الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة ملف

يوسف ابو الفوز

2005 / 7 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بعد سقوط النظام الديكتاتوري البغيض، تكشف الكثير من الحقائق، وبانت بشاعة الجرائم المرتكبة من قبل المؤسسات الامنية للنظام الذي طالما تشدق وبديماغوجية بغيضة بإنسانيته وديمقراطيته، التي لم تكن سوى الموت والتغييب لخيرة ابناء وطننا وشعبنا تحت مختلف الذرائع والتهم.
عبر الوثائق التي تم الحصول عليها، سنقلب معا واحدا من هذه الملفات التي تبدأ برسالة وصلت الى المدعو (احمد حسين خضير السامرائي) الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في ايام كتابة الرسالة التي حملت تاريخ 30 /6/1994 كاتب الرسالة هو القاضي الامريكي، من ولاية الينوي، السيد (توماس جي رسل)، والذي ومن باب معرفته بأصول عمله القانوني حرص ان يكتب رسالته بلغة حضارية ذات منحى انساني، ومن سطورها يتضح لنا انه مدرك جيدا لطبيعة السلطة الفاشية الديكتاتورية فكتب بطريقة يستفز بهم حرصهم على سمعة النظام الحاكم الدولية، اذ لا ينسى القاضي الامريكي تذكير سلطات النظام بان التعاون في حل القضية سيساهم "في تعزيز محاولات رفع الحصار الاقتصادي" وأيضا "سيكون دليلا مقنعا للمجتمع الدولي بان القيادة العراقية حريصة على حقوق الانسان". ووجه نسخ من رسالته الى صدام حسين باعتباره رئيسا للجمهورية والى وزير العدل ووزير الداخلية. الرسالة تتحدث عن كون ابن القاضي البالغ من العمر 13 عاما تعرف في مدرسته الأمريكية على "فتاة لطيفة من العراق" بعمره واسمها "همسة"، ولكن القاضي ينقل المه وتعاطفه مع الفتاة التي يمتدحها "هذه الفتاة اللطيفة والمهذبة"، لكونها لم تلتق أمها لان الام ببساطة "اودعت في السجن في العراق عندما كان عمر همسة عدة اشهر فقط". وفي محاولة جادة من القاضي لمساعدة الطفلة، يطلب القاضي من سلطات النظام "نتيجة عادلة وإنسانية" لطلبه وذلك بتمكين الطفلة العراقية من لقاء امها، التي تتوفر معلومات عن كونها سجينة في سجن الامن العام في الكاظمية منذ تاريخ اعتقالها في اذار 1981، ويعرض القاضي الامريكي استعداده للسفر الى العراق وتحمل نفقات رحلته من جيبه الخاص من اجل مساعدة الطفلة للاجتماع بأمها.
لكن من هي الام السجينة؟
تذكر رسالة القاضي الامريكي ان اسم الام هو: زينب احمد حسين الالوسي، مواليد 9 /3/ 1958 رسالة القاضي الامريكي حين وصلت العراق، على عنوان القصر الجمهوري في كرادة مريم، كان "السيد احمد حسين المحترم" والموجهة اليه باعتباره رئيسا للوزراء، قد غادر كرسي رئاسة الوزراء، وعينه الديكتاتور وزيرا للمالية، وهكذا في تاريخ 30 تموز 1994، يوم وصول رسالة القاضي الأمريكي حولها وزير المالية وعبر مكتبه برسالة تحمل عبارة "سري للغاية" الى جهاز المخابرات "للتفضل باتخاذ ما ترونه مناسبا". ومحملة بالأختام والتواقيع المطلوبة وعبر سلسلة من ضباط المخابرات وصلت الرسالة وتحت عنوان "سري" الى جهاز المخابرات في رئاسة الجمهورية، وهناك وبتاريخ 5/8/1994 قدم احدهم، وكما يبدو انه الخبير في هذه الشؤون، ملخصا لموضوع رسالة وزير المالية ورسالة القاضي الامريكي مع اقتراح يقضي بإحالتها الى مديرية الامن العامة "لاتخاذ ما يرونه مناسبا"، وبعد ان دار الملف من جديد بين العديد من ضباط رئاسة المخابرات، وكل هذا توضحه وتكشفه لنا عدد التوقيعات والتواريخ المتقاربة، التي تفيد بإحالتها من اسم الى اخر، كان التوقيع الاخير وحسب التاريخ في 16 /8/ 1994 من نصيب مدير جهاز المخابرات، الذي وعلى صفحات الورق الصقيل الخاص بمخابرات رئاسة الجمهورية احال الملف الى مديرية الامن العامة، وتحت عنوان "طلب معلومات" وأيضا بهامش يقول "سري". في مديرية الامن العامة، راح الملف يدور بين الاقسام، قدمت الامن العامة تقريرها الممهور بالتواقيع، والمكتوب على ورق مديرية الامن العامة المشهور بزخرفته المتميزة في الحواشي، والمكتوب بلغة واثقة من عملها وصحة معلوماتها:
الى جهاز المخابرات
م / طلب معلومات
كتابكم/150/4/13/1/11980 في 18/8/1994 ندرج ادناه المعلومات المتوفرة عن موضوعة بحث كتابكم أعلاه.
زينب احمد حسين الالوسي ـ
مواليد 1958/ القومية عربية / الديانة مسلمة / سابقا طالبة في الجامعة التكنولوجيا (هكذا وردت في نص الكتاب) زوجها يدعى باسم كاظم كمونة/ المذكورة تم إعدامها كونها من عناصر الحزب الشيوعي العراقي العميل.
والدتها تدعى ساجدة عبد الحسين، شقيقتها تدعى لمى احمد الالوسي تولد 1956
وشقيقتها الاخرى تدعى ميسون احمد الالوسي تولد 1961 للعلم مع التقدير
مدير امن بغداد
وفي ختام الملف ترقد رسالته باقتراح: حفظ الاوليات في عامة القسم. وعلى هذا تم المصادقة والتوقيع في 3/9/1994 .
مصادر الحزب الشيوعي العراقي تقول ان النظام الديكتاتوري المجرم اعدم بعضاً من الأسماء الواردة في هذا الملف :
ام الطفلة همسة : المناضلة الشيوعية زينب احمد حسين الالوسي
واب الطفلة : باسم كاظم محمد كمونة
عم الطفلة : جودة كاظم محمد كمونة
عم الطفلة : اياد كاظم محمد كمونة
لا توجد في الملف اشارة للرد على القاضي الامريكي ، ولكننا نعرف ان القاضي استلم رده الواضح والمباشر، مثل كل ابناء شعبنا والرأي العام العالمي، حين تم الكشف عن المقابر الجماعية بعد سقوط كابوس النظام الفاشي، وعبر تلال الوثائق التي تكشف عن بشاعة ولا انسانية هذا النظام البغيض .
وما هي الا جزءاً بسيطاً من حقائق ستظل عارا في تاريخ القتلة ، ووثائق دامغة لينال المجرمون عقابهم العادل عبر المحاكم العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تواجه خطر صعود اليمين المتطرف


.. هل ينجح اليسار في فرض -جبهته الشعبية- أمام اليمين المتطرف؟ •




.. ?? بنعبد الله: تصريح رئيس الحكومة بالبرلمان يثير القلق و يحم


.. ?? بنعبد الله: تصريح رئيس الحكومة بالبرلمان يثير القلق و يحم




.. زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني مارين لوبان: نستطيع الفوز في