الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدوق: هلوسة مكسيمنيوس الطاهي

مزوار محمد سعيد

2014 / 3 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



الدوق: هلوسة مكسيمنيوس الطاهي


على الدرب نلتقي، على ذلك العهد تكون كلّ الأمور مشدودة إلى عنق التمساح، و من العلوّ ينهل الفرد الإنساني من حياته، تلك التي قبلت دخوله، و لم تعرف المخارج التي أرادها هذا الداخل إليها، و في نبضات العيش هموم لا تضيع، حتى الضياع هو ميزة من التميّز، و حتى الشأن الملطخ لعلاقاتها هو سموّ في التبجيل، ليبكي الطفل، و يصرخ المقاتل، بينما تعود الأم إلى مهد صغيرها، لتناوله ثديها الطاهر، فمن الدماء تتغنى الشريفات بما لديهنّ، و من الرجاء يخرج الأبطال ليسطروا عناوين الفخر، و إنّ لأغرب المقاصد، هي تلك التي تجعل قهوتي أكثر شؤما، لتنساب عيوني ناحية القطع التي تحلي أياما، لكنها لا تحلي الباقيات من الفانيات.

"... المعنى الملازم للحياة، الحياة كلّ واحد، و معنى الجزء لا يفهم إلا بفهم معنى الكلّ، الحياة لا تعني شيئا سوى نفسها، هي أشبه باللحن الموسيقي تعبر عن اللحن ذاته، فالحياة لا تعبّر عن شيء سوى نفسها..."
(بومدين بوزيد، الفهم و النص، منشورات الاختلاف – الجزائر، ص: 118)

عندما نادت الخادمة من داخل خيمتها المقابلة، نفذ نداؤها إلى عمق الرمل، و فتح الجمل حدبته، بينما فجرت البندقية آخر طلقاتها الخضراء.

1. النداء هو علامة
2. العلامة هي تقابل
3. التقابل هو عمق
4. العمق هو متفجر
5. الانفجار هو الأخضر

اللحن مادة كاملة، هكذا سجل سيّد الإغريق لغته الجديدة بمثابة عيد وطني، تنصب خلاله أعلام في الساحات العامة، و ترقص على شواطئ البلاد راهبات بلا صليب، و في آخره! حين تشحب الشمس قبل المغيب، يتذكر الجزائريّ أنّه حفيد الرجال، و لكنه يقول بنقص سلامة لغته الكاملة، و هرطقة الأمثال، و هو يؤكد قائلا: أنا لا أبني القصور، و إنما أنا باني ساحقات الورد، كما أنني أنا هو راعي مازجات العطور.

"... لو قيل لي أنني سأنهي حياتي كبواب في ملجأ مرينغو، لما صدقت هذا القول، عمري أربع و ستين سنة، و عشت حياتي كلها في باريس... "
(ألبير كامي، الغريب، دار تلانيتقيت – بجاية، الفصل الأوّل، ص: 20)

ما بين بلاد الفرنجة و الجزائر قصص تتراوح ما بين اللجوء و الحياة، هناك حياة في باريس، و لجوء في مرينغو، و ما بينهما كلام قد يعجبني عندما أنتقص من عملي، و أكرهه عندما يتحدث عنه الجميع غيري، لأنّ العملة التي تشتري بها الخمر، هي ذاتها التي بإمكانك شراء بها قلب بشريّ أرعن. إن كان العمر يتجاوز التجاوز، فإنّ هناك خلل ما، هناك سلطة تصهر القدرات دون أن تعتذر، و حتى في عملتها الصارمة جزء من بوابة تُنهي الحياة، هي تلك القيمة الصادقة حينما توقد جمرة السنين، لتعود النهاية متعلقة بالقول، و بما أنّ الحياة صعبة على باريس، فإنها عادت إلى مرينغو.
تعوّد القوي أن يلقي كافة المهالك على الضعيف، و هذا الذي يُنعت بالضعف، جريمته لا يغفرها أيّ دستور على وجه هذا الكوكب، إذ أنها نابعة من تماديه عند إزعاج الأقوياء، و ذلك عندما يطالب بحقوقه، فما عليه إلا أن يصمت و إلاّ كان عقابه شديدا، عليه أيضا أن يسلّم القوي كافة حقوقه، و عليه أن يتأكد من عدم تطاول طموحه على أسياده، فيكون من واجباته المقدسة التي لا أعرف من أين تشرب هذه القداسة، أن يكبح رغباته التي تكلّمه عن التخلص من ضعفه، هذا النوع من التفكير هو حرام، في كافة الشرائع هو ممنوع، حتى في النسخ التي نبعت من الديانات، و لبست ثياب العلم أو الفلسفات، هناك ما ينتصر على عقاب الضعيف عندما يحلم بالقوة، و في آخر المطاف تستقر ثماني طلقات في صدره، و توقد النار بعد غضبها أو أفولها، و تعود الأرض إلى الدوران، الذي لم يتوقف، و كأنّ الذي كان لم يكن، و لن يكون، إنها جريمة من لا جريمة لـه.
أصل العالـم؟ السؤال الذي يجعل من الفكر، الفلسفة، الأسطورة، العلم و حتى الدين أو التحيّز المباشر يحاول الإجابة، و الوصول إلى الحقيقة، لأنّ القوة يمين التعاظم، و هي علة تساور الأعراض، و هي بالإمكان غير ممكن، و المرفوض هو سبب حال الرافض، كما أنّ العنف يبدأ من نقطة نقص سرداب التفكير، إنه عجز على التدليل بالأداة، و بالتالي يكون العقل فاصل في مسائل التمثيل كما العلاقات. التحقيق موجود، بينما الحقيقة ليست موجودة، لكن البحث عنها هو حاصل لافتراض التحصيل لا من المَحصول، لأنّ البرهان الذي يفترض، هو نفسه قائم على أنّ الصورة التي تعبر عن التسليم، هي عبارة عن نوع من الحدس، لكنّ المباشر هو تلقين للجاهز.
و هنا يطرح سؤال المواثيق و تمحيصها بشكل متحرك؟ لأن يجعل المرء قادرا على افتراض التعالي، هو أمر غير مقبول، كما أنّ الواقع يكلّم الموجود، و ليس الافتراض غير المؤسس، و هذا ما يكوّن الفعل الذي يعطي جزء من المحدودية، و هو الذي يثبت الحدود الفكرية، تلك التي لا تستند إلى توثيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار