الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدسية الأنثى وقدسية النصوص

مناف الحمد

2014 / 3 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قدسية الأنثى وقدسية النصوص
حالة التوحد مع الطبيعة التي عاشها الرجل قبل أن تخلق الأنثى حسب قصة الخلق في الكتب السماوية والتي فقدها بعد ما مارس فعل الحرية الأول في تاريخه، وأكل من الشجرة المحرمة صار يعوضه بالعملية الجنسية التي يمثّل فعل الايلاج فيها محاكاة للتوحد السابق ولكنه أصبح مع الأنثى- رمز الطبيعة- التي كانت حسب ما تؤكد أبحاث الأنثروبولوجيا في أزمنة قديمة كائناً مقدساً.
بناء على هذا التفسير للعملية الجنسية يمثل التوحد مع الأنثى حنيناً لحالة التوحد السابقة مع الطبيعة
ولهذا فإن العلاقة بما تتضمنه من مشاعر مكون من المكونات العضوية لإحساسه بوجوده وإنسانيته في حالتها الأصلية .
وسواء أكان هذا التفسير صحيحاً أم غير صحيح فإن علاقة الرجل بالمرأة التي عملت الشرائع على تقنينها لا تزال بحاجة إلى سبر أعمق لاحتوائها على أبعاد ميتافيزيقية ووجدانية تظل تلك المحاولات لتقنينها قاصرة عن الارتقاء إلى محتوياتها تلك .
ليس المقصود مناقشة مدى صلاحية النص الديني بما يتضمنه من شرائع تخص المرأة لمتطلبات إنسانيتها ولأهميتها ولكن المقصود والمطلوب إبداع منهج جديد لتأويل النص لا يجور عليه ولا يستنطقه بما لا يقول، وفي الوقت نفسه يجعله مستجيباً لمتغيرات العصر وظروفه وسياقاته المختلفة .
في محاولة معاصرة لجعله معاصراً لنفسه ومعاصراً لنا أعيدت قراءة النص الذي يقرر منحها نصف حظ الذكر قراءة تأخذ بالاعتبار أسباب النزول على أساس أن النص نزل في ظروف كانت المرأة تذهب فيها مع ما تملك إلى بيت زوجها وتصبح هي وما تملك ملكاً له وسداً لذريعة الصراعات التي يمكن أن يسببها هذا الوضع بين القبائل قرر النص الديني منحها نصف حظ الذكر .
وبما أن هذا الظرف لم يعد موجوداً فإن قراء معاصرة لنا تستطيع أن تعيد تأويله بما يمنحها حظاً مساوياً لحظ الذكر .
الأمر نفسه ينسحب على تعدد الزوجات والذي تفيد القراءة المعاصرة له- أي التي تأخذ بالاعتبار- موجبات نزوله في سياقه التاريخي أنه كان تقييداً للعدد غير المحدود من الزوجات الذي كان سائداً قبل نزول النص وليس العكس .
وكان في سياق مزاج نفسي عام لا تجد فيه المرأة –بسبب العرف الطاغي – انتقاصاً من قيمتها كأنثى في حال كانت واحدة من عدة زوجات الأمر الذي أصابه تحور شديد في سياقنا الحالي. ولما كان النص الديني إنما جاء متوخياً تحقيق مصالح الناس فإن السؤال الذي يظل مطروحاً هو :
هل يعقل ألا يأخذ هذا النص بغايته النبيلة النهائية تلك مشاعر المرأة التي لا بد ستعاني من جرح لكرامتها وأنوثتها في حال أضحت زوجة من عدة زوجات ؟
إن قراءة جديدة للنص يمكن أن تكون محاولة جادة لسبر أعمق لهذه العلاقة الوجودية والذي تمثل فيها المرأة نداً وليس طرفاً تابعاً في الثنائية رجل –امرأة.وهو ما يعاكس الواقع الموضوعي الذي يحكم بكونها محوراً يستحيل فيه ليس فقط رجولة الرجل إلى خواء وإنما وجوده كله وإنسانيته كلها .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دار المرأة في حسكة


.. هبا عويدان




.. سوسن مسعود


.. الذاريات محمد




.. ابتسام كامل رمام