بظهور تنظيم القاعدة وفروعه، وهذه مغالطة أخرى. فالإرهاب الإسلامي قديم قِدَمَ الإسلام. وما الغزوات التي قام بها محمّد إلاّ نوعا من الإرهاب (تحت إسم منافق هو "الجهاد") يستهدف قبائل عربيّة أو يهوديّة كلّ ذنبها أنّها لم تصدّق خرافات محمّد ولم تعتنق دينه الجديد. يقول القرطبي: "الغزو غزوان غزو فرض وغزو نافلة والغرض في الجهاد ينقسم أيضا قسمين أحدهما فرض عام متعين على كل أحد ممن يستطيع المدافعة والقتال وحمل السلاح من البالغين الأحرار وذلك ان يحل العدو بدار الإسلام محاربا لهم فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار ان ينفروا ويخرجوا إليه خفافا وثقالا وشبابا وشيوخا ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج (..) حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتل بها سقط الفرض عن الآخرين ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضا الخروج إليه والقسم الثاني من واجب الجهاد فرض أيضا على الإمام إغزاء طائفة إلى العدو وكل سنة مرة يخرج معهم بنفسه أو يخرج من يثق به ليدعوهم إلى الإسلام ويرغبهم ويكفّ أذاهم ويطهر دين الله عليهم ويقاتلهم حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية فان أعطوها قبلها منهم وإن أبوا قاتلهم وفرض على الناس بأموالهم وأنفسهم الخروج المذكور حتى يعلم أن في الخارجين من فيه كفاية بالعدو وقيام به فإذا كان ذلك سقط الفرض عن الباقين وكان الفضل للقائمين على القاعدين أجرا عظيما وليس عليهم ان ينفروا كافة وأما النافلة من الجهاد فإخراج طائفة بعد طائفة وبعث السرايا في أوقات العزة وعند إمكان الفرصة والأرصاد لهم بالرباط في مواضع الخوف" (الكافي في فقه أهل المدينة، كتاب الجهاد، باب واجب الجهاد ونافلته) فالغزو إرهاب وترهيب وسبي وسرقة وإستيلاء على أملاك الآخرين وقتل للآخر المخالف في العقيدة لا ينجو منه إلاّ إذا دخل الإسلام أو دفع الجزية صاغرا ذليلا، في حالة أهل الكتاب. وما الإستعمار الإسلامي إلاّ إستكمال لرحلة غزو العالم. وما القاعدة وبقية الجماعات الإرهابيّة الموجودة الآن إلاّ أناس يقتدون بسيرة محمّد بن آمنة وبالقرآن والأحاديث... فالمشكلة في الإسلام وليست في الغرب.
وينهي عصيد مقاله بقوله: "كما أنّ تخلّف الدّول الإسلامية وفشلها في بناء ديمقراطيات ناجحة وفي تنمية مجتمعاتها وإفراطها في إستعمال الدّين في إضطهاد أبنائها وعرقلة تطوّر بلدانها رسّخ لدى الغربيّين فكرة إرتباط الإسلام بالإستبداد والقهر والظّلم."
هنا، يعترف أحمد عصيد، وإن جزئيّا، بمسؤوليّة المسلمين عن ترسيخ الإسلاموفوبيا في الغرب. ولتأكيد ذلك سنأخذ مثالا سهلا وبسيطا. الإنسان بطبعه ينفر من الرّوائح النّتنة المتعفّنة ويكرهها، أليس كذلك؟ فهل يمكن أن نتّهم إنسانا يمرّ بجانب حاوية فضلات متعفّنة فيسدّ أنفه لكي لا يشمّ روائحها، هل يمكن أن نتّهمه بأنّه يكره الفضلات دون سبب؟ أو أنّ كراهيته للفضلات تنمّ عن عقدة نفسيّة متأصّلة فيه؟ أو أنّها نتيجة عيب في حواسّه؟ بالطبع، لا. لنضع الإسلام مكان حاوية الفضلات ولنضع شخصا يحسّ بالخوف والكراهية تجاه الإسلام ومظاهر التّخلّف والقهر والإستبداد والظّلم والإستعمار والإضطهاد وإنعدام الأخلاق التي نجدها في كلّ كتبه بداية من القرآن وتفاسيره وكتب الأحاديث والفقه والسّيرة وفي تصرّفات المسلمين الذين لا يمانعون في التّمتّع بخيرات الغرب ولكنّهم في نفس الوقت يشعرون بالكراهية تجاهه ويحرّضون عليه ويصفونه بالإنحلال والفسق والعهر والكفر ويريدون غزوه وتحطيمه وتطبيق شريعتهم الإسلاميّة المبنيّة على قطع الأيدي والأرجل والرّؤوس والرّجم وتحريم التّمتّع بالحياة وطمس الحرّيّات ودفن النّساء في أكياس قمامة سوداء وختان البنات وإغتصاب القاصرات أسوة بنكاح محمّد بن آمنة لعائشة وهي بنت تسع سنوات... هل إذا كرهنا الإسلام يكون العيب فينا نحن، أم في الإسلام نفسه؟ هل العيب في كاره الإسلام أم في النّماذج التي يراها كلّ يوم تحمل مكانس تحت وجوهها وتحرّض على قتل المرتدّ وقتل الكافر...؟
خلاصة القول هي أنّ الإسلام في حقيقته مثل حاوية الفضلات النّتنة المتعفّنة، وهو الوحيد المسؤول عن مشاعر النّفور والخوف والكراهية التي يرسّخها عند المتلقّي. فقبل إتّهام الآخرين بمعاداة وكراهية الإسلام، قفوا قليلا وإطرحوا على أنفسكم هذا السّؤال: ماهي الأشياء التي في الإسلام والتي تجعل الغرب يكرهه؟ فعلى هذه الإجابة تتوقّف كلّ الأجوبة الأخرى.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - والمشكلة
بشارة ( 2014 / 3 / 2 - 00:23 )
المشكلة ان اللذين هم داخل الحاوية , لا يشتمون روائحها ولا يعتبروها كريهة لانهم ولدوا وترعرعوا على تلقينهم ان هذه الروائح من اجود البارفانات وكل من يقول عكس ذلك فهو اما حاقد على الحاوية واهلها واما متامر حسود وكما تقول الحاوية فان المشركون نجس ولن ترضى اليهود ولا النصارى عن ساكن الحاوية الى ان يتبع ملتهم

يعني ازا الصلعوم يسموه الصادق الحزين وهو نفسه رخص لهم الكذب والتورية والمعاريض والتقية واعطاهم امثلة عملية بالغدر والمباغتة والخداع , هاي شلون كانوا سموه لو فعلا امرهم بالصدق دائما؟


2 - من عنوانك فجعتني يا مالك يابارودي
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 3 / 2 - 01:26 )
من عنوانك فجعتني يا مالك يابارودي لماذا كل هاده القسوة على المفكر والكاتب والناشط الامازيغي الاستاد أحمد عصيد ليس لنا سواه من يستطيع الرد بالمنطق البسيط والمعقد على العربان ودين العربان لماذا هاد التهجم وانت تعرف موقف الرجل من الدين واتباعه ام انك تجاهلته لشئ في نفس يعقوب على لسان العروبية ؟ اراك قد تزايدت على رجل هو قمة في العلم والتنوير مجاهد بالقلم و النفس مهدد في كل مكان سكنه العربان انت تعديت على رجل شجاع لايهاب ما يخاف منه الآخرون على سبيل المثال فقط ( استدعته قناتكم التونسية نسمة وقال فيها كلام لم ولن يقله انسان وكانت له شجاعة من حديد ولم ينافق و لم يتملق كما يفعل الكثيرون ؟ على كل أحمد عصيد قامة فكرية ورجولية ليس لها مثيل = انا على كل حال من المتابعين لمقالاتك الجميلة و الخفيفة والممتعة كثيرا ولكن اتمنى ان ترجع لرشدك و تسحب المقال لانه لا يشرفك تحياتي


3 - مقال جرئ عميق ... تسلم الايادى
حكيم العارف ( 2014 / 3 / 3 - 00:29 )
لاشك ان ربط الارهاب بالقاعده وبن لادن فقط هى محاوله فاشله لتجميل الاسلام القبيح منذ نشأته ...

والتى تنتشر فى اعمال عنف ظاهره للعميان الان فى صور كثيره

عمليات ارهابيه متنوعه على شرط ارتباطها جميعا بالاسلام ...
ليست صدفه بالطبع ولكنه منهج اسلامى قديم جدا يصل الى نشاة الاسلام والصحابه وارتباطهم بالعصابات المسلحه


4 - بين جهاد الاعداء وارهاب الابرياء
جلال المهاتر ( 2014 / 3 / 6 - 04:21 )
يقول الاخ مالك بارودي الارهاب الاسلامي قديم قدم الاسلام ولم يظهر مع تنظيم القاعدة وياتي بآراء الفقهاء عن الغزو والجهاد ومتى يكون فريضة ومتى يكون نافلة الخ الخ والظاهر الموضوع محتاج شرح للاخ كي يفهم ان كلام الفقهاء في حالة كانت الثغور في الدولة الاسلامية في حالة توتر علاقات وكر وفر مع الدول المناوئة ومعروف انه طول زمن الامويين والعباسيين والمماليك وغيرهم كان الوضع عبارة عن غارات من كلا الجانبين بين دول المسلمين ودول غير المسلمين لكن اليوم الدول غير المسلمة تقيم علاقات وسفارات وتسمح للمسلمين ياتوا ويدعو للاسلام في ارضها فهي غير مقصودة بفقه الجهاد ولكن تنظيم القاعدة وشيوخ الدجل يروجوا لممارسات وفكر من راسهم يستهدفوا الدول المسالمة ويقتلوا الابرياء والغريب انهم لو كانوا يريدون الجهاد فعلا فلماذا لا يقاتلون الجيوش الامريكية في العراق وافغانستان بل يتركوهم ويهاجموا الفنادق والاسواق والسفارات ويقتلوا المارة وهذا امر لم يعرف طيلة جهاد المسلمين
لذلك اي واحد يقول ان الاسلام ارهابي وان القاعدة تمثل الاسلام الصحيح عليه ان ياتينا بدليل متى كان المسلمين يتركون قتال الجيوش ويهاجموا الابرياء


5 - دليل لجلال المهاترات
ألأمل ألمشرق ( 2014 / 3 / 8 - 05:00 )
لم يهاجم إسلامك الارهابي اي جندي إسباني
اجلافك هم من هاجمهم بعقر دارهم وجر ثلاثين الف من عذراوات القوط من ايدي أمهاتهن الى خليفة المسلمين، خليفة العهر والكذب اللانهائي

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال