الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن رنيم معتوق وتحصين الجبهة الداخلية ضد الارهاب.

فاديا سعد

2014 / 3 / 5
المجتمع المدني


عن رنيم معتوق و تحصين الجبهة الداخلية ضد الارهاب
اعتقال الموهوبين "رنيم معتوق":

فاديا سعد

كل شخص على الاطلاق، مهما كان انتماءه العرقي أو المذهبي أو الجنسي، حين ينتمي لطبيعة إعمال الفكر، والانفتاح السلوكي الصالح لخدمة بلده، لا يمكنه إلا أن يكون معارضا لكل مظهر من مظاهر التخلف ابتداءا من استهلاك الكهرباء والمياه انتهاءا بالسرقات صغيرها وكبيرها، ولذلك تجد الموهوبين المبدعين والأذكياء، ومن يتمتعون بالأصالة، دائما في موقع يدعى بالمعارض.

مثل هؤلاء الغيورين قلّة؟
نعم، إلا أن رنيم معتوق منهم.

هؤلاء أولاد بيئات وطنية لا يجوز بحال المزاودة على وطنيتهم؟
أكثر من أكيد. ورنيم معتوق منهم.

يمكن لأحد أن يتهمهم جزافا تحت أي عنوان؟
بالتأكيد، في ظروف سياسية مثل ظروف سوريا.

إنما بالتأكيد أيضا، أنه لا يمكن لشخص أو كتلة مهما استذكت على مثل هؤلاء،
أن يجروهم إلى بيع أنفسهم، ووضعهم في خدمة مصالح بلدان أخرى ضد مصلحة بلدهم، ورنيم معتوق أولهم.

من هنا قد يلتقي البعثي مع الشيوعي مع القومي مع المؤمن دون تجارة بالدين مع
الملحد مع اللاديني ، مع الشخص المستقل، يجمعهم الحمية والغيرة والاندفاع
الشرس وأحيانا التعصب تجاه ما يمس ثوابت لا يتنازلون عنها : ضرب طوق الحماية على بلدهم.

مثل هؤلاء لايستطيعون المس بمصالح بلدهم مهما طغى الظلم، ومنهم عائلة رنيم معتوق.

هذه المقدمة ليست تنظيرا.

وهذه المقدمة ليست قافزة فوق الاعتبارات الكثيرة

وهذه المقدمة ليست اتهاما لأحد بذاته

وهذه المقدمة ليست استجابة للضغطوط الذي مورست على عائلتي ابتداءا من
محاربتنا في لقمة عيشنا منذ عقود من السنين وحتى لحظة اعتقال خليل معتوقـ، ورنيم معتوق، وما بعدهما.

هذه المقدمة دفاعا عن فتاة، ذكاؤها هو اختصار لذكاء الاناث في بلاد لا تعترف بذكاء الأنثى.

وهي دفاعا عن فتاة، اختصرت جمال المنطقة وسمرة البحر المتوسط ببشرتها.

وهي دفاعا عن فتاة، تعرف معنى القلق الابداعي على مدار الأربع والعشرين ساعة في كيفية تقديم أفكار خلاقة........

وهي دفاعا استباقيا على أي محاولة للنيل من سمعتها "التخابر مع جهات أجنية" كما تحاول جهات مختصة بالشائعات، الترويج لها.

وهي مقدمة دفاعا عن قيم وطنية داخل العائلة تمنع أي فرد فيها من اللجوء لمد يدها لأي أجنبي على حساب بلدها.

رنيم معتوق محمومة بالابداع، ومن حقها أن تقول رأيها.

اعتقالها جريمة في ذاته.

ترويج شائعات عنها بالتخابر جريمة لا أقبل بالصمت عنها.

استمرارها في السجن هو اغتيال علني للموهوبين، وطلقة الرحمة على العقول
النيرة، وخطوات منظمة في إخراس من يقف حقيقة لا ادعاء في وجه الارهاب.

وإطلاق سراحها واجب على من تبقى ممن يقول: صباح الخير يا بلدي.

فليس من عادة رنيم التباكي أمام الشاشات الألكترونية على الناس والشجر
والحجر في سوريا، ثم تمدّ يدها من وراء الشاشات لأحد وكلاء المحورين
العالميين يعرفان مصالحهم في المنطقة.
ليست هي من يأتي في جنح الظلام ليأكل لقمة محتاج.

رنيم معتوق شابة حملت أجمل مافي جينات سوريا التاريخية، وكرهت ابتزاز
قليلي الموهبة، و كرهت أكثر فأكثر الظلم، واعتقال والدها واختفاءه لأشهر
طويلة دون معرفة مصيره، وصبرت صبر النبي أيوب على ظلم في بلد يدعى
بلدها سوريا، ومكافأتها وعائلتها كانت بالابتزاز اليومي على مدار سنة ونصف،
ومحاربتهم في ابداعاتهم، وتحطيم معنوياتهم عشرات بل مئات المرات وآخرها،
خروجها مقيدة بين يدي عناصر أمن شبه أميين، في بلد اعتادت أن تقول أنه بلدها.

اتركوا لنا فسحة أمل نعتقد من خلالها أننا عشنا في بلدنا، وأطلقوا سراحها
وسراح الأبرياء من لعبة بيع البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل