الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أنا متفائل ؟

شريف عشري

2014 / 3 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بينما كنت انا وصديق نتجاذب أطراف الحديث فسألنى سؤال مفاجىء لماذا أنت متفائل ؟ وإجابتى كانت مبدئية وبسيطة على نحو : أنه لولا التفاؤل لكنا يا عزيزي جميعا فى عداد الأموات ...الفرق الرئيسى بين الحياة والموت هو التفاؤل ... فالتفاؤل يعنى ببساطة استشراف كل ماهو جيد فى المستقبل ..ولذا فأنا أحيا لكى أصل لهذا المستقبل ..وحتى لو لم أصل إليه فيكفينى -على الأقل - شرف المحاولة ..ويكفينى أن أموت وأنا واقفا على قدماى ...فحسبى موتة شجاعة جريئة لا موتة مفعمة بروح اليأس والفشل .......الحقيقة أن الله لم يعطينا أبدا روح اليأس والفشل بل أكد اننا جميعا نستمد منه روح الاقدام والتفاؤل ...والتفاؤل لا يعنى التواكل بل الإتكال والأخذ بالأسباب والأدوات ...بمعنى ان المتفائل دائب العمل ..صبور ...مجد ومجتهد ...واضعا أما عينيه دائما وأبدا هدفه فى الحياة والذى بالتأكيد لابد وأن يتماشى مع مشيئة الله له ...وكل منا يمكنه ان يكتشف بنفسه تلك العلاقة بين الهدف والمشيئة من خلال علاقة دائبة ومستمرة بينه وبين الله من خلالها سوف يوضح له الله -بطرقه العجيبة- كيف يسير والى اين ينتهى ...... لذلك فموضوع تحديد الهدف والمشيئة مرهون بكمال العلاقة مع الله وهذا شرط ضرورى وليس كافى بمعنى أن منا الكثيرون ممن لهم علاقة طيبة مع الله لكنهم منزوين على أنفسهم ..بعيدين عن المجتمع ...منعزلين ..متقوقعين ...فهؤلاء وان كانوا قد حققوا علاقة طيبة مع الله اللا انهم لم يحققوا مشيئته من تواجدهم فى الحياة ..لأنه المفترض ان الله خلقنا جميعا وكل منا له دوره فى الحياة والذى به يمكنه ان يقدم خدمة للآخرين ... فالتكامل بين الناس أمر أساسى لضمان استمرار الحياة والعمران ... وصدق من قال ان جيش كله جنود لا يجدى او أن جيش كله قادة لا يكفى وأن جيش كله أسلحة متقدمة لا يفى بالغرض ..إنما الجيش الجيد الكفؤ هو ذلك الذي يحوى داخل طياته مزيج من الجنود والقادة والاسلحة بنسب معينة يتحقق معها الكفاءة القتالية !!! ويمكن تعميم القانون السابق على المجتمع ككل فمجتمع يحوى خليط من المهن المختلفة والكهان والقديسين والطوائف المتعددة -داخل كل ديانة او بين الديانات وبعضها - بنفس القدر الذى ينطوى به على الغارقين فى الخطايا والفلاسفة والعلماء وغيرهم ....هو مجتمع مزيج بنسب متفاوته ....وهو مجتمع صحى قائم على التعدد والاختلاف ويتوقع له النجاح الاقتصادى فى المستقبل ...أما أن يكون مجتمع أحادى القطب مثلا إخوانى صرف أو سلفى بحت او كهنوتى مسيحى خالص أو ملحد جدااا ...الخ ...فهذا مجتمع مكتوب له الفناء إن عاجلا أو آجلا...إذن السبب الرئيسى فى تفاؤلى يمكن أن أجمله فى ثلاث نقاط :1- أننا فى مجتمع مزيج بنسب متفاوته .2- أننى أؤمن بان الله الذى بدأ عملا جليلا وهو ( الثورة - أو إنتفاضة الشعب المصرى ضد الظلم ...والجهل ...والتمييز الطبقة والعرقى والدينى والطائفى ..والفقر ...والفساد ) لابد وانه سيكمله ..لكن لكل شىء تحت السماء وقت .3- أننا حددنا فى مصر أهدافنا - وبغض النظر عن بعض المعوقات - فإننا سائرون صوبها بكل قوة وحزم مهما كلفنا هذا من ثمن ندفعه من أعصابنا وأرواحنا ودمائنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال