الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة , هذا الكائن الجميل , هلمن سبيل لإنصافه

عادل كنيهر حافظ

2014 / 3 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كنت أتحدث بين بعض الأصدقاء عن اعجابي بجهد انجلس الذي بذله في كتابه ( العائلة والملكية..) , الذي سمى نشأة إضطهاد المرأة(ألهزيمة ألتاريخية العالمية لجنس النساء) , والذي يعزي سبب تلك الهزية لنشأة المجتمع الطبقي . وبعد ان كانت النسوة يتصدرن المجتمع , كما يشير الى ذلك عالم الأنثروبولوجيا الشهير تشايلد في كتابه الامومة, حيث يتحدث عن العصرالحجري الحديث , وما لعبته المرأة من دورا
رئيسا في عملية الأنتاج المادي للمجتمع , في ذلك العصر الذي يتم فيه تقسيم العمل , كان الرجال يتلخص دورهم في رعاية الأسراب والقطعان , أما المرأة فكانت تقوم بمتطلبات العائلة و
إطعامها , ولذلك تمكنت النساء من إكتشاف نباتات مناسبة للطعام , وطرق مناسبة لزراعتها , وأبتكار أدوات خاصة للغلاحة وحفر التربة , وحصد وتخزين المحاصيل ,وتحويلها إلى طعام , كما تؤكد الأدلة الأثنوجغرافيا , أن صناعة قدور الطعام البدائية , وغزل صوف الحيوانات , وميكانيكية نول الغزل ,ورعاية زراعة الكتان والقطن . وبسبب وإسهامات النساء في الاقتصاد الجماعي , صارت القرابة على اساس خط الأنثى , وأن يسود نظام حق الأم .
وهنا قاطعني أحد الأصدقاء بالقول وهوَ يهز يديه ( ليش ما تحجي هدا الحجي للأخ حسن الشمري ألذي ليس فيه من الحسن غير إسمه ) فهمت ما يعنيه صاحبي , وأجبته بأن حسن الشمري لا يسمع إلا من مرجعه الديني , السيد اليعقوبي وليس من امثالي .
ألمهم أن هذا النظام تراجع بعد انقسام المجتمع ونشوء الزراعة وانتشارها وظهور التمايز والتخصص في العمل وظهور الأسواق ثم نشؤ التفاوت الطبقي وما رافقه من صراع إجتماعي وحروب ,كل ذلك وغيره وضع الرجل في الصدارة .

ثم جاء الدين ليعزز دور الرجل ويبخس حق المرأة بتوصيات قال عنها انها أحكام من الله وليس من عنديات الانبياء , كما يؤكد ذلك القرآن في سورة النساء ص3 وفي ص24 وسورةالبقرة ص230 وغيرها .
إلا أنه لابد من القول , أن المرأة قد حققت الكثير من الأنجازات على طريق
إستعادة قيمتها الأجتماعية , كنضير طبيعي لأخيها الرجل , تماثله في الحقوق الأجتماعية المتاحة والمثبتة بقوانين في الدساتير المحلية والدولية .
إلا أن المسافة لازالت طويلة للوصول إلى تحقيق كامل الحقوق المشروعة لكل نساء المعمورة , وخصوصاً في بلدان الشرق الاسلامية , حيث تقف عوامل عديدة من بين اهمها عاملان أساسيان متلازمان ومتداخلان يعتمد أحدهما الآخر,وهما التريبة البيتية و الموروث الديني .
.ً حيث أن التربية البيتية للأطفال الذكور والاناث تقوم على السند الديني
وكلُ منا تعلم َان من الأم والأب والأخ الكبير ومن الأقارب في المدرسة والجامع والشارع ..أن هناك حدود رسمها الإسلام للفتاة , وأن ألخروج على هذه الحدود , من شأنه أن يسيء لسمعة العائلة , وبالتالي يصبح عقاب الفتاة او الزوجة أمراً طبيعياَ , وتدخل العائلة في روع الأطفال , أن الفتاة التي لاتلتزم بالتربية الإسلامية الله سيعاقبها بوم الآخرة على عملها في الحياة الدنيا .
ويبدو جلياَ أن الأرهاب الفكري للأنثى , وجد في الدين خير مصد لمطالبة المرأة بشيء من الحرية والمساوات مع أخيها الرجل , وتأكد عملياً ان التحذير الديني هو الأسلوب الأقوى في لجم وإسكات المرأة , لأن الفتاة تعلمت أن الدين .هوَ توصيات من الله عن طريق النبي , والله أعلم بعباده وهوَ يريد منفعتهم , بالرغم من أن الله ليس في حاجة العبد وإنما العبد محتاج إلى الله ....ولم تقف الضغوط عند هذا الحد , وإنما تذهب مخيلة الأسلامويون , إعتمادا على نصوص القرآن وجملة الأحاديث النبوية, واضافات (العلماء وفقهاء العصر..) الى حد تسمية المرأة (بالعورة وإنها نتنة ولاتجلب غير العار لعائلتها وإنها خلقت من ضلع أعوج لا يمكن إصلاحه ... وكل ذلك للوصول إلى تبرير القول بأن انسان في هكذا مواصفات , لابد من الوصاية عليه , ولاتجوز اليه قوامة او إمامة ولا ولاية , كما تقول الرائعة وفاء العيساوي في مقالها المفيد على موقع الحوار المتمدن قبل أيام . إلا إنه ومع الثقل الهائل للبعد الديني على ثقافة المجتع في بلداننا , تبقى هناك عوامل عديدة , من اهمها ألمثل الذي تقدمه المرأة في بلدان أوربا وامريكا والصين وبلدان امريكا اللاتينية وغيرها , وما يتمتعن به من حرية وكرامة وحقوق مصانة , الأمر الذي يحفز المرأة عندنا للمطالبة بحقوقها المهضومة , القانون الدولي وشرعة حقوق الأنسان التي يفرظ التوقيع عليها مراعات حقوق المرأة , نمو الوعي الأجتماعي المطرد وتأثيره على مراجعة الانضمة والقوانين لتنسجم مع مشيئته , دور القوى والاحزاب الوطنية وقوى التنوير والثقافة الحرة , منظمات النساء المحلية والدولية وتأثيرها الكبير على الحكومات , حاجات التنمية الاجتماعية وتطور الديمقراطية , تطور قضية تحرير المرأة حتى اصبحت احد قياسات تطور البلد , ومامدى ثقافة الشعب وقدر الحرية والديمقراطية فيه ,واخيرا وليس آخراً التقدم الرهيب في كل مجالات الحياة وخصوصا مجال الأتصالات بين الناس وما تفرزه من مقارنات بين احوالهم المعيشية وما يتمتعون به من حريات ,ومقابل تطور المجتمع الهائل , وحركته إلى الامام وتنوع حاجاته ومتطلبات عيشه واستمرار تطوره , لايمكن للثقافة المتلبسة بالنصوص الخالدة , ان تتماشا مع احكام الواقع ومقتضيات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع ونصفه الجميل ,هذه العوامل وغيرها , هي التي ستجعل من المرأة التي تربى في حضنها الأنبياء والقديسين والأولياء والخلفاء والعلماء , والتي جعل الله الجنة تحت أقدامها ستكون حتماً (درة )الحياة , وليس (عورة) كما ينعتها السفهاء اليوم ,ولتقر عينها في يومها الميمون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين