الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمرأة وجدلية ألسلطان وألجارية

كريم بياني

2014 / 3 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تحرير وحرية المرأة.. حقوقها ومساواتها في فرص العمل والمشاركة السياسية والقيادة.. المرأة نصف المجتمع.. مناهضة العنف ضدها.. هي افكار جميله من حيث كونها افكاراً؛ نجترُّها دائما نحن ـ الذين ينعتون انفسهم بالمثقفين ـ ونردِّدها كالببغاوات البلهاء على اسماع الناس وخاصة النساء معتقدين وبسذاجة بالغة اننا بذلك نثبت للمرأة حسن نيَّتنا ومستوى تحضُّرنا ورقِّينا ووعينا بدورها ومكانتها. لكن قراءة متأنية بين السطور تكشف مدى غبائنا وتمسكنا بعنجهيتنا ورجولتنا الفارغة.
إننا لا زلنا نتعامل مع المرأة كونها كائن اخر غير بشري ـ عنصر آخر او جنس آخرـ (يجب عليها) ان تفعل ألمستحيل، حتى تثبت وتبين للرجل دورها واهميتها وتعاونها وتثبت له ايضا انها ليست أمَة او جارية او خادمة، اي بمعنى اخر نريد ان نقول (عليها ان تثبت خضوعها وخنوعها) لرجل جاهل، متخلف وناقص عقل. وهنا يكمن جوهر المأساة، لأننا نغفل او نجهل ماذا (يجب على) الرجل ان يفعل، حتى يثبت لنا انه تجاوز مرحلة الحيوانية الى كائن بشري. لكي يثبت انه ليس ثوراً جامحاً لا يفكر الاّ في لحم المرأة وقوامها وجمالها. نحن الرجال نحاول ان نلبس ثوب السلاطين حتى على كلماتنا عندما تكون موجهة للمرأة لا لنذّكرها فقط؛ بل لنثبت لها دائما انها ليست اكثر من جارية أو أمَة.
الكثير من الكلمات الجميلة والجمل المُنمَّقة نسمعها مِن بعض مَن يدَّعون انهم حماة حقوق المرأة والمنادين بتحررها، لكن خلف هذا الكلام الجميل تكمن حقيقة مُرّة، وهي ان هؤلاء (الدجّالين) هم نفسهم الذين يحاولون وبشتى الوسائل إهانة شخصيتها والمساس بكرامتها. وجُلُّهم مع الاسف من الطبقة التي تسمي نفسها بالنخبة في مجتمعنا.
انا ذكرت في مداخلة اخرى قبل فترة على الفيسبوك، ان المشكلة ليست في كيفية محافظة المرأة على انوثتها وقلت:(نادرات هن اللواتي تمردن على قوانين الأنثى واخترن المواجهة.. لكن المشكلة في مجتمعاتنا لا تكمن في قوانين الانثى.. انها في الطرف الآخر حيث يقف الرجل. إننا أحوج ما نكون الى امرأة تتمرد على قوانين الرجل وغطرسته وحيوانيته. ـ وهناك بون شاسع بين امرأة تحاول دائما ان تثبت لهذا (ألكائن) حسن نيتها، وامرأة اخرى تتمرد على قوانينه التي صيغت ومنذ الازل على مقاسه وهواه ـ المشكلة هي في كيفية تحويل هذا الكائن البدائي المتوحش الى كائن أليف، والأليم في الموضوع أن عمليات التحول هي دائماً مُكلِفة ومع شديد الاسف؛ المرأة وحدها هي من تتحمل أعباء هذه الكلفة وتدفع الثمن باهضاً).
ان المشكلة لا تكمن في السلوكيات والآليات والوسائل، وهي بالتأكيد ليست مشكلة تنظيمية، المشكلة لها علاقة بمنهج و نمط التفكير، وهي بالتأكيد لها بعد فكري وعقلاني. هذا الخطاب الصوفي، السلطوي، الديني، الذي نمارسه ونتعاطاه والذي يكتنفه كم رهيب من ألتناقض والازدواجية لايمكن ان يوصلنا الى حلول عملية. اننا لا زلنا نتعامل مع قضية المرأة بالشعارات والعموميات وبأساليب وآليات بالية؛ غير مبالين بكل هذا التقدم والتحول التكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي. ناسين او متناسين، اننا نحن الرجال هم منبع المشكلة وأصلها، لأننا وببساطة لم نتمكن والى الان ان نتجاوز ـ في طريقة ومستوى تفكيرنا ـ الجدلية التاريخية المؤلمة في العلاقة بين السلطان والجارية، نتوهم بأننا سلاطين ومن خلال هذا الوهم تترآى لنا كل النساء بأنهن مجرد جواري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امرأة تتقدم للترشح على منصب رئيس الجمهورية في إيران


.. كلب هجــــ م علي طفــــ لة فأصبحت ملكة جمال




.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و


.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات شيرين الجردي